راسل السيد رشيد الراخا، رئيس الكنغريس العالمي الأمازيغي، الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل التعريف بمطالب إيمازيغن في شمال إفريقيا، وجاءت هذه الرسالة المفتوحة كتعبير عن شكره للرئيس الأمريكي على الحطاب التاريخي الذي ألقاه بالعاصمة الغانية "أكرا " عقب الزيارة التي قام بها مؤخرا لإفريقيا .ورحب السيد رخا في الرسالة التي أرسلت في نسختين، أولاهما سلمت للسفير الأمريكي بالرباط في حين أرسلت الثانية مباشرة إلى البيت الأبيض، باختيار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتركيا في أول زيارة يقوم بها إلى العالم الإسلامي، باعتبارها بلد علماني ونال إعجاب بطلنا العظيم "محمد عبد الكريم بن الخطابي" خلال العشرينيات من القرن الماضي . هذا وتتطرق السيد رخا في رسالته الى التهميش الذي عانته ومازالت تعانيه الشعوب الأمازيعية من قبل الأنظمة العربية، كما أعطى لمحة عن التاريخ الأمازيغي الذي قال عنه السيد الرخا "أنه متجذر في آلاف السنين، حتى لا نقول ملايين السنين منذ ولادة "لوسيlucy" أو أبعد من ذلك"، كما أشار الى مسألة التعريب التي جاءت بعد أسلمت المنطقة عن طريق الفاتحين .ولم يفت رئيس الكنغريس العالمي الأمازيغي أن يذكر الرئيس أوباما بما أسماه المصير المأساوي لشعب الطوارق الذي قال عنه أنه الأكثر حفاظا على اللغة والثقافة الأمازيغيتين . واليكم نص الرسالة الموجهة الى الرئيس الأمريكي السيد الرئيس،أود أن أكتب لكم هذه الرسالة المفتوحة لنشكركم على خطابكم التاريخي في "أكرا" عاصمة غانا.فعلاقة بخطابك الثاني على أرض أفريقيا بعد خطاب القاهرة، يبدو أن كلماتك فيه موجهة فقط إلى الجماهير في أفريقيا جنوب الصحراء، كما لو أن بلدان شمال أفريقيا ليست معنية ولا تشكل جزءا من قارتنا الحبيبة أفريقيا.لهذا السبب فقط أود أن أؤكد لكم أن بلدان المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وموريتانيا، وكذلك البلدان الأفريقية مثل غانا وزيمبابوي وكينيا بلد والديك، كلها أفريقية بحكم الجغرافيا والتاريخ والساكنة. فكلمة أفريقيا نفسها هي في الأصل من اللغة الأمازيغية، وتطلق في العهد الرومان على الأراضي التونسية، قبل أن تطلق على قارتنا بأسرها، وهي مستمدة من المصطلح الفينيقي "أفري" الذي يعني " السكان الأصليين لهذا البلد". وبالطبع فجميع القادة الحاليين في هذه الجهة الأفريقية التي تدعى "البيضاء" يؤكدون عكس ذلك من خلال تبنيهم للإيديولوجية العربية الإسلامية المستوردة من الشرق الأوسط، ونؤكد لكم بدون شك على أنهم فخورون لكونهم عرب من أصل شبه الجزيرة العربية هوية أسلافهم، وكذا الطبقات السياسية والنخب المفروضة على بقية الأفارقة غيرالمستعربين بعد.فكما هو الحال في بقية أفريقيا، فقادتنا في شمال أفريقيا، هذه البلاد التي كنا نسميها "تامازغا"، للأسف كلهم من الحكام المستبدين الذين لا يحترمون إرادة شعوبها عبر تنظيم انتخابات شفافة واحترام التداول على السلطة. فرؤساء دولنا سواء ملوك السلطة المطلقة المستبدة، أوالرؤساء الذين وصلوا إلى رئاسة الجمهوريات نتيجة الانقلابات، قد قاموا بتغيير كل دساتير بلدانهم للبقاء في السلطة إلى الأبد، وإثراء أنفسهم والتابعين لهم، وذلك على حساب مواردنا الطبيعية، ومن الضرائب المسلطة على مواطنينا ومن عائداتهم في الخارج، مع ممارسة سياسة الميز العنصري ضد الأمازيغية؛ سياسة التمييز التي لا تحترم الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية للمواطنين الأمازيغ، أحد هؤلاء هو العقيد معمر القذافي، الذي احتفل مؤخرا بأربعين عاما من الديكتاتورية، غير فخور فقط بسياسة الميز العنصري، والحرمان وتعريب السكان الأصليين، بل تجاوز ذلك إلى التهديد علانية بالإبادة الجماعية لهم. وليس من الصدفة أن يدافع منذ رئاسته للاتحاد الأفريقي عن المجرم "عمر البشير"، المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب مذابح جماعية ضد السكان المدنيين، بما في ذلك شعوب من المسيحيين والوثنيين في دارفور والذين يعيشون في جبال النوبة بوسط السودان.