اعتبر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، أن الأزمة التي يعيشها المغرب ليست هي الأزمة التي تعيشها إسبانيا، وقال «نحن كنا في أزمة ديمقراطية وتحكم في الجانب السياسي وخنق الأحزاب والمجيء بسياسيين ومسؤولين ليسوا سياسيين ولا مسؤولين، كل همهم هو أن يغرفوا نصيبهم ويفروا في جنح الليل، من أجل هذا السبب نحن جئنا إلى الحكومة، وهذه هي الأزمة الحقيقية التي يجب أن نخرج منها». وقال بنكيران ظهر أمس الأربعاء، بمجلس المستشارين في إطار الجلسة الشهرية المتعلقة بمناقشة السياسة العامة، «هناك مؤشرات إيجابية لكن طبعا هناك أزمة، فالأزمة لدى شركائنا الأوروبيين حيث يوجد السياح وعمالنا في الخارج، وهي الأزمة التي لا يجب أن تفزعنا، لدينا القدرة لامتصاصها والمضي في الاتجاه الإيجابي». وانتقد رئيس الحكومة الضجة التي رافقت إعلان وزير المالية نزار بركة عن معطيات صادمة بخصوص الوضع الاقتصادي بالمغرب، وقال «حين أناقش الموضوع مع الوزير بركة، أطلب منه إبلاغ الرأي العام بحقيقة الوضع، لكن الموضوع متحكم فيه والإنسان يجب أن يكون منطقي ومعقول، والمعارضة من حقها أن تهاجم إن كانت تريد المواقع لكن يجب أن تعي أن مصلحة البلاد أهم». وفي موضوع آخر، قال بنكيران، «أنا من الذين لا يؤمنون أن الإنسان يمكنه حين يكون في المعارضة أن يبخس أعمال الناس، وإذا انتقل إلى الحكومة يجتهد في تقديم صورة مشرقة للواقع الذي في بعض الأحيان لا يكون كذلك»، وأضاف قائلا، «ليس لي أي غضاضة في أن أعترف بأن هناك وضعا ليس على ما يرام ونطرحه للنقاش»، وشدد بنكيران على أنه يقدم الحصيلة لكنه «ليس في موقع الكذب ولا التزوير»، واسترسل قائلا، «نحن في حاجة لتصحيح المسار في كل شيء، وفي الرياضة كانت نتائجنا مخيبة»، وتحدث عن «الأخبار السيئة والمخجلة التي ترافق مثل هذه النتائج»، في إشارة إلى نتائج المغرب في أولمبياد لندن 2012 المخيبة للآمال وما رافقها من فضائح تناول الرياضيين المغاربة للمنشطات. وقدم بنكيران معطيات رقمية حول الوضع في المغرب بمختلف القطاعات الاجتماعية، في سياق أجوبته عن أسئلة المستشارين المرتبطة بمحور وحيد يتعلق ب»أهداف الألفية للتنمية الحصيلة والآفاق»، مشيرا إلى أن المغرب حقق أحسن مما حددته أهداف الألفية، وقال «لكن نحن غير راضون عن النتائج»، وأشار إلى أن الإحصائيات هي مؤشرات فقط وليس واقعا مطلقا، وأن العالم القروي يعيش وضعا مقلقا، وقال بنكيران، «انا أعترف أن الجوع أيضا مازال في بلدنا، الواقع شيء آخر»، وشدد على أن هناك حاجة إلى مبادرات جديدة، وقال «البرامج والمخططات الموجودة والمعتمدة جيدة، والمطلوب التعبئة المجتمعية للتأطير بالرفق اللازم». وأضاف قائلا، «المطلوب الانتقال من المنطق الكمي إلى منطق الاستهداف»، وأفاد بأن الحكومة عاكفة على وضع نظام للاستهداف في إطار إصلاح نظام المقاصة، واعتماد نظام معلومياتي مدقق لمعالجة المعطيات المرتبطة بالفقر والهشاشة.