على بعد بضع كيلومترات، في اتجاه جماعة أولاد رحمون وأولاد حمدان، تتوسد منطقة مهيولة الضفة الجنوبية لنهر أم الربيع، وتتخذ لها مكانا عذريا يكاد لا يعرفه حتى المسؤولون الرسميون، بل إن العامل السابق لم يكتشفه إلا وهو على أهبة مغادرة الجديدة نحو تطوان...أشجار من كل الأنواع الظليلة منها والمثمرة، لاروكاريا والتي تستوطن دكالة منذ عهود، وأشجار الرمان والليمون ولاكليمانتين والأوكاليبتوس وقليل من النخيل والميموزا والسيبري، تتنافس في احتلال مكان لها يطل على النهر، الذي يضفي رونقا وبهجة على المكان، القليل والقليل جدا من أبناء الجديدة العاديين والمهتمين، يعرف أن المنطقة كانت منذ زمان قبلة للسياح، حيث لا زال المقهى الوحيد شاهدا على ذلك ولا زال النزل الرائع من حيث المعمار، وإن كانت جل أركانه أصبحت آيلة للسقوط، تتسرب المياه عبر سقوف غرفه العديدة، وتلاشى القرميد الذي استقدم في يوم من أيام العشرينات من القرن الماضي، هذا المكان الذي تعود ملكيته إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري، يحاول السيد محمد عمار،رئيس جماعة أولاد حمدان الآن العمل على إعادة هيكلته من اجل إعادة الاعتبار له، وجعله ينبعث من جديد، ليعود إلى سابق عهده، منارة لاستقبال السياح من داخل وخارج المغرب، ويشهد الصحفي الفرنسي المقيم بالجديدة ميشال أمنغال، ومن خلال مداخلته سابقا، أن المكان مصنف ويوجد في ريبرتوار السياحة العالمية، بل إن هناك شبكة سياحية تدعو روادها إلى زيارة المكان..إن كان المكان، مهيولة بهذا الصيت العالمي، فهل يعرفه أصحاب القرار؟ وهل يوجد له مكان في أجندة وزير السياحة هنا بالمغرب؟ مندوب السياحة بالجديدة صرح غير ما مرة بضرورة هيكلة المنطقة واعتماد المكان من الأمكنة السياحية القروية، إلى جانب أمكنة أخرى ومنها قصبة بولعوان والتازوطا والقواسم أصحاب الصقر، إلا أن تصريحاته تبقى صيحة في واد سحيق...وقد علمنا مؤخرا أن احد المستثمرين وضع مشروعا، لدى مكتب الاستثمار الجهوي من اجل الدخول في مغامرة سياحية، هناك إلا أن التباشير الأولى تدل على أن المشروع لا زال ينتظر تأشيرة المسؤولين المتعددين، ويتخوف المتتبع، أن ينسحب هذا المستثمر بعدما يتعب من الانتظار ويرهق من اتباع كافة المساطر الطويلة والتي تستوجب كما هائلا من الوثائق والجهد المادي والمعنوي، كما وقع لعدة مستثمرين أرادوا حط الرحال ببولعوان ولكنهم مدوا أياديهم ولم يجدوا من يمد لهم يد المساعدة..الآن والآن بالضبط وعلى إثر توقيع اتفاقية إنشاء محطة الحوزية مزاغان، ومع ما تعد به من استثمارات خيالية ومع ما تعد به من استقطاب لعدد كبير من السياح، بدأ بعض المهووسين بالسياحة القروية في العودة إلى أحواز آزمور ومنها المدينة القديمة على الخصوص وكذا منطقة مهيولة، وقد التحق احد الفرنسيين بعد أن أحيل على التقاعد وشرع في وضع اللمسات الأولى على مشروعه السياحي ومنذ أيام قليلة حط الرحال احد الأجانب الآخرين بمهيولة، ولكن الحاجة تبقى قوية إلى هيكلة المكان في شموليته، فهو محتاج إلى الطرق والمسالك ومحتاج أيضا، إلى الكهرباء وإن كان ليس في حاجة إلى المياه لأن هناك عينان تسقيان المكان بغزارة وهما العين الكبيرة والعين القدورية واللتان يستفيد منهما الفلاحون بكيفية دقيقة، حيث يطبقون طريقة السقي بالتناوب، كما يحدث في نواحي الراشيدية وهو تقليد متوارث منذ القديم...وتبقى منطقة مهيولة والتي تقع على الضفة الجنوبية لنهر أم الربيع، من أحسن المناطق القروية المؤهلة لتصبح مرفقا سياحيا مهما إلى جانب محطة الحوزية مازاغان، شريطة إيلائها بعض الاهتمام من لدن الوزارة الوصية وذلك بإنشاء محطات للإيواء والاستقبال وخلق مرافق اجتماعية بغية تأهيل المنطقة للنهوض بها من حيث الاقتصاد والسياحة والفلاحة، فالمنطقة غنية من حيث الإمكانيات الطبيعية كالماء والأشجار المثمرة، ولا شيء أفضل من الماء والخضرة والوجه الحسن...