عندما يتحول "حوار" إلى منادمة خاصة، يجمع فيها حرزني الأصدقاء عوض صحافيين حقيقيين للتساؤل حول قضايا حقوق الإنسان، وحصيلة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ماذا يخيف ويزعج السيد حرزني من أجل الموافقة على مجالسة صحافيين حقيقيين لهم جرأتهم وشجاعتهم ومهنيتهم المشهود بها؟ كيف يسمح لنفسه بإحضار معارفه وأصدقائه المقربين وأحد "الصحافيين المشهود لهم" برفع المغالطات، والطعن في المفاهيم الحقيقية لدولة الحق والقانون بنفسها، كالحق في الإضراب والاحتجاج، فرأى مثلا هذا "الصحفي" أن لجوء رجال التعليم للإضراب هو ضرب لحق التلاميذ في التعليم، دون الحديث عن الدوافع التي حتمت اللجوء إلى الإضراب، ورجال ونساء التعليم هم أدرى بمصلحة المتعلمين، وهنا لنذكره بمعاناة رجال التعليم بالعالم القروي (وأنا أحدهم)، فهل مارس يوما مهنيته، وقام بتحقيق حول ظروف العمل والسكن والتنقل الصعب لهؤلاء.. كيف يسمح لنفسه بضرب الحركة الاحتجاجية لسكان سيدي إيفني؟ رغم أن الدولة مؤخرا قد اعترفت بالتقصير، فقررت في شخص الحكومة القيام بما يجب لرد الاعتبار لهذه المدينة، كيف يحق "لهذا الصحفي" السكوت عن التجاوزات التي وقعت، وقد رآها العالم بالصوت والصورة؟ لولا مصطفى العلوي الذي بدل جلده عجبا، وأصبح ينطق حجرا، بعدما كان يسمى من قبل الصحافة الوطنية بمسقط الطائرات، ف"الصحفي" الرسمي هذا هو من أنقذ الموقف في بعض اللحظات حفاظا على ماء وجه البرنامج ليطرح أسئلة حقيقية على السيد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، والذي خلف في مهمته هذه المرحوم إدريس بنزكري، تتعلق هذه الأسئلة بحرية التعبير، وتطبيق توصيات "هيئة الإنصاف والمصالحة"، والاختطافات التي بدأت تظهر مؤخرا، واتهام أعضاء من المخبرات المغربية تعذيب سجناء بموريتانيا... بخلاف "الصحفي" المعني الذي كان يطلق محاكمات، ويتحول من سائل يبحث عن الحقيقة لتنوير المشاهدين، إلى مصدر مواقف وأية مواقف؟ كلها تتقطر خلافا (عن لم نقل...) غير معهود في الدور المفترض لأي صحفي، يصدر عن استقلالية وحياد. بينما حاول عبد المطلب اعميار أستاذ التعليم (من سيدي سليمان) أن يتدارك الأمر ليثير الانتباه إلى الخلافات الحاصلة في تقييم عدد من المحطات التي عرفها المغرب، كالانتخابات مثلا، كما طرح سؤالا حول محاكمات كتاب الانترنيت... بينما حاول حرزني أن يكون معتدلا باستثناء تشدده مع خصومه المعروفين في أقصى يسار اليسار، خاصة "النهج الديمقراطي"، وقد قفز "الصحفي" المذكور على ذلك ليكيل التهم لهذه الهيئة السياسية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومن المرتقب أن تثير هذا الحلقة نقاشات قوية بين الفاعلين الحقوقيين والسياسيين. (كتب بعد البرنامج مباشرة)