في خطوة غير مسبوقة في تاريخ تسيير كرة القدم المسفيوية و المغربية ، قرر المدير الإداري لفريق أولمبيك أسفي بمعية لجنة الشباب المنبثقة عن المكتب المسير الحالي، التخلي عن المدير التقني للفريق نجيب حمحامي ، و الذي تم تعيينه بالإجماع و بقرار من المكتب الذي يرأسه خلدون الوزاني في بداية الموسم الكروي الجاري ، دون الرجوع إلى المكتب المسير للفريق. قرار المدير الإداري الذي استعان برئيس لجنة الشباب لتصريفه دون الرجوع إلى المكتب المسير الذي ترجع إليه الصلاحية و بحضور جميع مكوناته بشرط اكتمال النصاب القانوني ، يطرح أكثر من علامة استفهام ، ويستوجب توضيحا يبدد استغراب المتتبع للشأن الكروي بأسفي من انفراد المدير الإداري و جرأته التي جعلته يقرر بانفراد تام فيما يخص صلاحية المكتب المسير كجهاز تنفيذي و تقريري . و لعل خروج رئيس الفريق خلدون الوزاني عن صمته في الإجتماع الأخير للمكتب المسير و قوله بالحرف ب "أننا لا نسير بالتيليكوموند " تفسر نوعا ما جرأة هذا المدير الإداري الذي أصبح يجول ويصول دون كوابح تفرمل من "شطحاته" و "عنترياته" التي لم يسلم منها حتى ممثلو وسائل الإعلام ، حين تبجح في حضورهم بأنه لايهتم لما تكتبه الصحافة و لا يهمه ما تكتبه . و الميساج المشفر لخلدون الوزاني الرافض لكل أشكال التدخل الخارجي عن المكتب المسير يمكن فك شفرته بتحديد المرسل إليه ، و الذي سبق للعضو السابق في المكتب السابق الأستاذ الغنبوري أن نعته ب "المناور" . و مناورنا هذا لا يمكن أن يخطأه من يقرأ ميساج الوزاني في سياقه ، و هو من "يتحزم" به المدير الإداري في كل قراراته الإنفرادية ، والتي كان آخرها التخلي عن الإطار المحلي نجيب حمحامي . و العارفون بالعلاقة المتوترة بين نجيب حمحامي و أحمد غيبي يدركون بوقوف هذا الأخير وراء قرار التخلي عن المدير التقني الذي عينه المكتب المسير، وتعويضه بالفرنسي لوران ، بل يدركون الصراع الخفي بين الوزاني و غيبي الذي يجيد المناورة على حد تعبير الغنبوري، و يتحكم بالتيليكوموند، حسب ميساج الوزاني، في العديد من الأعضاء الموجودين في المكتب المسير و اللجان المنبثقة عنه . صمت المكتب المسير لفريق اولمبيك أسفي عن هذه الخطوة الإنفرادية للمدير الإداري ، هو تأكيد لقدرة هذا "المسير الخارق " على إحكام قبضته على الفريق ، و أيضا ، تأكيد على قدرته في سحب البساط من تحت الرئيس خلدون الوزاني الذي أتبث في أقل من نصف سنة تميزه على المكاتب السابقة في السير بالفريق بخطى حثيثة نحو النتائج الإيجابية بفضل نهجه التشاركي ، و العمل على إظهار المكتب المسير الحالي على أن قوته لا تكون إلا برئيس المكتب المديري للنادي و حليفه المدير الإداري للفريق. هذا الثنائي المكون من المديرين المذكورين لا تهمه مصلحة الفريق و موقعه المشرف في سبورة ترتيب البطولة الوطنية بفضل عمل المكتب الحالي الذي استند على الخطة الإستراتيجية للوزاني؛ و إلا كيف نفهم أن نفس الثنائي مافتئ يعرقل عمل كل من عينهم المكتب و بالإجماع ؛ فلجنة الإعلام لم تستطع أن تترجم خطتها و برنامجها الطموح و عاشت على إيقاع صراعات مفتعلة و واهية بين مكوناتها، و الإدارة التقنية التي بينت النتائج الإيجابية لفئة الشبان و فريق الكبار نجاعة عملها ، يفضل أطرها و مديرها التقني يفصل مديرها بقرار مزاجي للمتحكم فيه من قبل مدير المكتب الإداري بالتيليكوموند ، و مدرسة كرة القدم التي أصبحت ملكية خاصة يتصرف في أمرها المدير الإداري و من يقف وراءه ؛ حيث التسجيل بالمجان و المعاملة التفضيلية لأبناء المقربين حتى ارتفع عدد المستفيدين من مجانية التسجيل في المدرسة إلى ما يفوق الثلاثين مستفيدا ، أغلبهم من ذوي القدرة على أداء الواجب الشهري المحدد في 150 درهم . مؤشرات كلها تبين بجلاء المناورة المفضوحة التي تحاك بعناية لإظهار الضعف في المكتب المسير بقيادة الوزاني . ولهذا، فإن استمرار صمت المكتب المسير عن هذه التدخلات بأسلوب التيليكوموند ، وترك المدير الإداري ينفرد بقراراته السلبية التي تضر بالفريق و لا تنفعه ، تجعلنا نكاد نعتقد بأن الرئيس الفعلي و المسير لفريق أولبيك أسفي هو المكتب الشريف للفوسفاط و ممثله المتقاعد الذي يستنزف من ميزانة الفريق راتبا شهريا نهايته وقدره 18 ألف درهم ، حسب مصدر من داخل المكتب المسير ، و ليس الرئيس المنتخب خلدون الوزاني . ويزداد استغرابنا استفحالا عندما نعاين أن كل من عينهم المدير الإداري من متقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط برواتب سمينة لا يقومون بشيء يذكر مقارنة مع من عينهم المكتب المسير ، ومع ذلك لم يسلموا من سطوة هذا "المسير الخارق ". الذي لن يهدأ له البال إلا بعد أن يقضي حاجته ضدا على من أوكل إليه تسيير الفريق ، و يزيح كل من يخرج من دائرته و محيطه الضيق . فهل يعلم مدير المجمع الشريف للفوسفاط بأسفي بهذا الأسلوب التي ينفرد به حصريا في أسفي ممثله في المكتب المسير ؟