أفادت الإحصاءات الأخيرة لمصادر في الثورة السورية، بارتفاع أعداد القتلى الموثقين الذين قضوا على أيدي قوات النظام السوري والميلشيات التابعة له، إلى أكثر من 33 ألفاً، بينهم آلاف القتلى من النساء والأطفال، خلال نحو عام ونصف من الثورة في سوريا. وبحسب المصدر الذي يطلق على نفسه اسم «قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية»، فإن مدينة حمص تحتل العدد الأكبر لأعداد القتلى الذين بلغوا نحو 800 قتيل، تليها منطقة ريف دمشق التي تتعرض لأعنف هجمات النظام العسكرية المتواصلة منذ أشهر، مما رفع أعداد القتلى فيها إلى نحو 5560 قتيلاً. كما أدى القصف العنيف للطائرات والدبابات في مدينة حلب إلى زيادة أعداد القتلى السوريين فيها خلال الأشهر الأخيرة بشكل كبير، ووصل العدد إلى 3400 قتيل، لتكون في المرتبة الرابعة بين المحافظات السورية بعدد القتلى بعد إدلب التي وصل فيها العدد إلى أكثر من 4600 قتيل. أرقام قياسية ووفق الإحصائية، فإن نسبة القتلى التي تقدر بنحو 60 شخصاً يقضون في سوريا يومياً جراء القتل المباشر أو تعرضهم للقصف، بلغت مستويات قياسية خلال الأشهر الأخيرة، ففيما كان العدد يتراوح بين 1000 و2000 قتيل شهرياً منذ مطلع العام الجاري، تراوح العدد بين 2660 خلال شهر يونيو الماضي، و4307 خلال يوليوز، ليصل العدد إلى 6297 قتيلاً خلال شهر غشت الماضي، في حين أن أشهر العام الماضي لم تسجل مقتل أكثر من 900 شخص في شهر واحد. ويرجح ارتفاع نسبة القتل في المدن السورية خلال الأشهر الأخيرة، إلى فقدان النظام سيطرته على الكثير من المناطق وانتشار المعارك في معظم المدن، مما دفعه إلى استعمال الطيران الحربي والقذائف والصواريخ التي تسبب أعداداً هائلة من الضحايا ودماراً هائلاً في الممتلكات. ومنذ تولي المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مهمته منذ نحو ثلاثة أسابيع، قضى في سوريا أكثر من 2500 شخص. الطفولة و«الثمن الرهيب» وقد بلغ عدد القتلى من الأطفال كذلك أرقاماً مرتفعة، حيث سجلت الإحصاءات مقتل 2623 طفلاً سورياً حتى تاريخ 22 شتنبر الجاري، وهو ما نبهت إليه منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في تقرير لها، معربة عن القلق من أن أطفال سوريا ما زالوا يتحملون العبء الأكبر للمأساة في بلادهم. وقال المدير التنفيذي لليونيسف «انتوني ليك»: «بينما تتركز أنظار العالم على العنف المتصاعد في سوريا، يجب علينا ألا نغفل حقيقة أنه في حين أن الأطفال ليسوا مسؤولين عن هذه المأساة، فإنهم يدفعون ثمناً رهيباً، فالأطفال يفقدون أرواحهم ويفقدون بيوتهم ويفقدون آباءهم ويفقدون تعليمهم». وتأتي تلك الأرقام من جانب واحد فيما تغيب إحصاءات رسمية لقوات النظام، لا سيما إحصاءات عدد القتلى في صفوف الجيش والأمن والمليشيات التابعة لقوات الأسد والتي يقدر عددها بعشرات الآلاف. وتتهم منظمات حقوقية سورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتغييب الآلاف من المعتقلين قسرياً، وهو ما تعدهم المنظمة في عداد القتلى، في حين تتحدث عن أعداد أكبر منهم وسط غياب الإحصاءات لعدد كبير من ضحايا الثورة.