جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    أحمد الشرعي مدافعا عن نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية سابقة خطيرة وتد خل في سيادة دولة إسرائيل الديمقراطية    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الاعلام الإيطالي يواكب بقوة قرار بنما تعليق علاقاتها مع البوليساريو: انتصار للدبلوماسية المغربية    الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر    مؤتمر الطب العام بطنجة: تعزيز دور الطبيب العام في إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب    استقرار الدرهم أمام الأورو وتراجعه أمام الدولار مع تعزيز الاحتياطيات وضخ السيولة    السلطات البلجيكية ترحل عشرات المهاجرين إلى المغرب    الدفاع الحسني يهزم المحمدية برباعية    طنجة.. ندوة تناقش قضية الوحدة الترابية بعيون صحراوية    وفاة رجل أعمال بقطاع النسيج بطنجة في حادث مأساوي خلال رحلة صيد بإقليم شفشاون    أزمة ثقة أم قرار متسرع؟.. جدل حول تغيير حارس اتحاد طنجة ريان أزواغ    جماهري يكتب: الجزائر... تحتضن أعوانها في انفصال الريف المفصولين عن الريف.. ينتهي الاستعمار ولا تنتهي الخيانة    موتمر كوب29… المغرب يبصم على مشاركة متميزة    استفادة أزيد من 200 شخص من خدمات قافلة طبية متعددة التخصصات    حزب الله يطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل وبوريل يدعو من لبنان لوقف النار    جرسيف.. الاستقلاليون يعقدون الدورة العادية للمجلس الإقليمي برئاسة عزيز هيلالي    ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    ترامب الابن يشارك في تشكيل أكثر الحكومات الأمريكية إثارة للجدل    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منشورات كلية آداب مكناس تكرس السطو والانتحال تسطو على الإيطالي ڤاتيمو بعدما سطا على التونسي المسكينيوالفرنسيين باديو وبينيي)
نشر في أسيف يوم 26 - 12 - 2010

في العدد 15 من مجلة مكناسة (2005) مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، نشر مقال تحت عنوان: "نحو استشكال فلسفي لمفهوم الجامعة ووظيفة الفيلسوف" لصاحبه: محمد أ.... الأستاذ بالكلية نفسها، تبين في ما بعد أن المقال المذكور مسروق من كتاب " الهوية والزمان" للباحث التونسي فتحي المسكيني. ويبدو أن الكلية ومنشوراتها لم تعتبر من حادثة السطو التي كان صاحبنا ... بطلها، وهاهي تعيد الكرة لتنشر للشخص ذاته مقالا (عرضا) بالفرنسية في كتاب ضمن منشوراتها(سلسلة ندوات عدد 25/ 2010 ) يضم أعمال ندوة انعقدت بالكلية يومي 19 و 20 نوفمبر 2009 في موضوع: حالة التأويل والعلوم الإنسانية وواقعه. interprétation et sciences humaines : états des lieux
وشارك فيها الأستاذ المذكور( رئيس شعبة علم الاجتماع ومنسق مسلك الفلسفة بالكلية ) بعرض يحمل عنوان Herméneutique contemporaine et nihilisme.
وهو المقال الذي يشغل الصفحات الممتدة من71 إلى 80 من الكتاب. ولما كان أ... ذا سوابق في السرقات العلمية،ومشهورا بالسطو على مجهود الآخرين ومهووسا بادعاء المعرفة والعلم الغزير، ولا يخجل من فضائحه المتكررة التي طبقت الآفاق، فإن الشك خامرني، هذه المرة، في أن يكون الأستاذ الباحث (عن الشهرة المعرفية) أقلع عن عادته السيئة.وهو ما تأكد بعد البحث والتنقيب. فلم يكن عرضه الذي ألقاه في تلك الندوة إلا سطوا على الفيلسوف الإيطالي "جياني ڤاتيمو" المتخصص في الهرموسية (الهرمينوطيقا) الفلسفية، والمتأثر بهايدغر ونيتشه. وكان مصدره الأساس في السطو كتاب "ڤاتيمو" الموسوم ب "في ما وراء التأويل"1994(الأصل الإيطالي)، الصادرة ترجمته الفرنسية عام 1997 ببروكسيل، ثم مؤلفات أخرى للفيلسوف نفسه، أشار إلى بعضها وتعمد إغفال البعض الآخر. وسنقف في هذه المقالة على بعض "تقنيات" السطو والتمويه التي اعتمدها أندلسي في السرقة، لتضليل القارئ؛وهي متعددة، تهم عنوان العرض والمتن والإحالات.
