عبر رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، عن قدرة حكومته على التغلب على انعكاسات الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعرفها دول الجوار الشمالي، وامتصاص تأثيراتها على الاقتصاد الوطني. وقال عبد الإله بنكيران، أول أمس الأربعاء، خلال الجلسة الشهرية بمجلس المستشارين والتي خصصت لحصيلة ما أنجز في أهداف برنامج تحدي الألفية للتنمية، «ليس كل شيء أسود، طبعا هناك أزمة لدى شركائنا، لكن هذه الأزمة لا يجب أن تفزعنا، فنحن قادرون على التغلب عليها وامتصاصها، لأن هناك حكومة تشتغل وليس فرد واحد»؛ مؤكدا أن الوضع متحكم فيه على الرغم من أن المغرب يعيش أزمة مضاعفة لأنه لا يتوفر على إمكانيات، ولم يصل إلى نفس مستوى الأزمة الذي وصلته دول الجوار الشمالي خاصة إسبانيا. وأضاف رئيس الحكومة في ذات السياق، أنه من الذين لا يؤمنون بأنه حينما يكون في المعارضة، عليه أن يُسوّد كل شيء، ويبخس أعمال الناس واستحقاقاتهم؛ وإذا انتقل إلى الحكومة، يعطي صورة مضيئة عن واقع في بعض الأحيان قد لا يكون كذلك، في إشارة إلى تدخلات بعض الفرق البرلمانية التي حاولت تسويد كل شيء رغم أنها كانت بالأمس القريب طرفا في تدبير الشأن الحكومي. وبخصوص الانتقادات التي وجهت له عندما استعمل عبارة «عفا الله عما سلف»، أكد بنكيران أنه لم يقل «عفا الله عن السارق»، لكنه قال بأن الحكومة لن تشغل نفسها بمطاردة الساحرات وأنها ستشغل نفسها بالمستقبل، لكن أي شخص وقع تحت طائلة القانون ومس درهما واحدا من مال الشعب سيحاسب وفق القانون. وفي موضوع آخر، نفى عبد الإله بنكيران أن تكون الحكومة قد اتخذت أي قرار بخصوص مجانية التعليم، مثلما أثير مؤخرا في مختلف وسئل الإعلام. وقال «إن الحكومة ملزمة بقراراتها وليس بتصريحات وزرائها»، في إشارة إلى تصريحات وزير التعليم العالي لحسن الدوادي الذي قال إنه سيفرض رسوما على أبناء الأغنياء لولوج كليات والطب والصيدلة ومعاهد الهندسة، وأضاف بنكيران في هذا الصدد «ليس هناك أية مراجعة لمجانية التعليم في أي مستوى من مستوياته، وليس هناك أي قرار في هذا الاتجاه». وعبر رئيس الحكومة عن امتعاضه للنتائج التي حققها المغرب في أولمبياد لندن ووصفها ب «المخيبة» لآمال المغاربة بالإضافة إلى الأخبار التي وصفها ب «السيئة» والتي ترافق هذه النتائج، وقال إنه «يتعين إعادة بناء الأمور على المعقول وعلى الاستحقاق وعلى اللاعبين الحقيقيين من أبناء الشعب والقطع مع هيمنة تدبير الشأن الرياضي بناء على العلاقات العائلية والولاءات». واعترف عبد الإله بنكيران باستفحال ظاهرة العنف ضد النساء ودعا وزير الداخلية ووزير العدل والحريات للتعامل مع هذه الظاهرة بالحزم المطلوب للحد من هذه الظاهرة ومن انعكاساتها الوخيمة على المرأة والمجتمع. وأكد في السياق ذاته، على أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مجال «النهوض بالمساواة بين الجنسين واستقلالية النساء» الذي تضمنته أهداف الألفية من أجل التنمية، موضوع المساءلة خلال الجلسة، وهو ما يدل عليه مؤشر المساواة في التربية والتعليم الذي حقق فيه المغرب تقدما ملحوظا، مشيرا إلى أن الحكومة بصدد إتمام المخطط التشريعي بصفة عامة وفي مجال المساواة بشكل خاص، وذلك بهدف تقوية وحماية الأسرة والعمل على دعم الأسر التي في وضعية صعبة والتي تعيلها نساء٬ وكذا تفعيل صندوق التكافل العائلي ودعم الاستقرار الأسري للنساء الأرامل والنساء في وضعية صعبة وعلى الرغم من انخفاض معدلات الفقر ببلادنا التي تمكنت من ربح نقطة واحدة على هذا المستوى (من 30.4 % سنة 1990 إلى 8.1% سنة 2008)، فيما حددت الألفية الثالثة الهدف سنة 2015، في حدود 15.2 %، أكد رئيس الحكومة وجود فئة من المغاربة التي تعيش أوضاعا مزرية وتعاني الفقر والجوع بالإضافة إلى وجود مواطنين آخرين في دور الصفيح والبناء العشوائي، وأضاف أن الأرقام والإحصائيات التي تعطينا مؤشرات بتحسن الوضعية الاجتماعية تبقى «نسبية رغم أنها حقيقية». وحول عزم الحكومة اقتراض مليار دولار من الخارج، رد عبد الإله بنكيران قائلا بأن هذا الأمر وارد في قانون المالية الحالي.. و»الذي ينص على اقتراض 64 مليار درهم.. وألا نتجاوز 20 مليار درهم من الاقتراض الخارجي..».