قال أبو زيد المقرئ الإدريسي إن جل البرامج التي تبث على القنوات المغربية خلال شهر رمضان برامج تغتصب الذوق الرفيع للمغاربة وبرامج سطحية وفارغة وغريبة وتفتقد للجودة. وأضاف أبو زيد في معرض تعقيبه على جواب وزير الاتصال أول أمس الاثنين بمجلس النواب، أن مشكل الجودة الذي يميز برامج رمضان لهذه السنة والسنوات التي خلت في الأصل مشكل حكامة، مشيرا إلى أن عدم وجود تنافسية وإبداع وشفافية في إنتاج البرامج واحتكار شركات بعينها لهذه البرامج لا ينتج إلا الرداءة والفراغ والتسطيح. وأضاف المقرئ الإدريسي، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب مخاطبا الوزير: أتمنى أن لا يخرج إليك عفاريت الظلام الذين عارضوا دفاتر التحملات ليفسدوا عليك مخططك الوردي التي تبشر به في المستقبل من الأيام والشهور والسنوات. وتابع أبو زيد: «نتمنى أن يكون رمضان المقبل أحسن من رمضان ال 20 سنة الماضية، من أجل أن يتصالح المغاربة مع هويتهم». وقال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن القيمة المالية للإنتاجات الرمضانية لهذه السنة في القناتين الأولى والثانية (دوزيم)، بلغت 7 مليارات 300 درهم، مؤكدا أن النهوض بجودة الإعلام العمومي مسؤولية جماعية تتحمل فيه الحكومة المسؤولية الأكبر. وكشف الخلفي الذي كان يجيب على أسئلة لأربعة فرق برلمانية، أن القناة الأولى صرفت على برامج رمضان ما مجموعه 36 مليون درهم بنسبة فرق بلغت 29 مليون درهم مقارنة مع السنة الماضية التي بلغت 46 مليون درهم، مشيرا إلى أن هذا التراجع يأتي بالأساس لتشجيع الإنتاج الوطني، يقول الخلفي. وأوضح وزير الاتصال في ذات السياق أن الإنتاجات التي تعرض في فترة الذروة، بلغت قيمتها 19 مليون 800 ألف درهم. أما القناة الثانية فقد أكد الخلفي أن الإنتاجات الرمضانية كلفت ما مجموعه تقريبا 37 مليون درهم، مسجلا ملاحظات مرتبطة بالإشهار الذي اعتبره من بين نقط الضعف الموجودة في الإعلام العمومي. ونبه الخلفي إلى أنه توجد كثافة إشهارية ربطها بدفاتر التحملات السابقة، مشيرا إلى أن توقعات العقود الإشهارية بلغت 140 مليون درهم في القناة الثانية.هذا وأبدى الوزير الخلفي عدم رضاه عن المنتوج الذي يقدم خلال شهر رمضان ، بالقول «أنا مقتنع أنه لا يوجد رضا على المنتوج وأنا غير راض عليه لأنه توجد مشكل الجودة وغياب الإبداع الذي يجعل المغاربة عندما يتوجهون لإعلامهم يجدون دواتهم في التلفزيون المغربي، والتعددية الموجودة في المجتمع والانفتاح الذي تتسم به المملكة». وأضاف أنه «بالمقارنة مع السنوات الماضية بذل مجهود لكنه غير كافي، شهر رمضان له خصوصية يجب أن تراعى»، ولعل أهمها حسب الخلفي هو تقدم قناة السادسة على القنوات الدينية الأجنبية. وأوضح الخلفي في سياق حديثه عن الإجراءات المتخذة للرفع من الحكامة، بالتأكيد أنه «سنبدأ في نظام طلبات العروض عن طريق اعتماد موقعه لتسجيل المشاريع، ببنية استقبال الكتروني، وإرساء لجن الحكامة للانتقاء بما فيها تمثيلية خارج القناتين التي ستبدأ عملها قبل متم السنة». والتزم الخلفي أمام نواب الأم بتشكيل لجنة للأخلاقيات في القناتين قبل متم هذه السنة، والتي نص عليها دفتر التحملات السابق والحالي، مؤكدا أنه تم الحسم في هذا الموضوع مع المدير العام للقطب العمومي.