اختتمت يوم السبت 1شتنبر 2012 بطنجة أشغال الملتقى الثامن لشبيبة العدالة والتنمية بإقامة حفل فني حرص على حضوره عبد الاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة. وشدد بنكيران في كلمة مقتضبة على القول إن تجربة الحزب في تحمل المسؤولية مستمرة إلى أن يتحقق الإصلاح وأن النصر قادم بإذن الله اذا ما تشبثنا بمبادئنا «إن تنصروا الله ينصركم»، بالرغم مما قد يواجهنا من صعوبات، مضيفا أن تقدم المغرب لا يمكن أن يستقيم مع الفساد والاستبداد. ووجه بن كيران الكلام إلى شبيبة الحزب داعيا إياهم الى تحمل المسؤولية بصدق وأمانة واعتدال، موضحا أن المغرب سيظل قلعة من قلاع الإسلام والحرية وأن لا مجال لتقدمه إلا بتشبثه بهوية الاسلامية ومقدساته الوطنية. ورد بن كيران الذي استقبل بحفاوة كبيرة بشكل غير مباشر على منع اقامة الحفل الختامي بساحة عمومية «لا تدعوا البعض يفسد عليكم عرسكم، ويشوشوا على عملكم، وسيحوا في الأرض عاملين بالطول والعرض». ونوه بن كيران قبل ذلك خلال تسليمه لهدية عبارة عن مصحف مزخرف ومجسم للكعبة المشرفة إلى الفنان عبد الهادي بلخياط المشارك في الحفل الفني بجهود «هذا الفنان الاصيل الذي كان له مسار حافل وطوره لما هو أحسن وأنفع» . وأضاف قبل أن يتابع فقرات من الحفل ويغادر «هذا الذي تكرمونه اليوم يشهد له تاريخه و»منفرجته» وكل أغانيه الجميلة» و»لا ولم نكن أبدا ضد الجمال والفن». وقال الفنان بلخياط بعد أن أدى قطعا موسيقية تفاعل معها الجمهور «ما جئت إلى هنا إلا أني أحبكم في الله». وبدأ الحفل بأغاني ثورية قدمتها فرقة الوعد اللبنانية ألهب حماس الحضور ، كما أهدت احدى قطعها إلى بنكيران وسمته فيها، قبل أن يعلق «لاتغنوا علي، لقد سميت عبد الاله، لكي لا أنسى أني عبد من عباد الله». واستمر الحفل الذي تابعه جمهور غفير بقاعة بدر وحضره عبد العزيز رباح وزير التجهيز والنقل وبرلمانيون منهم عبد الله بوانو والمقري الادريسي أبو زيد والشيخان محمد الفيزازي وعبد الوهاب رفيقي «أبو حفص» وعدد من الضيوف بتقديم فقرات أدتها مجموعة الربى وفرقة الوعد المغربيتين في مواضيع مختلفة حول السلام والحب والوئام ، ونهضة الأمة ومحبة الرسول الكريم. من جانب آخر نظمت شبيبة العدالة والتنمية وقفة احتجاجية بساحة الأممبطنجة ضد منع إقامة الحفل الفني في الساحة ذاتها. ورفض المتظاهرون «عودة منطق التحكم في الحياة السياسية»، رافعين شعارات ضد عدد من رموز السلطة المحلية. وأجمعت قيادات في التنظيم الشبابي ذاته خلال مداخلاتها خلال الوقفة أن الذين منعوا الوقفة أغاظهم النجاح الكبير الذي عرفه الملتقى والذي التقى فيه «الفكر بالسياسة ، والشعر بالاقتصاد، والإعلام بالسينما». ودعا المتحدثون أنفسهم الى الابقاء على درجة التيقظ عالية ضد كل من يحاول ارجاع المغرب الى ما قبل دستور فاتح يوليوز، رافضين سبب «الدواعي الأمنية» التي قدمته السلطة لتبرير المنع. واعتبر بيان للشبيبة مبرر قرار المنع «واهيا يحيلنا على بؤس منطق السلطة في التعامل مع الهيئات السياسية»، وانه «أسلوب لم بعد له مبرر في عهد ربيع الشعوب». وأضاف البيان ان «نضالنا ضد جيوب مقاومة الإصلاح وقوى الردة مستمر حتى تحقيق المواطنة الكاملة التي تكون فيها الكلمة الأخيرة للقانون بدل منطق التعليمات البائس». ولم تستبعد بعض قيادات الحزب في تصريحات صحفية أن يكون النقاش المرتفع الذي عرفه الملتقى حول عدد من القضايا سيما التنزيل الديمقراطي للدستور واحترام الاختصاصات والدعوة القوية إلى محاربة جيوب الفساد سببا في هذا المنع.