شهدت الجلسة التحضيرية الأولى للمتهمين بالمشاركة في التخطيط لهجمات سبتمبر/ أيلول في جوانتانامو مفاجأة من العيار الثقيل، حين أبلغ خمسة متهمين، ضمن ستة، لم يعرض بعد سادسهم على مجلس المحاكمة، القاضي باستعدادهم للاعتراف الفوري، وهذا الأمر إن تحقق رسمياً سيعني إدانتهم ومن ثم تعرضهم لأحكام بالإعدام . وقد أبلغ المتهمون الخمسة في خطاب تمت قراءته على الحضور بأنهم قررواوقف جميع مجهودات الدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات الموجهة لهم يوم الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي الى يوم انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، وبالتالي فهم يعلنون توقفهم الآني والمستقبلي عن تقديم أية معارضات . وفي المقابل، فقد أبلغهم القاضي العسكري العقيد ستيفن هينلي أن اثنين منهم لا بد أن تعقد جلسة لهما لتحديد ما إذا كانوا بالفعل على وعي بالأمر وبما يحدث، وبالتالي فهما لا يستطيعان عملياً التقدم أو المشاركة في خطاب الاعتراف هذا . وكان المتهمون قد طالبوا بجلسة فورية لإعلان اعترافهم بالإثم، من دون الإشارة الى ما إذا كان هذا الاعتراف يشتمل على تفصيل بالاعتراف بكافة الاتهامات الموجهة لهم . جدير بالذكر أن خالد شيخ محمد، أحد المتهمين الأساسيين والذي ظهر بلحية طالها الشيب ووصلت الى صدره، تحدث للقاضي بإنجليزية سليمة، وقال له “أنا لا أثق بك أو بالمحامين العسكريين المعينين للدفاع عني من قبل وزارة الدفاع (البنتاجون)” . وبينما يتوقع أن تستمر الجلسات التحضيرية لفترة قصيرة، فإنه لم يتم حتى الآن عرض المتهم السادس، كما أنه من غير المتوقع أن تستمر هذه المحاكمات، التي وصفتها جمعيات حقوقية بأنها غير قانونية، طويلاً، إذ يتوقع أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي تنعقد فيها مثل هذه الجلسات، وهي الأولى منذ انعقاد محاكمات جرائم الحرب بعد الحرب العالمية الثانية، نظراً لتصاعد احتمالات إلغائها بقرار من الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، فور توليه السلطة رسمياً في العشرين من يناير/ كانون الثاني المقبل، وهو الذي أكد مراراً اعتزامه إغلاق معسكرات معتقلات جوانتانامو السيئة السمعة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحويل قضايا المعتقلين للنظر أمام محاكم فيدرالية مدنية . وقد عقدت الجلسات في جوانتانامو بحضور خمس عائلات تم اختيارهم بالقرعة من ضمن مائة عائلة تمثل ضحايا حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، حيث تم تخصيص مكان لهم داخل قاعة المحاكمة، بينما تابع الصحافيون المحاكمة عن بعد وعبر “الفيديو” من قاعة أخرى، حيث ركزت الكاميرات على خالد شيخ محمد والمتهمين والقاضي مع استبعاد ظهور أي من ال 9 الحاضرين من أقارب المتهمين الذين يمثلون خمس عائلات . وقد قرر المتهمون الدفاع عن أنفسهم بعد إعلانهم عدم الثقة بالمحامين المعينين بواسطة البنتاجون، وحيث من المتوقع أن يوجهوا أسئلة الى القاضي تتعلق بحياديته . وكان القاضي هينلي قد تسلم موقعه حديثاً، بعد استقالة غامضة تقدم بها القاضي السابق في نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم . وبينما تجرى تحضيرات لمحاكمة الحدث الكندي محمد خضر يوم الجمعة المقبل، فإن جلسات خالد شيخ محمد ومجموعته مستمرة الى 12 الشهر الحالي . وكان المتحدث باسم “البنتاجون” جيفري جوردون صرح في رده على أسئلة الصحافيين حول جدوى المحاكمات الآن، بينما بوش في طريقه للخروج، بالقول إنهم في “البنتاجون” يحترمون الرئيس الحالي، وسيستمرون في هذه الجلسات حتى يتسلم الرئيس المنتخب أوباما مهام منصبه .