كشفت مصادر مطلعة أن تفكيك الخلية الإرهابية المكونة من ستة أشخاص، والتي خططت لتنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب وخارجه، جاء بناء على رصد رسائل إلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية في موضوع صناعة المتفجرات، صادرة عن جهات لا علاقة لها بشركات تصنيع المتفجرات أو دوائر علمية. وأضافت المصادر ذاتها أن يقظة وخبرة الشعب المتخصصة في مكافحة الإرهاب المعلوماتي، مكنتا من الوقوف على مجموعة من الرسائل التي تتحدث عن وصفات لصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة مرسلة من المغرب إلى مجموعة من الدول، ما دفع عناصر مراقبة التراب الوطني والفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى تعقب خطوات المتهمين وإيقافهم جميعا. ووصفت مصادر «الصباح» العملية الأمنية ب «ّغير المسبوقة» على اعتبار أن أفراد الخلية أصبحوا يضعون الوصفات لبعض المنخرطين في التنظيمات الإرهابية في مختلف بقاع العالم، عكس ما كان عليه الأمر في المرات السابقة، إذ أن الخلايا الإرهابية التي سبق تفكيكها في المغرب كانت تلجأ إلى المواقع الإرهابية من أجل اكتساب الخبرة والمعلومات في مجال تصنيع المادة المتفجرة. وكشفت مصادر مطلعة ل «الصباح» أن أفراد الشبكة كانوا على اتصال بمجموعة من الخلايا الإرهابية، كما أظهر البحث أنهم، وعبر التواصل مع تلك المواقع الإرهابية، أرسلوا وصفات جاهزة لصناعة المتفجرات والعبوات، كما زودوا بعض المواقع الإرهابية، في دول عربية، برسومات دقيقة لكيفية تصنيع المتفجرات. وقالت مصادر «الصباح» إن أفراد الشبكة ذوو تكوين في المجال الفيزيائي، ولهم خبرة في المعلوميات واجتهدوا في الدراسة والبحث عن مختلف الصيغ الكيميائية التي يمكن أن تساعد عن صناعة المادة المتفجرة. كما قامت تلك العناصر بتجريب بعض تلك الوصفات الكيميائية داخل أحد المنازل وفي أماكن خالية، ونجحت في تجاربها على تصنيع المادة المتفجرة. وقالت المصادر ذاتها إن أفراد الخلية طوروا أساليب عملهم وتمكنوا من الوصول إلى تقنية لتفجير الوصفة الكيميائية عن بعد، كما أنهم قاموا بتجربة ميدانية ناجحة. وتبين من خلال الوثائق المحجوزة وقراءة أجهزة الحاسوب أن أفراد الخلية الإرهابية كانوا يستعدون لتصنيع غازات سامة، إذ كشفت المحجوزات جمعهم معلومات دقيقة عن كيفية تصنيعها محليا. وعلمت «الصباح» أن أفراد الخلية كان لهم هدفان رئيسيان، يتعلق الأول بتزويد بعض جماعات الإرهاب الانتحاري في العالم بالخبرة في كل ما يتعلق بصناعة المتفجرات وتفجيرها عن بعد، وهو هدف تم تحقيقه، وقامت المصالح الأمنية المغربية برصده عن طريق استغلال بعض المعطيات التي توفرت في بعض المواقع الإلكترونية. والهدف الثاني، كان على المدى المتوسط، وتمثل في العمل على توسيع قاعدة الخلية من الانتحاريين، وتنفيذ أعمال إرهابية بالمغرب ضد المصالح الأجنبية والأمنية والحيوية.