تواجه شركة فيوليا الفرنسية احتجاجات اجتماعية وأخرى سياسية بعد أن فازت بصفقة تدبير النقل الحضري بالعاصمة المغربية الرباط.فمنذ أكثر من شهر وعمال النقل الحضري بالرباط يخوضون إضرابا متواصلا أمام مقر ولاية الرباط احتجاجا على تمكينها من تدبير القطاع دون الالتفات إلى مصيرهم. كما أن المناهضين للتطبيع مع إسرائيل يستنكرون جهل السلطات المغربية أو تجاهلها لمشاركة فيوليا في بناء تراموي القدس، في خرق واضح للقانون الدولي الذي يمنع ذلك. كارثة اجتماعيةعلى الجانب الاجتماعي يخوض 5000 عامل بشركات النقل الحضري المغربية الناشطة بالرباط حتى الآن إضرابات متكررة احتجاجا على تجاهل السلطات والشركة الفرنسية لمصيرهم في نص الاتفاقية.ويطالب العمال حسب حديث للجزيرة نت أدلى به ممثل مجموعة شركات الجماني بالعاصمة عبد العزيز عياد بإدماجهم في العمل بعد أن قضى كثير منهم سنوات عديدة فيه تصل في بعض الأحيان إلى 25 عاما.وأمام مقر الولاية يعتصم هؤلاء العمال يوميا مرددين شعارات تنتقد أسلوب تفويت السلطات للقطاع إلى شركة أجنبية من الراجح أنها ستستغني عنهم.ومن جانبهم يطالب أرباب الحافلات بالعاصمة بدمجهم في الاتفاقية وإسناد التسيير إلى المغاربة وليس للأجانب، على حد قول عياد، مضيفا أن الشركات المغربية تقف إلى جانب عمالها ولن تتخلى عنهم. فضيحة جيدة للسلطةمن جهته استغرب رئيس المبادرة الطلابية لمناهضة التطبيع والعدوان عزيز هناوي مقدار غفلة المسؤولين المغاربة الذين أبرموا الصفقة دون أن يستخبروا عن علاقات فيوليا ومشاريعها. واستنكر هناوي أن يكون هؤلاء المسؤولون جادين وحازمين بما يفوق الوصف عندما يتعلق الأمر بالمناضلين ومقاومي التطبيع، في حين أنهم لا يعلمون الكثير عن الشركات العالمية التي يتعاملون معها.وأضاف هناوي "كيف يعقل أن يكون السويديون أكثر دفاعا منا عن الحقوق الفلسطينية فيقوموا بالتراجع عن صفقة كبيرة مع فيوليا في حين يلتزم المسؤولون عندنا بالصمت".وطالب هناوي باسم مناهضي التطبيع بمراجعة الصفقات المبرمة مع هذه الشركة وتمكين الشركات المغربية من تسيير قطاع خبروه جيدا.أما السلطات المغربية في الولاية وفي مجلس المدينة فرفضت الإدلاء بأي تصريح أو توضيح حول فيوليا وما تعرضت له في السويد وتداعيات ذلك على المغرب.وقال عمدة مدينة سلا وعضو مجلس مدينتي سلاوالرباط إدريس السنتيسي إن القرار ليس بيده، بل بيد وزارة الداخلية. ورفضت شركة فيوليا الحديث إلى وسائل الإعلام.شركة فيوليا هي التي تدبر قطاع الماء والكهرباء والتطهير بالعاصمة الرباط (الجزيرة نت) خسارة في ستوكهولميذكر أن فيوليا، التي تدبر قطاع الماء والكهرباء والتطهير بالرباط، تعرضت لخسارة كبيرة بالسويد بقيمة 1.9 مليار يورو بعد أن سحبت منها سلطات ستوكهولم مشروع بناء وتسيير ميترو العاصمة السويد لمدة ثماني سنوات.ويرجع الحرمان إلى مشاركة فيوليا في مشروع بناء تراموي يربط القدس بمستوطنات إسرائيلية بالأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية، وهو ما يعد خرقا للقانون الدولي. وكانت منظمة التحرير وجمعية "التضامن فلسطين" بفرنسا رفعتا دعوى قضائية عام 2007 ضد فيوليا وألستوم لخرقهما قواعد اتفاقية جنيف لعام 1949 القاضية بمنع دولة الاحتلال من نقل جزء من المواطنين المدنيين في الأراضي الواقعة تحت سيطرتها.المصدر:الجزيرة