صرخات عالية..وهتافات مدوية..وأصوات مزلزلة..هذه كانت إحدى أهم السمات التي ميزت الحشود الجماهيرية، التي وقفت بساحة الأمم، احتجاجا على الأنشطة التطبيعية المشبوهة بمعهد أماديوس، باستضافة صهاينة على مدار السنة..أصوات تزمجر..وأيادي تصفق..علها تزعج النائمين، وتساعدهم على استيعاب الأحداث..وتحليلها للمشاركة في خدمة قضية لا نتذكرها إلا إذا حدث ما حدث..مئات المواطنين خرجوا للتنديد..مئات المواطنين خرجوا للتعبير عن غضبهم، مئات المواطنين أدركوا عظمة الحدث، فراحوا يطلقون حناجرهم في كل صوب، من أجل إعلاء كلمة الحق، وإيقاظ الأنظمة العربية، التي غرقت في سباتها، وأصبحت لا تبالي لما يجري حولها.عبر المحتجون عن استياءهم بوجود من يدنس أرضهم، بحضور ثلة من مجرمي الحرب تحت يافطات العلم والفن وما إلى ذلك، فرفعوا شعارات من قبيل: أماديوس اطلع برا..والمغرب أرض حرة, بالحذاء دوس دوس..خونة أماديوسأهالي طنجة والهيئات السياسية والنقابية والمهنية بالمدينة، كلهم اجتمعوا ليس من أجل الاجتماع، صرخوا ليس من أجل الصراخ فقط، ولكن ليوحدوا كلمتهم وصفهم، مستننكرين حجم الدمار الذي يتلقاه الشعب الفلسطيني، مقابل تدنيس طنجة مجددا بالأنشطة التطبيعية التي وصفها أغلب المواطنين بالجريمة في حق المغاربة، قبل أن تكون جريمة في حق الفلسطنيين..أصوات مفعمة بالغضب والغيظ والأسف، تجاوزت أفواه الكبار إلى أفواه الصغار، ليرددوا هم الآخرون شعارات منددة للتطبيع، بصوتهم الهادئ الذي لم يعرف طعما للبغضاء بعد، وجوه بريئة أبت إلا أن تحضر وترفع صوتها، وتندد هي الأخرى بكل أشكال التطبيع بالمدينة..بهتافات صغيرة..ولافتات كبيرة..أخذ الأطفال يعلنون عن مساندتهم المعنوية، لإخوانهم وأطفالهم..برفضون الترحيب لكل من شارك من قريب أو بعيد في تشريد الطفولة..وتذبيح الصغار..وقتل الرضع الذين لم يفتحوا أعينهم على الحياة بعد..تساءل الكثيرون، كيف أن الصهاينة لا يدخلون الدول الأروبية، أو بالأحرى يزورونها، الجواب أنهم ملاحقون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، انتهكت أساسيات القانون الدولي والقانون الإنساني معا، فهم مهددون عند الدخول إلى هذه الدول التي رفعت دعاوي قضائية من اجل محاكمتهم..يحدث كل هذا في الوقت الذي يجد هؤلاء حفاوة وترحيبا غير معهودين، في بلد عربي، كان من المفروض أن يكون سندا لإخوته بدلا من أن يطعن في ظهر إخوته، ويكون مجرد لعبة تحركها الأيادي الخفية للوبيات الصهيونية، الذين اغتالوا قدرة الشعب الفلسطيني على العيش والعمل، وسلطوا سيف الاجتياحات فوق رؤوسهم، فحرموهم الشعور بالأمن والأمان في بلدهم.أهذه هي كل التعويضات العادلة والمناسبة لكل ما نسمع به ونراه من تقطيع وقتل وتنكيل وتهميش للشعب الفلسطيني؟ هذا ليس انتصارا فقط للظلم والاستعباد..بل هو تأييد للتطرف والإرهاب..يعلق أحد المواطنين المحتجين..إنه لا يسعنا أمام هول الجرائم الإسرائيلية واستمراريتها وفظاعتها.. إلا التحرك بشكل جدي للدفاع عن القضية ونبذ كل أشكال التطبع، أما أن نخفي المجرمين وراء يافطات العلم والفن، بدعوى جلب المنفعة عبر النقاش، والأخذ والرد..فهذا ما لا يقبله عقل أو منطق.. ليس باستطاعة أحد أن يحرك الدعاوى القانونية والقضائية بحق هؤلاء المجرمين لملاحقتهم ومعاقبتهم.. سوى تضافر الجهود، وتوحيد الصف والكلمة، والتعاون على طرد المجرمين، و التأكيد على أن خيار المقاومة المسلحة، هو الخيار المشروع وهو الوحيد القادر على أن يردع المعتدين عن مواصلة عدوانهم وجرائمهم، كما أنها هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الكيان الصهيوني الإرهابي والعنصري، والتي باستطاعتها أن تعيد الحقوق المسلوبة لأصحابها وتردع المعتدين عن مواصلة عدوانهم وجرائمهم .