هي عالمة فقيهة من مدينة فاس، بدأت تتلقى أولى دروس العلم والفقه على يد والدها الإمام محمد بن جعفر الكتاني، مكنتها رحلاتها في عدد من مدن العالم الإسلامي من الإبحار في علوم الدين حتى أصبحت علما من أعلام الفقه، فقد ولدت في مدينة فاس وهاجرت إلى المدينةالمنورة ثم إلى دمشق لتعود مرة أخرى إلى المغرب. حفظت خديجة الكتانية القرآن على يد والدها وكذلك حفظت المتون، وحصلت على الإجازة من والدها وجدها وكبار علماء الشرق، وقد كانت مرجعا علميا ترجع إليه النساء في عصرها في مختلف المسائل الفقهية. وإضافة إلى حرصها على التعلم وأخذه من شيوخ عصرها سواء من آل بيتها أو خارجه، فقد ألفت خديجة الكتانية عددا من الكتب كما نسخت كتبا أخرى، وكانت أديبة، حافظة للشعر وقصص الأدباء، إلى جانب معرفتها إبأخبار الوقت وتاريخ رجالات أسرتها. سافرت رفقة زوجها العلامة مولاي الفاطمي العراقي إلى المدينةالمنورة سنة 1331 هجرية لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى فرق بينهما عندما عاد الزوج إلى المغرب وتركها في الحجاز وذلك ما بين عامي 1332 – 1345، فكانت بينهما مراسلات طويلة رائعة، تعكس بلاغتها ورقتها ولغتها المحكمة والبليغة. وما تزال هذه الرسائل محفوظة بمكتبة ورثة شقيقها الشيخ محمد الزمزمي الكتاني. عرفت الشريفة خديجة باستقامتها الدينية والأخلاقية ، وحرصها على ملازمة الذكر والصلوات الخمس في جماعة. توفيت بفاس في 29 ربيع الأول عام 1351، ودفنت بضريح والدها الإمام محمد بن جعفر الكتاني بحومة الصفاح من عدوة فاس الأندلس.