اعلن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري ان المغرب على استعداد لايجاد "ظروف ملائمة لضمان نجاح الجولة الخامسة" من المفاوضات مع جبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية. وقال الوزير في مقابلة مع وكالة فرانس برس "هذا هو اتجاه تحرك المغرب: عدم الذهاب الى جولة خامسة تكون بمثابة حوار طرشان". ويقترح المغرب منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته في حين تطالب جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) بالاستقلال عن طريق استفتاء في هذه المستعمرة البريطانية السابقة التي ضمتها الرباط منذ 1975. المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى الصحراء الغربية كريستوفر روس (يسار) يلتقي سفير الاممالمتحدة في المغرب محمد لوليشكلي في 20 شباط/فبراير 2009 وقد جرت اربع جولات من المفاوضات حتى الان برعاية الاممالمتحدة في مانهاست قرب نيويورك، لكنها وصلت كلها الى طريق مسدود. ويتوقع اجراء سلسلة جديدة من المفاوضات في وقت لم يحدد بعد. وقال الوزير المغربي ان عرض المغرب هو "مجرد مبادرة وليس اتفاقا مفصلا يؤخذ او يترك. انه الاطار لحل (...) يمكن ان يخضع لمفاوضات حول وسائله". لكن وزير الخارجية المغربي رفض في المقابل فكرة تنظيم استفتاء حول تقرير المصير، وهو موقف تدعمه جبهة البوليساريو والجزائر حاليا. وقال "ان الاطراف الاخرى بقيت في موقف تجاوزه الزمن. ذلك ان الخيار ليس بين الحكم الذاتي والاستقلال. فالحكم الذاتي اقتراح يتجه (...) نحو التسوية والواقعية بالتوافق مع القرار الاخير لمجلس الامن الدولي رقم 1813". واضاف الوزير المغربي ان مواصلة التمسك بفكرة تنظيم استفتاء "تعني عدم الرغبة في الوصول الى حل، لكن المنطقة ودول المغرب العربي بحاجة اليه"، على الاقل من اجل مواجهة "التحدي الامني". واكد الفاسي الفهري مجددا ان المغرب يهدف ليس فقط الى ايجاد مناخ مناسب لمفاوضات حول الصحراء الغربية، وانما ايضا الى "كسر جليد" العلاقات مع جاره الجزائري. وقال "اننا على استعداد لتحسين العلاقات الثنائية عبر تركنا جانبا قضية الصحراء. لكن المغربيين يلاحظون انه هناك رفضا لتحسين هذه العلاقات على الرغم من المقترحات المختلفة التي قدموها".