تلعب الحفلات المدرسية بشكل عام دورا استراتيجيا في دعم تغذية المتعلم السلوكية والتواصلية والمبادراتية والنفسية فضلا عن إخراجه من فضاء القسم ورتابته إلى فضاءات التسلية والمرح والانشراح والسرور . وتعتبر الحفلات كذلك عاملا ورافدا اساسيا في انفتاح المؤسسة على محيطها الثقافي والرياضي والاجتماعي والاسروي ونظرا لقيمة الحفلات الجمالية والوجدانية ودورها التربوي الفعال في مسار التعلم الدراسي والتكويني ، فقد دهب جل المربين والمفكرين إلى اعتبارها نواة أساسية وجسرا قويا لتحبيب المدرية للمتعلمين واستمالة مشاعرهم وميولاتهم نحوها ، أي تحويل نزعاتهم من حالات القنط واليأس إلى مشاعر الارتياح والتقرب أكثر نحوها وفي هدا الصدد يقول الاستاد نجيب مخول إدا أردت أن تعرف حيوية مدرسة من المدارس فانظر إلى ما تحييه من الحفلات على مختلف أنواعها والجدير بالذكر أن المؤسسات التعليمية التي تتعاطى الحفلات عبر برامجها الثقافية والترفيهية المتنوعة تدب الحياة التعلمية في فصولها الدراسية بشكل ايجابي مثمر وجذاب ، نظرا لما تتوفر عليه هذه الأخيرة من الفاعلين ومنشطين تربويين أكفاء ومن طاقم إداري ديناميكي وحازم مما يجعل المؤسسة من هذا النوع قبلة لجميع الذين ينوون متابعة دروسهم والالتحاق بها وبالمقابل فان المؤسسات التي تفتقر إلى مثل هذه الحفلات بالإضافة إلى بنيتها التحتية والتجهيزية المهزوزة ، فوجودها يعتبر حتما كعدمها في منظور المنظومة التربوية المعاصرة ، والتي تحث أساسا على تنشيط المتعلم ومشاركته الفعالة وانفتاحه الكلي على قضايا وشؤون محيطه البيئي والثقافي والرياضي والاجتماعي وبناءا على ماسبق ، يمكننا أن نقول أنه بقدر ما تعطى العناية والأهمية للحفلات المدرسية على أساس أن تكون متنوعة وهادفة ، بقدر ما ستترسخ لدى المتعلمين ثقافة التنشيط ومواصلة سيرهم ومشوارهم الدراسي في أدهانهم ونفوسهم ووجدانهم لأن الحفلات تعتبر كذلك محطة أساسية يخرج بواسطتها التلاميذ على الصورة السلبية التي اعتادوها الصمت والطاعة ، ليظهروا على الوجه المكبوت الذي يفضلونه دون شك . هذا الوجه الذي يخفي عادة عدة مفاجآت ومهارات وأسرار وإبداعات لاترى النور سوى في مثل هذه المناسبات وهذه اللحظات لحظات التمثيل والغناء والميل نافسة والمبادرة الحرة