1- العنوان:
لقد عنون أ... عرضه ب (الهرموسية المعاصرة والعدمية) ص.71، وهو مستوحى من عنوان الفصل الأول من كتاب ڤاتيمو المذكور آنفا ص.11.والاقتباس واضح لا غبار عليه. فعنده "الهرموسية المعاصرة والعدمية" وعند ڤاتيمو "النزعة العدمية للهرموسية"
يقول أ....: ويقول ڤاتيمو:
Chapitre premier : la vocation nihiliste de l'herméneutique
Herméneutique contemporaine et nihilisme
Mohamed Andaloussi


2-المتن:
تحدث محمد أ... قي بداية المقال عن توجهين للهرموسية، توجه يمثله هايدغر وريكور...، وتوجه يمثله دريدا ورورتي..(ص.71)، وهو ما نجده عند ڤاتيمو. وبعد التقديم يبدأ في سلخ الفيلسوف الإيطالي سلخا، حاول فيه طمس معالم السطو.
يقول أ.... (صص.72-73): ويقول ڤاتيمو (ص.11):
L'hypothèse, proposée vers la moitié des années 80, selon laquelle l'herméneutique serait devenue une sorte de Koinè, de langue commune, de notre culture occidentale, et pas seulement de la culture philosophique, ne semble pas encore avoir été démentie.
L'hypothèse proposée vers la moitié des années 80, selon laquelle l'herméneutique serait devenue une sorte de « langue commune », de la culture moderne et non seulement de la culture philosophique, ne semble pas encore avoir été démentie75
فالفرضية المقترحة أواسط العقد الثامن (ق.20) والقائلة بأن الهرموسية أصبحت بمثابة اللغة المشتركة للثقافة الغربية "كويْني" عامة، لا الثقافة الفلسفية وحدها، ما تزال قائمة ومعمولا بها، لم يتم دحضها ولا نقضها. إنها فكرة وعبارة ڤاتيمو بالحرف رغم محاولة الطمس التي قام بها أ. وما إحالته على ڤاتيمو إلا للتمويه.
يقول أ.... (ص.73): ويقول ڤاتيمو (ص.11):
C'est autour de cette acception très générale qui ne supporte pas de définition plus précise, que l'on trouve des penseurs herméneutes, non seulement comme Heidegger, Gadamer, Ricœur, Pareyson, mais aussi comme Habermas et Appel, Rorty et Charles Taylor, Jacques Derrida et Emmanuel Levinas. Ce qui lie tous ces auteurs n'est pas une thèse commune, mais plutôt ce que Wittgenstein (un autre penseur herméneute au sens large que je viens d'évoquer) appelait tantôt ressemblance, ou, encore plus généralement, air de famille ou atmosphère commune.
Autour de cette acception très générale, se trouvent réunis des penseurs herméneutes, tels que non seulement Heidegger, Ricœur, Pareyson, mais aussi Habermas et Appel, Rorty et Charles Taylor, Jacques Derrida et Emmanuel Levinas. Ce qui lie tous ces penseurs n'est pas une thèse commune, mais plutôt ce que Wittgenstein appelait tantôt ressemblance, tantôt air de famille, ou atmosphère commune
والسلخ هنا لا يحتاج إلى دليل، وقد تعمد أ.... حذف بعض الكلمات والعبارات وهو ما أثر على جمالية التعبير الفرنسي. فأ.... يوهم القارئ بأن ما كتبه استنتاج انتهى إليه من دراسات قام بها، بان له على إثرها اجتماع هؤلاء المفكرين، على اختلاف مشاربهم، على الفرضية القائلة بأن الهرموسية نوع من اللغة المشتركة. وأكثر من ذلك، فإنه عمد إلى حذف التوضيح الذي وضعه ڤاتيمو بين قوسين في خصوص "ڤتغنشتاين"؛ ولو كان رجع إليه فعلا لكان وضع هامشا يحيل فيه على المصدر.
وليتأمل القارئ، ذو الدراية باللغة الفرنسية، التجلي الصارخ للسلخ الذي قام به أ...، وسنكتفي بهذا النموذج الذي لا يحتاج إلى فضل بيان. ولولا تجنب الإطالة لوضعنا جدولا مقارنا لكل ما سرقه أ... ولترجمنا النصين معا لنقف على هول المصيبة وفداحة الجرم العلمي الذي اقترفه.
