قرير مجلة شؤون إستراتيجية : تصاعدت حدة الاحتجاجات التي عمت العديد من محافظات مصر الثلاثاء 25/01/2011, إذ سقط ثلاثة قتلى -أحدهم من رجال الأمن- في مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن, وسط توقعات باتساع نطاق المظاهرات التي استلهمت احتجاجات تونس التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.وذكر مراسل الجزيرة نت بالقاهرة محمود جمعة أن عشرات الآلاف من المتظاهرين قرروا الاعتصام في ساحة ميدان التحرير بوسط العاصمة، حيث أعلنوا نيتهم المبيت في الميدان حتى تلبية مطالبهم و إسقاط نظام مبارك، يأتي ذلك بعد أن شارك آلاف المصريين في مظاهرات حاشدة لأول مرة تطالب بإسقاط نظام الرئيس في القاهرة والمحافطات، وتعرضوا لاعتداءات عنيفة من قبل قوات ألأمن. ورد المعتصمون هتافات قائلين "اعتصام اعتصام... حتى يرحل النظام". وينتظر المعتصمون في ميدان التحرير انضمام الآلاف إليهم، فيما تتزايد التوقعات بنفاد صبر قوات الأمن المصري التي تعاملت بدرجة عالية من ضبط النفس مع المظاهرات في بداية اليوم، لكنها سرعان ما بدأت تستخدم القنابل المدمعة وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. وأعلن شباب حركة 6 أبريل -الذين يقودون الدعوة للمظاهرة- أن عشرات النشطاء قد اعتقلوا وتم اقتيادهم في سيارات مدنية إلى أماكن مجهولة. كما قامت سلطات الأمن بالتشويش على الاتصالات عبر الهواتف المحمولة في مصر, للحيلولة دون انضمام عناصر أخرى لموقع تجمع المتظاهرين بميدان التحرير.
وأفادت مصادر للجزيرة نت بأن قادة المظاهرات وعشرات الصحفيين قد توقفت هواتفهم المحمولة عن العمل، وذلك في محاولة وصفت بأنها تهدف لخفض مستوى التواصل بين المتظاهرين ووسائل الإعلام. ونظم آخرون مظاهرة قادها عشرات النشطاء معهم الدكتور محمد البلتاجي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بشارع رمسيس، ومظاهرات متفرقة أمام قصر العيني ونقابة الأطباء قرب البرلمان. وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس حسني مبارك, وهتفوا أمام دار القضاء العالي بوسط العاصمة قائلين "يسقط يسقط حسني مبارك". كما هتف المتظاهرون قائلين "يا جمال قول لابوك، كل الشعب بيكرهوك", في إشارة إلى جمال مبارك نجل الرئيس المصري الذي يُعتقد أنه يجري إعداده لتولي الرئاسة خلفا لوالده البالغ من العمر 82 عاما. واندلعت مظاهرات أخرى بالقاهرة في منطقة روكسي بمصر الجديدة -القريبة من مقر إقامة الرئيس مبارك- قادتها مجموعة من النشطاء، منهم الخبير العالمي في الهندسة الدكتور ممدوح حمزة . وفي الإسكندرية ثلاث مسيرات تركزت في سيدي جابر وسيدي بشر والعصافرة, ضمت عشرات الآلاف من المتظاهرين، وسط أنباء عن توجههم للتجمع في مكان واحد بمحطة سيدي جابر ونهاية شارع بور سعيد. وكان ما يقارب 40 ألف متظاهر قد تجمعوا أمام مبنى الحزب الوطني في الإسكندرية، كما حشد الأمن قوات كبيرة عند نادي سبورتنغ, كما ذكر مراسل الجزيرة نت هناك أحمد عبد الحافظ. وقال مراسل الجزيرة إن عدد من المتظاهرين قام بنزع لافتات وصور للرئيس مبارك ونجله من ميدان محطة الرمل مرددين "يسقط يسقط حسنى مبارك"..