لعلّ الزمن الغيواني أو زمن الجيل بصفة عامة، يستحق صفة الزمن الجميل بامتياز،هذا الزمن الذي أمتعنا بأغاني وإبداعات خالدة هيأتها ظروف شعبية متراكمة جعلت من هدا الزمن الجميل تاريخا مشرقا من تاريخ المغرب الفني. وإذا كان الزمن الغيواني يحيل مباشرة إلى الحي المحمدي بشخصياته التاريخية و على رأسها المرحوم العربي باطما، فهده الأخيرة أثرت بشكل كبير في الأجيال اللاحقة التي تشبعت بالتراث الضخم للزمن الغيواني و التي أبت إلاّ المحافظة عليه والاستمرار على منواله إيمانا منها بالقيمة الأدبية،التاريخية والفنية لتلك المرحلة. واليوم نريد أن نضرب مثلا لهاته الاستمرارية في شخص فنان شاب صاعد كبُر وترعرع في مدينة عريقة لها تاريخ تراثي و فني كبيرين، مدينة لا تختلف أجواؤها عن تلك الأجواء التي تربّى فيها رواد الجيل الذهبي في الحي المحمدي. نعم إنها مدينة آسفي، المدينة العريقة ذات التّنوع الفني والتراثي كالعيطة، الملحون، الفن لكناوي و الأندلسي بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الزوايا. بأسفي إذن و سنة 1985 ولد الفنان الشاب "سعيد تاموسيت" الملقب ب "سعيد الغيواني" أو "سعيد الفسياني" كما يحلو لأصدقائه و أبناءِ مدينته أن ينادوه . هذا الشاب الحاصل على شهادة الإجازة ة في القانون العام أبَى إلا أن يحمل همَّ تراث الزمن الغيواني (ناس الغيوان، لمشاهب،جيل جيلالة ومسناوة..) كأمانة وَوَاجِب. فبالإضافة إلى صوته القريب جِدًّا من صوت المرحوم العربي باطما الذي يمتع به رفقة مجموعته جميع محبي الأغاني الخالدة للزمن الغيواني في جميع أنحاء المغرب من خلال المهرجانات والحفلات التي يحيونها‚ فإن فنانَنَا المنتسب إلى ״النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة״ يتمتع بمواهب متعدِّدة ككِتابة القصة القصيرة و ا لشعرالحر و تأليف كلمات الأغاني العصرية سواءٌ المغربية أو الشرقية هدا بالإضافة إلى كونه في طور تحضير لمحاولات على مستوى السيناريو الذي أجرۍ لأجله مجموعة من الدورات التكوينية إذ يقوم بتحضير أعمال تعالج مواضيع معاصرة معاشة حيت نجد في دلك عودة لبداية هدا الفنان التي كانت من خلال المسرح المدرسي و مسرح دورالشباب0 كذلك فان الفنان سعيد له ملكة الزجل المغربي الذي يجد فيه كيانه وانتماءَهُ الشعبي. ومن بين أبياته الزجلية التي تشير بالتأكيد إلى الاستمرارية الغيوانية: تمنيت فيوم نصحا دهشان... نلقا لعرب رجع ليهم الشان تمنيت فيوم نصحا دهشان... نلقا لعرب صايكين الصهيان ويقول كدالك في قصيدة يدافع بها عن مغربية الصحراء: الصحرا مغربية مغربيةَ... الصحرا جذور مأَصلة فيَا واحاتها مياه سحريةَ... ونخلها يقطُر بَشْهادْ تمور عسليةَ أنا مغريبي والصَّحرا ديما ليّا... نحب الصحرا وحبها معشش فيا بالقرآن و الرّاية فيدِيَّا... خرَّجت عدُو ليك أُو ليَّا.. وُنْتَ جاري جاي تديها ليَّا؟ عرف باللي روحي عليها مكوية ما نتزعزع منها و لو إتقطعو رجليَّا....... نركب مواج رمالها صباح وعشية.. ولا نخلليك بفراقها تحكم عليا القرآن ديما فيديا.. والراية مغربة.. والكلمة ديمة علوية.. والعلوية رسمت طريق.. خير ليك أو ليا.. ترجع الصحرا كلمتها صحروية صحروية. حنا عراب حنا عراب.. حنا جيران حنا جيران.. نطويو الصفحة أو ننساو اللي كان. بكل صراحة و مسؤولية، يجب علينا جميعا أن نؤمن و نفتخر بهذا الفنان الصاعد و دعمه، هُوَ وجميع المواهب المغربية التي تتلج صدورنا و تجعلنا نطمئن على تاريخنا و مستقبلنا الفني الأصيل.. والفنان سعيد قد أبدا لنا- ونحن نجري معه هذا الحوار الشيق الذي اختزلناه في هذا المقال- استعداده للتعامل مع جميع الفنانين المغاربة وخصوصا الشباب لا على مستوى الأغاني أ وعلى مستوى السيناريو. وهذا هو بريده الالكتروني׃ [email protected]