يقول أ (ص.73): ويقول ڤاتيمو (ص.12):
Pour la facilité de l'exposé, et aussi, comme on le verra, pour des raisons théoriques, plus substantielles, nous dirons que l'herméneutique est la philosophie qui se développe le long de l'axe Heidegger- Gadamer. On peut intégrer avec assez de cohérence tous les aspects de l'herméneutique et les diverses directions qu'elle a prises tout au long du siècle, dans l'arc des problèmes et des solutions qui ont été élaborés par ces deux auteurs
Pour rendre plus accessible mon propos, je dirai que l'herméneutique est la philosophie qui se développe le long de l'axe Heidegger-Gadamer. On peut intégrer avec assez de cohérence tous les aspects de l'herméneutique et les diverses directions qu'elle a prise tout au long du XXème siècle, dans l'arc des problèmes et des solutions qui ont été élaborés par ces deux philosophes.

ولينظر القارئ إلى طريقة التمويه والتضليل.ف أندلسي يحذف كل ما يمكن أن يكشف سطوه،مثلما فعل عندما أسقط العبارة التي يعلل بها "ڤاتيمو" طريقته في القول إن الهرموسية هي الفلسفة التي كان لهايدغر وغادامير الفضل في تطويرها؛ ومثلما أبدل عبارة طيلة القرن ب طيلة القرن العشرين.والسبب في ذلك أن ڤاتيمو قال هذا الكلام عام 1994 و أندلسي قاله عام 2009.
يقول أ... (ص.75): ويقول ڤاتيمو (ص.17):
Si l'herméneutique- théorie philosophique du caractère interprétatif de toute expérience de la vérité- se pense, en toute cohérence, comme n'étant rien de plus qu'une interprétation, ne se trouvera-t- elle pas inévitablement prise dans la logique du nihiliste qui est propre à l'herméneutique de Nietzsche ? On pourrait résumer cette ‘logique' en disant que toute reconnaissance de l'interprétativité essentielle de l'expérience du vrai est impossible sans mort de Dieu et sans fabulation du monde ou, ce qui pour nous revient au même, de l'être. En d'autres termes, la seule façon de ‘prouver' la vérité de l'herméneutique est, semble-t-il, de la présenter comme une réponse à une histoire de l'être, interprétée comme avènement du nihilisme.
En effet, si nous n'acceptons pas de voir dans l'herméneutique une métathéorie commode de l'universalité du phénomène interprétatif, sorte de regard, venu de nulle part, sur cet éternel conflit ou jeu des interprétations, la seule alternative possible, à mon sens, est de penser la philosophie de l'interprétation comme l'aboutissement d'une suite d'événements (de théories, de transformations sociales et culturelles au sens large, de technologies de ‘découvertes' scientifiques) comme la conclusion d'une histoire que nous ne nous sentons pas capables de raconter (d'interpréter), si ce n'est dans les termes nihilistes que l'on trouve pour la première foi chez Nietzsche
Si l'herméneutique – théorie philosophique du caractère interprétatif de toute expérience de la vérité – se pense en toute cohérence comme n'étant rien de plus qu'un « jeu » ou « conflit des interprétations », ne se trouvera-t-elle pas inévitablement prise dans « la logique » nihiliste qui est propre à l'herméneutique de Nietzsche ?
On pourrait résumer cette « logique » nihilistes en disant que toute reconnaissance de l'interprétativité essentielle de l'expérience du vrai est impossible sans l'événement de la « mort de Dieu », et sans la « fabulation du monde vrai ». En d'autres termes, la seule façon de « prouver » la vérité de l'herméneutique est, semble-t-il, de la présenter comme une réponse à une histoire de la modernité, ou une histoire de l'être, interprétée comme avènement du nihilisme[1].
En effet, si nous n'acceptons pas de voir dans l'herméneutique une sorte de vision venue de nulle part, sur cet éternel « jeu » ou « conflit des interprétations », la seule alternative possible, à mon sens, est de penser la philosophie de l'interprétation comme l'aboutissement d'une suite d'événements, comme la conclusion d'une histoire que nous sommes incapable de raconter et/ou d'interpréter, si ce n'est dans les termes nihilistes que l'on trouve pour la première fois chez Nietzsche.


فمن خلال بعض الكلمات والعبارات المنصوص عليها في هذا المثال، تتجلى عملية التحوير والتدليس. وهكذا، فحينما يتحدث "ڤاتيمو" عن تأويل يصبح الأمر عند أ.... لعبةَ أو صراعَ تأويلات (بالجمع)، وما كان عند "ڤاتيمو" تاريخا للكينونة (أو الوجود) يصبح عند أ...تاريخا للحداثة أو تاريخا للكينونة (أو الوجود)، وعندما يفترض ڤاتيمو ألا يرى في الهرموسية ميتا- نظرية ملائمة لكونية الظاهرة التأويلية، باعتبارها نظرة ما إلى لعبة أو صراع التأويلات الأبدي، يكون افتراض أ.. ألا يرى في الهرموسية نوعا من رؤية ما للعبة الأبدية أو صراع التأويلات.
