اكثر من خمسة وعشرون قضية قذف وتشهير رفعت ضدي الى المحاكم السويدية من اطراف عربية ومن خارج السويد في غالبها عراقي ، ولكن القضاء السويدي رفضها جملة وتفصيلا لانها لاتدخل ابدا في اطار التشهير وانما تدخل في اطار النقد الاعلامي المباح وعلى رأسه الرسوم الكاريكاتيرية والتي تعتبر من اشد وسائل التشويه على الاطلاق ، وليست القضايا المرفوعة ضدي هي الوحيدة في السويد وانما هناك المئآت من القضايا التي تنتمي الى نفس الفصيلة ، وهذا بالرغم من ايمان الدولة السويدية الكامل بعدالة حرب بوش في العراق وافغانستان حيث مارست حكومة السويد دورا مخزيا في وقوفها الى جانب عجلة الاجرام الامريكي في العراق وافغانستان ، وهو ماسبب صدمة لدى الشرفاء والعقلاء في هذا البلد الامن، ومع هذا الاختلاف الشديد في وجهات النظر المتنافرة بين مواقفي وامثالي ومواقف الحكومة السويدية ، فان هذا لم يعن ابدا ان تقوم الحكومة السويدية بتلفيق التهم ضدنا واعتبارنا خونة ومجرمين قياسا لما يجري في بعض الدول العربية خاصة حينما يمس النقد رأس النظام او حاجب رأس النظام او حتى القطة التي تموء الى جانب مزبلة رأس النظام، واعجب من هذا هي تلك القوانين التي تلزم بعض الانظمة والقوانين بملاحقة الشرفاء من اصحاب الاقلام النظيفة والذين وقفوا ندا للخيانات التي استفحل امرها في وسطنا العربي وفي اوساطنا العربية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولقد كان لبنان وحتى وقت قريب جدا من اهم معاقل الحرية الاعلامية في الشرق الاوسط بل والعالم ، ولهذا فقد كان هذا البلد يمتاز بنكهة خاصة لدى اصحاب الرأي في العالم أجمع وهو أمر أجمع عليه اهل السياسة في هذا البلد الصغير ، ولهذا فقد كان هذا البلد على صغره كبيرا جدا في مساحات الرئة الفكرية التي منحها لكل عصافير الحرية التي طالما طارت في ازقته وحواريه وفضاآته، وكانت بيروت أما حنونة أباحت ثديها لكل اطفال الحرية العرب ونالوا من ثديها العامر رضعات مشبعات ليتحول أطفالها الجدد الى اخوة يجمعهم حب بيروت وعشقها ، ولم يكن في بيروت تابو محددا ، فقد جمعت بيروت تحت شلال شعرها كل الاخوة الاعداء والاصدقاء ممن رضع حليبها ، وكانت المجلات السياسية وصور الكاريكاتير لاتترك احدا من غمزاتها بعد تجاوزها كل الحدود. بيروتالمدينة الحالمة واحدى عواصم الصمود الحقيقية ترتكب اليوم محرما كبيرا عندما تقبل محاكمها ، ولو لمجرد القبول قضية تشهير رفعها جلال الطالباني ضد سماح ادريس رئيس تحرير مجلة الاداب اللبنانية بحجة اساءة السمعة، والمعيب في الموضوع ليس قبول الدعوى ، وانما هو سكوت الراي العام اللبناني ورجال السياسة على اهانة لبنان بهذه الدعوى ، فكيف يقبل لبنان الحر والعظيم والمقاوم ان تصرف في محاكمه مثل هذه القضايا ، وصاحبها رجل خان بلاده العراق وسخر رجاله من اجل اقامة المذابح في العراق واقام سجونا سرية في السليمانية خطف فيها الرجال والنساء من احرار العراق بعد ايهام المخطوفين انهم لدى اطراف مجرمة سنية اوشيعية ، ولااعرف ابدا لماذا هذا المجرم والخائن والعميل والساقط يجد له مكانا في المحاكم اللبنانية والتي من المفروض على الادعاء العام فيها وفي كل الدول العربية ملاحقته وفقا لميثاق جامعة الدول العربية والذي وقعت عليه الدول العربية . لقد حيرني تماما الموقف العربي خاصة عندما قارنته بالموقف السويدي والمتعلق بقضية الصحافي السويدي دونالد بوستروم والذي توترت العلاقة بين بلده السويد ودولة الكيان الصهيوني بسبب مقاله عن تجارة الاعضاء ، وتقدمت الحكومة الصهيونية برفع قضية تشهير على الصحيفة الافتون بلادت السويدية والتي نشرت الخبر ورفضت المحكمة قبول الطلب ، ولهذا فاني اناشد المحكمة اللبنانية المختصة والادعاء العام اللبناني وأسوة بالقضاء السويدي ان يطالب بملاحقة المجرم الطالباني وكرشه العظيم ومطالبته بتعويضات لصالح سماح ادريس بسبب الاساءة الى شخص وطني شريف ، كما أني أناشد رجال السياسة اللبنانية وأسوة بموقف الحكومة السويدية للتنديد بهذه القضية وصاحبها الذي لايخجل ابدا كما نددت السويد بالدولة الصهيونية حفاظا على حرية القلم . د.محمد رحال [email protected]