على خطى "ويكيليكس" تم إطلاق موقع جديد تونسي سمي "تونيليكس" موقع لتجميع ونشر التقارير السريّة لسفراء أميركا بتونس وسرعان ما تفاعل التونسيون مع الموقع الجديد بعد أن تم تناقل الخبر على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل "فايسبوك" وعلى موقع التدوين المصغر "تويتر". هذا الإعلان جاء متزامناً مع نشر موقع "ويكيليكس" للدفعة الجديدة من الوثائق السرية والتي بدأت في إثارة جدل كبير عبر العالم، فقد أعلنت أدارة موقع "نواة" التونسيّ الالكتروني إطلاق الموقع الجديد وعن مصدر التقارير ومصداقيتها يؤكد فريق الموقع على انهم تحصلوا على التقارير المتعلقة بتونس قبل خمسة أيام تقريبا من نشرها يوم الأحد على موقع تونيليكس، الشيء الذي مكننهم من دراستها و تحليلها واختيار الطريقة التقنية المثلى لنشرها و تعريف التونسيين بكواليس السفارة الأمريكيةبتونس مشددين على أنهم ، كانوا ملتزمين بعدم نشر أي شيء قبل نشر التسريبات الأولى على موقع "ويكيليكس" وأن الاتفاق حدث مع طرف مجهول هو من سرب لهم التقارير، و الذي لا يعرفونه، على حد قولهم، لكنه حسب رايهم كان يبدو على اطلاع بالمستوى التقني لفريق موقع نواة بعد أن شهد موقع "ويكيليكس" صعوبة في النشر جراء هجمات الحجب التي تعرض لها مساء يوم الأحد. وتتطرق الوثائق المنشورة على "تونيليكس" لمواضيع تونسية تتعلق بوضع الحريات وحقوق الإنسان وسيطرة أقرباء الرئيس بن علي على الحياة الاقتصادية و السياسية، والعلاقة مع بعض المعارضين البارزين، وملفّ الإرهاب. وتشير هذه الوثائق إلى أنّ تونس لم تكن "حليفاً" يمكن الوثوق فيه او الرضا عنه بالنسبة للأميركيين كما توضح أنّ الإدارة الأميركيّة اختارت تقليص النقد العلني لنظام بن علي فيما يتعلق بقضايا الحريات،والفساد المالي، كما تشير في جانب منها على غضب تونسيّ واضح من تحاور الأميركيين مع بعض السياسيين بما يفسح المجال أمام "الإسلاميين المتطرفين" للعودة إلى الواجهة وربما الإمساك بالسلطة. يقول متحدّث باسم فريق موقع "نواة" التونسيّ في إفادات خاصة نشرت له على مواقع الكترونية إن المعادلة بالنسبة لهم، كفريق نواة، كانت سهلة، فإما أن يصنعوا الحدث الإعلامي تونسيا عبر نشر التقارير السرية الصادرة عن السفارة الأمريكيةبتونس أو أن ينتظروا حتى يتم نشرها على موقع ويكيليكس وغيرها من المواقع الإعلامية الكبرى.". ويؤكد المتحدّث الذي خيّر الاحتفاظ باسمه انه وإلى حد الآن لم تنشر التقارير المنشورة على موقع "تونيليكس" على الإنترنت، وهذا راجع إلى الإستراتيجية الإعلامية التي يتبعها موقع "ويكيليكس" والمتمثلة في النشر "قطرة بقطرة" حتى يتسنى للعالم هضم التسريبات الأولى والتفاعل معها، وإن ما يجري في تونس ليس مهما بالنسبة لأغلب المؤسسات الإعلامية الكبرى، وهو ما اعتبروه فرصة لتفرد بنشر التقارير ووضعها في إطارها الوطني، على حدّ تعبيرهم. وأشار إلى أن التقارير التي تذكر تونس، سواء تلك التي تم نشرها على موقع "ويكيليكس" و"الغارديان" و"دير شبيغل"، يصعب نبشها من أجل العثور على معلومات تخص تونس، ولهذا السبب قاموا بتوفير موقع خاص تّعرض فيه التقارير الصادرة عن سفراء أميركا بتونس. وتجدر الاشارة إلى أن الموقع الذي تم إنشاؤه يصعب حجبه من طرف الرقيب التونسي، فحجب موقع "تونيليكس" كلياً في تونس لا يتم إلا عبر حجب حزمة من خدمات "غوغل" الرئيسية والتسريبات تقاسمها عدد كبير من مستخدمي الانترنت وسط صمت رسميّ مطبق إلى حدّ كتابة هذا التقرير.