اعتبر أكاديمي فلسطيني أن المعركة في قطاع غزة حسمت لصالح المقاومة الفلسطينية من ناحية الصمود بعد 22 يوماً من العدوان على القطاع، مؤكدا أن شعبية حركة "حماس" تتصاعد في صفوف الفلسطينيين وستكسب المزيد من الزخم على حساب السلطة الفلسطينية. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس الدكتور عبد الستار قاسم إنه "لو كانت إسرائيل قادرة لاجتاحت المدن الفلسطينية في القطاع منذ زمن"، مشيراً إلى أن "إسرائيل فشلت في كسر ظهر المقاومة الفلسطينية ولم تستطع أن تحقق أي هدف من أهدافها التي كانت تسعى إليها، مثل تغيير الأوضاع في غزة وإعادة السلطة الفلسطينية إلى هناك، كما لم تتمكن من دخول المدن الفلسطينية في القطاع، لهذا سعت إلى وقف إطلاق النار من طرف واحد". وتابع أن "أي مخرج لإسرائيل لن يلغي التبعات المترتبة على هذه الحرب، وأول هذه التبعات أن إسرائيل باتت تدرك أن إحراز انتصار عسكري انتهى، فإسرائيل فشلت في مواجهتها مع حزب الله، ولكن الفشل الأكبر لإسرائيل كان في غزة لأن مساحة غزة ضيقة ومحاصرة، وأسلحة حماس ليس كأسلحة حزب الله". ورأى الدكتور قاسم أن مذكرة التفاهم الأمنية الاستخبارية المبرمة بين الجانبين الصهيوني والأمريكي بشأن معالجة ومتابعة ما يسمى "بمسارات تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة" لا قيمة لها، "لأن التهريب أصلاً ممنوع، فمصر لم تكن تسمح بتهريب السلاح إلى قطاع غزة، وإسرائيل تمنع هي الأخرى التهريب، وبالتالي ما الذي سيضيفونه إلى المنع الموجود أصلاً؟ وهذا لا يحتاج إلى اتفاق مع حماس وإلزامها بمنع تهريب السلاح". المقاومة و"السلطة" واعتبر الأكاديمي الفلسطيني أنه بات واضحاً أن شعبية حركة "حماس" والمقاومة ازدادت في فلسطين وفي الساحتين العربية والإسلامية، فقد كانت الحركة حسب قوله تعمل وتسهر وتجد وتعد العدة "وبالتالي فإن الشعب الفلسطيني الآن أمام نموذج جديد ومختلف من الصمود". وأضاف قاسم أنه كان متيقناً منذ البداية أن المقاومة ستصمد وستمنع الجيش الصهيوني من تحقيق أهدافه، وأن "هذا سينعكس سلباً على السلطة الفلسطينية التي ستخسر الكثير، سواء صمدت المقاومة أو لم تصمد، لأن هناك نموذجا آخر مشرفاً"، حسب قوله. واتهم الدكتور عبد الستار قاسم الحكومة المصرية بأنها "جزء من العدوان على غزة، وشاركت في الحصار وما زالت تحاصر غزة، والمبادرة المصرية وكل المبادرات لوقف إطلاق النار هدفت إلى شيء واحد فقط وهو استسلام المقاومة". وتابع قاسم قائلاً "يجب علينا أن لا نكذب على أنفسنا، فهناك أنظمة عربية حرّضت وشجعت إسرائيل على العدوان على غزة، وهناك في الساحة العربية من حزم حقائبه واستعد للعودة إلى غزة على ظهر الدبابة الإسرائيلية، لكن كما هو واضح خابت آمالهم ولم يحصلوا على هذه النتيجة