3- الإحالات:
معلوم بالضرورة أن الإحالة وسيلة لتوضيح ما لا يسمح المتن ببسط القول فيه، أو للإشارة إلى مظانّ الفكرة والتوسع فيها. وقد ضمّن أندلسي مقاله مجموعة من الإحالات، يوهم من خلالها التزامه بقواعد الكتابة والإحالة،كما أنه أغفل أخرى. ومن خلال النظر إلى الإحالات التي جاءت في المقالة يمكن استخلاص مجموعة من الملاحظات.
فمن جهة نكاد نجزم بأن المقالة (العرض) منقولة برمتها، وهي في صلبها مجموعة من النقولات لم يضعها بين المزدوجتين. وتفسير ذلك أنه لو فعل ما كان ينبغي له أن يفعله، لما بقي له من فضل إلا فضل النسخ وإعادة الكتابة. ومن جهة ثانية، فقد أحال على "ڤاتيمو" ست مرات، ثلاث منها تهم الكتاب "المعتمد" في السطو (في ما وراء التأويل)، وهي الإحالات الحاملة للأرقام 75 و83و 85 الواقعة، على التوالي، في الصفحات 73 و75 و76. وإذا رجعنا إلى هذه الإحالات وجدناها عبارة عن تمويه لا غير. فالكلام، في هذه الصفحات وفي غيرها مما لم تتم فيها الإحالة، لڤاتيمو؛ ولكنه غير موضوع بين المزدوجتين. وفي ذلك إيهام بأنه اقتباس للفكرة لا غير؛ والحال أنه سلخٌ ليس كسلخ جلد الشاة. ومن جهة ثالثة يذكر (ينقل) أندلسي ڤتغنشتاين (ص.73)، ولكنه لم ير ضرورة للإحالة عليه في الهامش، تنويرا للقارئ ودلالة على المرجع الذي قد يحتاج القارئ إلى الرجوع إليه للاستزادة في الخير (خير الفهم لا خير السلخ). ومن جهة رابعة لم يتوان أ.... في التصرف في الإحالات الواقعة في النص الأصلي المسلوخ منه، كما فعل في الإحالة 80 من الصفحة 74، وهي الصفحة التي سلخ فيها ڤاتيمو من غير أن يرد له فيها ذكر. فڤاتيمو يتحدث في الصفحة 13 عن الهرمينوطيقا ومظهريها المؤسسين: المظهر الأنطولوجي والمظهر اللساني، وقال إن ما يهم هايدغر في نظرته إلى التأويل هو الاعتبار الأنطولوجي خلاف غادامر الذي غلب الاعتبار اللغوي في نظرته إلى التأويل؛ ثم استمر في بسط المقارنة بينهما إلى أن انتهى إلى التنبيه على غياب بعض القضايا المركزية التي تناولها هايدغر من اهتمام غادامير. وهنا كانت الإحالة على كتاب غادامير الحقيقة والمنهج، وهي تحمل رقم 3. ف أ... لم يكتف بسلخ ڤاتيمو دون الإحالة عليه فحسب، وإنما سلخ الإحالة أيضا وتصرف في موقعها. فالاعتبار اللغوي (عند غادامير) ذكره ڤاتيمو في السطر 16 من الصفحة 13 ولم ير داعيا لإحالة ما، وأما الإحالة 3 فلم ترد إلا في السطر 23. وفي المقابل كان على السالخ أن يوضح في الهامش مظهر طابع التأويل اللسانيlinguisticité وهو مفهوم يستوجب الشرح والتوضيح لقارئ مثلي لا تكاد "معرفته تتجاوز رفع الفاعل ونصب المفعول". ومن جهة خامسة، يورد أ... نصا من 11 سطرا، يقع في الصفحتين 79 و80 (الأخيرتين من المقال) لم يدقق في الإحالة على صاحبه، وإنما اكتفى بالإشارة إلى الرقم 350 من "المسافر وظله" من غير أن يشفي غليل القارئ من الإحالة كما هي متعارف عليها. والحال أن تلك القولة من كتاب نيتشه المسافر وظله (إنساني شديد الإنسانية، القسم الثاني) الصادر عام 1880. وهي موجودة عند ڤاتيمو، ولكن في كتاب آخر لم يحل عليه أ.... قط؛ إنه كتابه مدخل إلى نيتشه (1985) الذي صدرت ترجمته الفرنسية عام 1991 عن نفس دار النشر البلجيكية، وموقع الإحالة هو الصفحة 62. ولم يكتف أ.... بإخفاء المصدر، بل تصرف في النص الذي أورده بين المزدوجتين، بالحذف والزيادة وتغيير بعض الكلمات كما هو مبين أسفله:
يقول نيتشه ويقول أ.....: (صص. 79-80)
La maxime dorée. — On a mis beaucoup de chaînes à l'homme pour qu'il désapprenne de se comporter comme un animal : et, en vérité, il est devenu plus doux, plus spirituel, plus joyeux, plus réfléchi que ne sont tous les animaux. Mais dès lors il souffre encore d'avoir manqué si longtemps d'air pur et de mouvements libres : — ces chaînes cependant, je le répète encore et toujours, ce sont ces erreurs lourdes et significatives des représentations morales, religieuses et métaphysiques. C'est seulement quand la maladie des chaînes sera surmontée que le premier grand but sera entièrement atteint : la séparation de l'homme et de l'animal.