السيد الرئيس،نرحب باختياركم تركيا في أول زيارة تقومون بها إلى العالم الإسلامي، وهي بلد علماني كان قد نال إعجاب بطلنا العظيم "محمد عبد الكريم بن الخطابي" خلال العشرينيات من القرن الماضي، والذي نجح في إنشاء دولة أفريقية حديثة ما بين 1923و 1926. دولة ذات مؤسسات وجيش شعبي كان مثالا ألهم في وقت سابق "هوشي منه" و"ماو تسي تونغ". واعلم أن مفهوم العلمانية، بعيد على أن يكون مستوردا من الغرب، فقدا كان مجسدا في المؤسسات السوسيواجتماعية الموجودة لدى قبائلنا الأمازيغية قبل الاستعمار، كما تشهد لنا بذلك القوانين العرفية التي تسمى "Azerf". ولكن بعد حصولنا على الاستقلال الذي انتزع بأذرع مقاتلينا الأمازيغ من جيوش التحرير، والأقليات 'العربية الأندلسية" بمساندة التيارات السلفية قد احتكرت السلطة مركزيا، وعملت على إلغاء "Azerf" القانون العرفي الذي ينظم توزيع المياه والثروة، والصراعات والعمل الجماعي (Twiza) لآلاف السنين!السيد الرئيس،اسمحوا لي أن أقول لكم أننا فخورون بأجدادنا والتاريخ الذي ورثناه، وقادتنا العرب يحاولون تهميشه وتشويهه في كل وقت. ونحن كشمال أفريقيين من البيض أوالسود الأفارقة أو المنحدرين من أمريكا فخورون دائما بأسلافنا. تاريخنا لايبتدئ من القرن الثاني عشر تاريخ تأسيس مدينة فاس، التي احتفلت بها الدولة المغربية بأبهة عظيمة، ولا حتى أقل من وصول الفاتحين الأولين "العرب" سنة 642م (عام 1592 من تقويمنا الأفريقي الأمازيغي)، فتاريخنا متجذر في آلاف السنين ، حتى لا نقول ملايين السنين منذ ولادة "لوسيlucy" أو أبعد من ذلك ، فظهور إنسان "Toumaï" في تشاد! الأركان الأربعة لقارتنا سجلت وحددت من خلال الحفريات الأثرية والاكتشافات من العظام البشرية التي تبين استمرار وجود شعبنا في أفريقيا منذ فجر حقبة ما قبل التاريخ إلى اليوم، على الرغم من أن نسبة كبيرة من سكان شمال أفريقيا تم تعريبها نتيجة أسلمتها. يجب أن نعلم أن أسلافنا، كما يتضح من الرسوم الجدارية واللوحات الصخرية Tasili n Ajjer ، وبصرف النظر عن الحيوانات البرية الأليفة الأولى، اكتشف أساسيات الزراعة. كما اكتشفوا أيضا المعدن قبل أن يكتشفه إنسان ما قبل التاريخ في أوروبا، كما تم اكتشافه في الأونة الأخيرة من طرف فريق "يوسف بوكبوط" في جبال الأطلس المتوسط. وأيضا الأبجدية الأولى للكتابة التي نسميها "تيفيناغ، المنتشرة على نطاق واسع في جزر الكناري، كولادة أولى للحضارات المكتوبة التي كانت من عمل أجدادنا قبل بناء الحضارة الفرعونية العظيمة.السيد الرئيس،أود أن أغتنم فرصة كتابتي لكم هذه الرسالة لأحدثكم عن المصير المأساوي لأحد شعوبنا ألا وهو شعب الطوارق الأكثر حفاظا على لغتنا وثقافتنا وقيمه الأفريقية قبل الإسلام.فالرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" والشركات المتعددة الجنسيات الفرنسية المتخصصة في اليورانيوم كأريفا Ariva، يتظاهرون بقولهم أنهم يوفرون الدعم اللوجستيكي والعسكري لحكومات مالي والنيجر، هو قول خاطئ تماما. فالحكومات تستخدم هذا الأمر كذريعة لمحاربة تنظيم القاعدة للقيام بحملة دعائية سرية لإبادة المدنيين والمتمردين الطوارق. اسمحوا لي أن أؤكد لكم أن إخواننا في الصحراء الكبرى، والمعروفين باسم "الرجال الزرق" قد يميلون في الواقع إلى التحالف مع هجمات تنظيم القاعدة إذا استمر كل من النيجر ومالي في تواطئهم العسكري مع الفرنسيين. ونحن نعلم جيدا أن اخواننا الطوارق الذين يعرفون كل زاوية من أراضي الصحراء هم الوحيدون القادرون على اقتلاع هؤلاء "الغزاة" من تنظيم القاعدة، فالاتفاق مع الإرهابيين أومجموعة أخرى من نفس المرتزقة من القاعدة، هو طريق نحو ولادة أفغانستان جديدة يمكن أن تكون أكثر خطورة وعنفا.السيد الرئيس،حتى لو كان الواحد محروما من الدعم والموارد المالية والمادية، فمما لا شك فيه أن إرادتنا وعزمنا لن يتزعزع كمناضلين وشباب أمازيغي. سنناضل سلميا لتحقيق الديمقراطية في بلداننا لأننا نحن الأمازيغ الأفارقة من الجزء الشمالي من قارتنا. همنا هو فقط الدفاع عن رؤية لمجتمع تحكمه مؤسسات ديمقراطية حقيقية، الوحيدون الذين يضحون بأنفسهم من أجل مشاريع دول علمانية فيها إصلاحات دستورية تمر بها إلى الفصل بين السلط، وحرية الدين، والحق في حصول الجهات على حكومات وبرلمانات خاصة، لأنه كما ذكر ملكنا العظيم ماسينيسا منذ 2200 سنة، وكما ذكرتم في أكرا في يوليوز 11 2009/2959 : "مستقبل أفريقيا في يد الأفارقة .توقيعرشيد رخارئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي