طمأن نائب رئيس حركة المقاومة الفلسطينية “حماس"، د. موسى أبو مرزوق، الفعاليات المصرية التي تنتابها مخاوف من تهديد الحركة لأمن مصر، مؤكداً أنه خط أحمر للحركة. وقال أبو مرزوق في تصريحات لفضائيات مصرية، أول أمس، إن الحركة لا يمكنها بحال أن تعمل على تهديد أمن مصر، فهو خط أحمر بالنسبة إليها، وهي حريصة على تأمينه، نافياً أن تكون هناك عناصر من غزة قد عاونت المهاجمين عند معبر كرم أبو سالم . وطالب بعدم التسرع في اتهام عناصر من غزة بالتورط في الجريمة التي تعرضت لها نقطة الحراسة المصرية في مدينة رفح مساء الأحد الماضي، وذلك إلى حين ما ستسفر عنه التحقيقات. ومن جانبه، دعا عضو المكتب السياسي لحركة “حماس" محمود الزهار، الإعلام المصري إلى “تحييد غزة" وعدم الزج بها في الحوادث والاعتداءات التي تشهدها مصر . وأكد في مقابلة بثتها فضائية “الأقصى" التابعة لحركة “حماس" ليل الاثنين/ الثلاثاء، إن الجماعة المنفذة للهجوم على الجيش المصري في سيناء “مخترقة" من قبل الاحتلال “الإسرائيلي"، معرباً عن اعتقاده بأن الاحتلال ومن وصفه ب"الإعلام الفاسد" هما المستفيدان من هذا الهجوم. من جهة أخرى، أكد السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان أن مصر لن تسمح بأي عقاب جماعي لقطاع غزة، وأن إجراءات تخفيف الحصار “الإسرائيلي" عن غزة وصولاً إلى رفعه ما زالت هي الهدف الذي تسعى له مصر وتعمل من أجله لمصلحة الشعب الفلسطيني. وقال عثمان في تصريح صحافي، نشر أول أمس، “ليس مطروحا ولا متصوراً إقدام مصر على إجراءات للعقاب الجماعي أو تشديد الحصار ضد غزة، فلا صحة لأية أنباء أو تقديرات في هذا الصدد". وفيما يتعلق بإغلاق معبر رفح، أكد السفير عثمان أنه إجراء استثنائي مؤقت فرضته الظروف الأمنية الاستثنائية في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له قوة من الجيش المصري مؤخراً. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والحكومة الفلسطينية قد أدانا، أول أمس، الهجوم وقدما التعازي للقيادة المصرية وذوي الشهداء، وأكدا تضامنهما الكامل مع عائلاتهم. وأعلن الرئيس عباس، الحداد الرسمي، على أرواح جنود الجيش المصري وأعطى أوامره بتنكيس الأعلام على المؤسسات الرسمية، والسفارات بالخارج. في غضون ذلك، أكد القيادي في حركة «حماس» الدكتور صلاح البردويل أنهم تلقوا تطمينات من القيادة المصرية بأن القاهرة لن تعاقب الشعب الفلسطيني بجريرة الجريمة التي استهدفت الجنود المصريين شمال سيناء، وجدد اتهام حركته للكيان الصهيوني وأعوانه بالوقوف خلف الهجوم بهدف تشديد الحصار على غزة والوقيعة بين «حماس» والشعب المصري. ورأى البردويل في تصريحات لوكالة «قدس برس» أن استعجال الناطقين باسم حركة «فتح» في انتقاد «حماس» وتحميلها مسؤولية ما جرى للجنود المصريين يثير كثيرا من الشبهات حولها «وأن الهدف من ذلك هو تشديد الحصار على قطاع غزة، وذلك من خلال تحريض الشعب المصري ضد حماس بعد أن فشل الحصار الحكومي للشعب الفلسطيني، وأيضا إرباك القيادة المصرية الجديدة وإظهارها بمظهر العاجز عن حماية أمن البلاد». وأشاد البردويل بموقف القيادة المصرية مما جرى في شمال سيناء، وقال: «كل التصريحات الصادرة عن القيادة المصرية تؤكد أنهم واعون بالجهة التي اقترفت الجريمة، وهم يرفضون أن يعاقبوا الشعب الفلسطيني بالجملة». ونفى البردويل أن تكون غزة مرتعا للتطرف الديني، وقال «من المعروف للجميع أن حماس جزء من حركة الاخوان المسلمين وهي حركة معتدلة ووسطية وترفض التطرف، وقد تم توجيه سهام اللوم إليها عندما واجهت بعض المتطرفين». وأضاف: «لا توجد ظاهرة فكرية متطرفة، والشعب الفلسطيني شعب معتدل ولا توجد بيئة لنمو التطرف الديني عندنا، ولا توجد مجموعات متطرفة في غزة».