الأول من ايار/مايو العام2003، ومن على متن احدى حاملات الطائرات الاميركية وقف الرئيس الأميركي جورج بوش ، معلنا" بزهو وفخر شديدين، وبابتسامة عريضة :"المهمة انجزت".”MISSION ACCOMPLISHED"لنحاول ان نتعمق قليلا" في الكلمات، في المعنى، في المفهوم، والأهم من ذلك كله محاولة معرفة الى من كان يتوجه بهاتين الكلمتين.اليوم ،وبعد ما يزيد على الخمس سنوات ما زلنا نتابع وفي مختلف وسائل الاعلام النقاش الدائر وعلى مختلف المستويات الداخلية العراقية،الرسمية منها والشعبية،سواء تلك المتفقة مع الاحتلال وعلى مختلف افرازاته وتداعياته ،ام المقاومة الرافضة للوجود الأجنبي الاستعماري ، وهذا ما جعل من مهمة الادارة الأميركية "مهمات". ان التفرغ لانجاز هده "المهمات"وحدها ما زال مستمرا" منذ حوالي الخمس سنوات ونيف."اتفاقية النفط"،"اتفاقية امنية"،،اتفاقيات مشاريع"{دات صفات اعمارية،تنموية،تموينية،دوائية،تسليحية،تدريبية عسكرية منها ومدنية الخ..} الحديث عما اعلنه الرئيس الأميركي بوش من انجاز للمهمة يطرح احتمالات كثيرة:هل تحدث بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة؟ هل كان القائد السياسي للولايات المتحدة اللأميركية هو من صرح؟ هل اخد صفة رئيس جهاز المخابرات عند اعلانه؟ ومن الواجب لفت الانتباه والسؤال عمن توجه اليه الرئيس بكلماته تلك.الى الشعب العراقي؟ الى الدول المحيطة بالعراق؟ الى العرب؟ الى اسرائيل؟ الى روسيا وفرنسا والصين ؟ الى المجمع الصناعي – العسكري الأميركي ورؤوسائه ورأسمالييه؟ والكثير الكثير غيرهم. كانت اشارة انطلاق للبعض منهم، واشارة تحذير للبعض الآخر.كلمات الرئيس الأميركي تذكرني بالطريقة المعتمدة في تسليم المشاريع الانشائية لاصحابها الفعليين والذين قد ينوب عنهم في بعضها مهندس استشاري مهمته التحضير والتنسيق بين مختلف قطاعات المقاولين من اجل حسن سير العمل ولكي يقوم كل منهم بما عليه فعله حسب الجداول الموضوعة. المهندس الاستشاري اجثمع بهم ،اعطاهم المخططات والجداول الزمنية. الرئيس الاميركي انهى الجزء الخاص به وعبر عنه ب"المهمة انجزت" وانطلق باقي المقاولين للعمل. دون الانتباه في الأول من ايار 2003 ان هناك شعبا" عراقيا" يحمل في احشائه بذور مقاومته، كانت كلمة"المهمة انجزت" بالنسبة له كمن يثني على اشارة الانطلاق .منتظر الزيدي، حذاؤك قال الكثير مما لم يستطع قوله ومن لم يرد قوله بعض العرب .فهل تكون هده انطلاقة "المهمة مستمرة" لاخراج الغازي والمحتل من ارض الرافدين، وصفعة على وجه من لم يتعظ بعد؟فلقد جدد مواقفه من «حماس» وإيران وحذر من «11 أيلول» جديدة في أميركا ... بوش يعترف في «ظهوره الأخير» بخطئه إعلان نصر مبكر في العراق" واشنطن – جويس كرم الحياة - 13/01/09//استهل الرئيس الأميركي جورج بوش أسبوعه الأخير في البيت الأبيض، بمؤتمر صحافي وداعي، راجع فيه أبرز محطات رئاسته، ودافع عن قراراته المثيرة للجدل من حرب العراق الى السياسة الاقتصادية وإقامة معتقل غوانتانامو، كما جدد دعوته الى وقف إطلاق نار دائم بين إسرائيل وحركة «حماس»، مجدداً تأكيد قناعته بفاعلية وصوابية حل الدولتين. واستجمع بوش، قبل سبعة أيام من انتقال السلطة الى