أحبطت الفرقة الترابية للدرك الملكي بأزمور، ليلة الخميس الماضي، أضخم عملية لتهريب المخدرات، إلى المدن والمناطق المحاذية لمدينة أزمور..إذ كانت ستنطلق مما اعتبر "قاعدة خلفية على ضفة نهر أم الربيع"، حيث باتت تنشط شبكة وطنية خطيرة لترويج السموم، أفرادها مدججون بالسيوف، ويحتمل أن يكونوا مزودين بأسلحة نارية. واستعان "الكومندو" المحمول برا بجل العناصر الدركية بالمركز، قبل تدخل القيادة الجهوية للدرك الملكي، التي أوفدت، في مرحلة ثانية وصفت بالحاسمة، تعزيزات مهمة. وعلمت "المغربية" أن 8 دركيين بأزمور انتقلوا، في حدود الثامنة من مساء الخميس الماضي، على متن دوريتين راكبتين، إلى منطقة مهيولة، على بعد 12 كيلومترا جنوب أزمور، وتحديدا إلى مشارف دوار العسارة أولاد عميرة، بتراب جماعة أولاد رحمون، الخاضعة لدائرة أزمور، عند النقطة الكيلومترية رقم 12، وحاصروا، على الطريق الإقليمية 3443، الرابطة بين أولاد افرج وأزمور، سيارة من نوع "فولزفاكن ترانسيت"، كانت متوقفة على بعد حوالي 100 متر من ضفة وادي أم الربيع، حيث كان قارب ذو محرك متوقفا بعين المكان. وكان فردان من شبكة ترويج المخدرات، التي كانت الفرقة الترابية بأزمور توصلت بمعلومات حولها، منهمكين في نقل أكياس الكيف سنابل وأوراق التبغ، من السيارة إلى الزورق، الذي كان على متنه أربعة أفراد آخرين، الذين فطنوا إلى الخطر الذي كان يتهددهم، وشغلوا محرك "الزودياك"، وانطلقوا في اتجاه سد سدي معاشو، بتراب قيادة أولاد عبو، بإقليمسطات، بعد أن تخلوا عن سيارة "فولزفاكن ترانسيت"، مسجلة بالمغرب، تحت أرقام مزورة، بحيث عثر رجال الدرك بداخلها على 3 أكياس من الكيف سنابل، و4 أكياس من أوراق التبغ، وسيفين من الحجم الكبير، وزهاء 20 حجرة صخرية، ولوحة معدنية أجنبية مزورة، كانوا يستعملونها عند الاقتضاء. واستغل مروجو المخدرات تضاريس المنطقة الوعرة، والظلام الحالك، ولاذوا بالفرار على متن القارب، الذي كان شبه ممتلئ بأكياس المخدرات، لم يتسن تحديد كميتها. وباشر رجال الدرك حملة تمشيط واسعة النطاق، جاءت نتائجها سلبية. ولم يستبعد مصدر مطلع أن تكون العصابات الإجرامية ومروجو المخدرات، التي يهربونها من الشمال، ويثقلون بها إقليمالجديدة، والمناطق والمدن المحاذية، باتوا يتخذون من نهر أم الربيع، على غرار الغابات المجاورة، قاعدة خلفية لنشاطاتهم المحظورة، ونقط تلاقيهم، ومباشرة الصفقات. وأسفرت التحريات، التي باشرها المحققون، عن أن الكمية الهائلة من السموم، التي جرى ضبطها وحجز قسط بسيط منها، كانت ستحط الرحال بدوار تابع لجماعة البير الجديد، في معقل أكبر أباطرة المخدرات بجهة دكالة عبدة، الملقب ب"الضو"، الذي كان يعيد بيعها بالجملة لمروجي المخدرات بالإقليم والمدن المجاورة. وانتقل فريق دركي، على الساعة السادسة من صباح الجمعة الماضي، إلى الدوار المستهدف بالتدخل، إذ يعتبر قلعة منيعة، يصعب اقتحامها، لأن بعض السكان المدججين بالسيوف والهراوات، كانوا يؤمنون له الحماية، عندما كان يمارس ليلا نشاطه المحظور، ويتصلون به على هاتفه المحمول، عند الطوارئ. وأوفدت القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة تعزيزات أمنية مهمة، من فرقة التدخل السريع، والكلاب البوليسية المدربة، في هذه العملية، التي تأتي على بضعة أيام من تفكيك شبكة دولية، جرى اعتقال 34 عنصرا منها، كانوا ينشطون في الاتجار في الكوكايين. وحاصر المتدخلون الدوار، واقتحموا منزل إمبراطور المخدرات، الذي أبدى مقاومة شرسة، وحاول الفرار عبر السطوح، قبل أن يجري شل حركته، وإيقافه، إذ كان البحث جاريا في حقه على الصعيد الوطني، من قبل مصالح الأمن الوطني، والدرك الملكي. وأسفر التفتيش عن اكتشاف قبو، عبارة عن مستودع تحت أرضي، كان يجري تخزين المخدرات بداخله، وكذا، العثور على سيارة من نوع "بيكاب مازدا"، رباعية الدفع، وكانت تسخر لنقل المخدرات، عبر المسالك والتضاريس الجغرافية الصعبة بالمنطقة. وعرف مركز الدرك بأزمور، الجمعة والسبت الماضيين، إنزالا لعائلة مروج المخدرات، إذ حاول شقيقه إرشاء الضابطة القضائية بمبلغ 5000 درهم، ليجري اعتقاله. وتدخل عضو جماعي، كان وراء شكايات كيدية، للتستر على إمبراطور المخدرات، إذ أهان الضابطة القضائية، وتوعد المحققين بالانتقام، وبالزج بهم في السجن.