قال الأستاذ عبد المجيد فنيش، المختص في التراث الشعبي المغربي، أن أسباب التفاعل المستمر مع الأغنية الغيوانية هو أصالتها وجرأتها على مستوى المضمون، في زمن كان صعبا للغاية، أما السبب الثاني، فهو كون الأغنية الغيوانية جاءت مخالفة للأغنية التي كانت سائدة آنذاك، من أغاني عاطفية وغيرها، كالملحون والأندلسي والعيطة. وأوضح فنيش، في اتصال مع التجديد، أن هذه المبادرة جاءت في وقت تحتاج فيه الأغنية المغربية لمراجعة الذات، حتى تقوم بأدوارها الأساسية الشكلية والاجتماعية. وأضاف فنيش أن العودة إلى الظاهرة الغيوانية، هي عودة إلى فترة زمنية تميزت بالجرأة في التجديد، على مستوى الكلمات وآلات العزف، وكذلك على مستوى الأداء، مؤكدا أن هذه العودة لم تنقطع، وأنها ظلت حاضرة ولو بمستويات متفاوتة بحكم أن لكل جيل موسيقاه، بخلاف بعض التجارب الغنائية الأخرى التي دخلت المتحف ولم تعمر طويلا. وستحتضن مدينة القنيطرة يومي 17 و18 شتنبر الجاري، المهرجان الأول للأغنية الغيوانية، التي ستنظمها جمعية المخالب للأغنية التراثية الشعبية الأصيلة بتعاون مع المجلس البلدي والمندوبية الجهوية للثقافة. وسيتم خلاله تكريم الفنان علال يعلى، أحد المؤسسين لمجموعة ناس الغيوان، اعترافا بالمسيرة الفنية لهذه المجموعة الغنائية الأصيلة.