خلفه باراك أوباما، لقطات من ولايتيه في الحكم ودافع عن قراراته الخلافية، مشيداً بصفات الرئيس المنتخب الذي اعتبره «ذكياً ومحدثاً ملفتاً». وقال ان التاريخ سيحكم على إرثه، متحدثاً عن «حصيلة جيدة وقوية»، معتبراً أن قراراته في العراق لم تكن لزيادة شعبيته أو نيل نسب تأييد ساحقة، بل اعتمدت على المصلحة العليا وأمن الأميركيين. واضاف ان «السؤال المطروح على المدى الطويل هو ما اذا كانت هذه الديموقراطية (في العراق) ستبقى حية، وهذا السؤال سيبقى مطروحاً امام رؤساء مقبلين».وزاد ان «عدم العثور على أسلحة دمار شامل، شكل خيبة أمل مهمة»، مقراً ب «خطأ» رفع راية «إنجاز المهمة» حين أعلن انتهاء المعارك والنصر في العراق بصورة مبكرة في ايار (مايو) 2003. وقال: «من الواضح ان رفع راية انجاز المهمة على حاملة طائرات كان خطأ»، مضيفاً: «بعثنا بالرسالة الخطأ، كنا نحاول ان نتصرف بصورة مختلفة ولكننا بعثنا بالرسالة الخطأ».ودافع بوش ايضاً عن قرارات أخرى متعلقة بالإرهاب اتخذها البيت الأبيض بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، لحماية الأمن القومي الأميركي والجنود الأميركيين. وقال: «ادرك ان غوانتانامو اثار جدلاً. ولكن الدول التي تنتقد الولاياتالمتحدة لم توافق على استقبال هؤلاء المعتقلين».وأضاف ان «التهديد الأخطر الذي سيواجهه (اوباما) وكذلك الرؤساء الآخرون من بعده، هو اعتداء على أراضينا. أود ان اقول ان الأمر ليس على هذا النحو، ولكن ثمة دائماً عدواً يتربص بالأميركيين. سيكون هذا الأمر تهديداً كبيراً».وحرص بوش على إضفاء طابع صريح وعاطفي على مؤتمره الصحافي الأخير، وبرأ ادارته من مسؤولية الفشل في التعامل مع إعصار «كاترينا» والأزمة الاقتصادية، وتراجع مكانة أميركا، مشيراً الى أن هناك آفات في النظام وقوانين الرقابة وصلاحيات الحكومة الفيديرالية أوصلت الى هذه الأزمات و»لا يجوز إلقاء اللوم بالكامل» على الإدارة. وقال: «لست متفقاً في الرأي مع القائلين ان مستوانا الأخلاقي تدهور»، مضيفاً: «كل انسان يدرك ان اميركا تقف دائماً الى جانب الحرية».وجدد بوش تأييده وقف إطلاق نار دائم في غزة، مؤكداً أن الكرة في ملعب «حماس». وقال: «أؤيد وقفاً لإطلاق النار قابلاً للاستمرار، ويعني، ان توقف حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وأعتقد أن هذا خيار على حماس أن تتبناه». وأضاف ان «السبيل الأفضل لضمان وقف اطلاق النار هذا، هو العمل مع مصر لوقف تهريب الأسلحة الى غزة». وزاد ان «من حق الإسرائيليين الدفاع عن انفسهم»، على ان يتفادوا استهداف المدنيين في القطاع حيث اشار الى ان الإسرائيليين «سهلوا إرسال المساعدات الإنسانية».وعن فشل ادارته في تحقيق حل الدولتين كما تعهد في «خريطة الطريق» ومؤتمر أنابوليس، قال بوش: «لم نحقق السلام، انما لدينا رؤية للسلام وكيف سيكون شكله وحل الدولتين، والعمل سيتطلب اقناع الطرفين بتقديم تنازلات لحل الدولتين. ما حققناه اليوم هو أن معظم دول المنطقة مقتنعة بهذه الرؤية... ونعمل على تعزيز السلطة الفلسطينية». وأضاف «ان حماس والقاعدة ومجموعات أخرى متطرفة لا تريد حل الدولتين وتعمل على نسفه، انما أنا مقتنع بأنه سيتحقق».