: « En lettres d'or. On a imposé beaucoup de chaînes à l'homme pour le déshabituer de se conduire comme un animal ; et, en effet, il est devenu plus doux, plus intelligent, plus joyeux, plus réfléchi que les animaux. Mais voici qu'il souffre encore d'avoir porté ces chaînes si longtemps, d'avoir si longtemps manqué d'air pur et de liberté de mouvement ; or ces chaînes, je ne cesserai de le répéter, sont les graves et subtiles erreurs morales, religieuses, métaphysiques. C'est seulement quand sera aussi surmonté la maladie des chaînes que sera atteint le premier grand but : la séparation de l'homme d'avec les animaux »

وثالثة الأثافي، في موضوع الإحالات، إقحام أندلسي ما يعتبره كتابين له؛ فمرة أحال على "كتاب":نيتشه وسياسة الفلسفة (2006)، وكان ذلك حين حديثه (ص73) عن الفرضية التي تجعل من الهرموسية لغة مشتركة، ومحاولته اقتراح تأويل للدلالة الفلسفية للهرموسية معتمدا على المعنى الإيجابي للعدمية في فلسفة نيتشه. ومرة أخرى أحال على "كتاب" الفلسفة من منطق العقل إلى منطق الجسد (2003) في الصفحة 76 أثناء حديثه عن العدمية تاريخا للحداثة والفكر الغربي، تاريخا أعلن عن موت الله. والحال أنه لا معنى لذكر هذين "الكتابين" إلا أن يكون ذلك من أجل "دغمشة" القارئ لكي لا "يقشع" شيئا؛ فهل أحال ڤاتيمو عليهما حتى يقحمهما في عملية السلخ؟. وللإشارة فالكتابان معا ليس إلا كتابا واحدا بعنوانين مختلفين، صدرت صيغته الأولى ضمن سلسلة أبحاث ودراسات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس. وهو ما سيكون موضوع متابعتنا في مقال لاحق.
خلاصة:
إن مسؤولية تكريس السرقات العلمية والسطو والانتحال ثابتة في حق الكلية، التي لا تعتمد أية ضوابط علمية وأكاديمية في منشوراتها وتعلم علم اليقين أن "فيلسوفها" لا يتورع في السطو على جهود الغير.فقد كان عليها، باعتبارها مسؤولة على النشر،كما كان على من سهر على طبع أعمال الندوة، التثبت مما يتقدم به أ.... وقد نبهنا، من قبل كما نبه غيرنا، على آفة السطو والانتحال التي "ابتلي" بها. وكما أشرنا إلى هذا الأمر، من قبل، فقد كان بإمكان أ.... أن يقدم إلى القراء والمتتبعين خدمة بإطْلاعهم على معارف الغير وجهودهم الفكرية. ولكنه مرض التعالم، وأقبح بها من آفة.

أحمد الفوحي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية .مكناس
الهوامش:
1- الكتاب الذي نشرت فيه أعمال الندوة: Université Moulay Ismail,
Faculté des Letters et des Sciences Humaines
Actes du colloque : Interprétation et sciences humaines: état des lieux.
Mohamed Bernoussi (éd.)
Série Actes de colloques, 25/ 2010.
2- كتاب ڤاتيمو المسطو عليه (بالأساس): Gianni Vattimo: Au-delà de l'interprétation, traduit de l'italien par Malou Somville-Garant, De Boeck Université, Paris bruxelles, 1997, col. Le point philosophique.
ثم:
« « : Introduction à Nietzsche, traduit de l'italien par Fabienne Zanussi, De Boeck Université, Paris bruxelles, 1991, col. Le point philosophique.

------------------------------------------------------------------------
.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.