قال الدكتور أحمد الخمليشي مدير دار الحديث الحسنية"إن التحديث بمفهوم العلمنة هو خروج عن دائرة الإسلام وهو مفهوم قدحي" وابرز أن"الاجتهاد هو بذل"المجتهد" ما في وسعه وطاقته لفهم نصوص الشريعة واستنباط"الأحكام الشرعية" وأضاف الخمليشي في مداخلة خلال ندوة"حركية التحديث في عالم الإسلام اليوم" عشية يوم العاشر من غشت الجاري على هامش منتدى أصيلة الثقافي في دورته 21 والتي شارك فيها نخبة من الأساتذة الجامعيين وشخصيات سياسية وثقافية من المغرب وخارجه(أضاف) أنه"بالرجوع إلى قراءة التاريخ نجد العالم الإسلامي المنتمي للمذاهب الأربعة لأهل السنة لم يعترف لأحد بالاجتهاد منذ مات أحمد بن حنبل في منتصف القرن الثالث الهجري"إلى أن نادى منظرو الصحوة الإسلامية ومنهم محمد عبدو في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بإحياء "الاجتهاد" لإخراج المجتمعات الإسلامية من ظلمات التخلف والالتحاق بركب حضارة الإنسان والمساهمة في مسيرتها" مشيرا إلى أنه" قد مر إلى الآن أكثر من قرن من الزمن ولم نجد للاجتهاد بمفهومه الأصولي أثرا في حياة الناس كما لم يعترف أحد بصفة"مجتهد". من جانبه قال الداعية الإسلامي سلمان بن فهد العودة رئيس مؤسسة الإسلام اليوم "إن الحداثة التي ترفض الدين هي مرفوضة بدون شك" مبرزا أن "التحديث في الإسلام مرغوب فيه عن طريق تحديث الخطاب الديني الإسلامي وتحديث الحياة الإسلامية وجدد القول بكونه موضوع الحياة وليس موضوع الساعة" وأضاف المتحدث أن الحياة الإسلامية وحتى السياسة في حاجة إلى التحديث " شريطة إبقاء"الحكم لله عز وجل".ومن جهته قال الدكتور إسماعيل خضر الشطي نائب رئيس الوزراء الكويتي "إن الإسلام فتح مجالا واسعا للعقل " وأبرزفي مداخلته" أن ثلاثة أرباع القرآن الكريم لا تتطرق إلى التشريع بل إلى التفكير في الخلق والكون والتشريعات الاجتماعية" مشيرا إلى" أن السور التي تتحدث عن الأسرة تكررت فيها كلمة المعروف 22 مرة ما يوحي بحسبه أن نظام الأسرة يسير بالمعروف والمقبول في المجتمع"وكان محمد بن عيسى أمين عام منتدى أصيلة قد أشار في بداية الندوة التي حضرها عدد من ضيوف أصيلة إلى اعتبار هذه الندوة بمثابة "حياة الساعة" وليس "حديث الساعة"فقط لكون الإسلام، من جهة، معرض لكثير من الإشكاليات ومن جهة أخرى هناك مزايدات غير موضوعية على الإسلام والمسلمين. كما بين سبب تحديد مفهوم "عالم الإسلام" وليس "العالم الإسلامي" في موضوع الندوة مشيرا إلى أن العالم الإسلامي محدود جغرافيا بينما عالم الإسلام حيث يوجد المسلمون في مختلف بقاع العالم.