نفى عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن يكون الاتحاد فكر يوما في الانسحاب من الحكومة، وأشار إلى أن "البعض فهم خطأ" البيان العام الصادر عن المؤتمر الثامن للحزب، الذي اختتم الاثنين الماضي، في الصخيرات.وفال الراضي، في "منتدى 90 دقيقة للإقناع"، الذي تنظمه "مجموعة ماروك سوار"، إن "المؤتمر دعا القيادة إلى إعادة النظر في وضعية الحزب بالحكومة، وليس إلى الانسحاب منها"، موضحا أن مكانة الاتحاد وحجمه لم يراع حين توزيع الحقائب في حكومة عباس الفاسي. كما نفى الراضي أن يكون الاتحاديون ساخطين على مشاركة الحزب في الحكومة، مشيرا إلى أن "الأمر يتعلق، فقط، بالحقائب"، وقال إن الاتحاد "شعر بالشمتة لأنه لم ينصف أثناء توزيع حقائب الحكومة الحالية" مقارنة بأحزاب أخرى، وأضاف أن "فرضية الانسحاب من الحكومة مستبعدة نهائيا"، وأن النقاش "لا يتجاوز توسيع مشاركة الاتحاد، ومنحه مقاعد إضافية، وإعادة ترتيب وضعيته في الحكومة".وكان المؤتمر الثامن للحزب أوصى القيادة الجديدة بأن "تشرع، مع حلفاء الحزب السياسيين، في مناقشة موضوع مشاركة الاتحاد في الحكومة، بشكل يحدد بوضوح الأفق، الذي لابد أن نضع هذه المشاركة في إطاره، أي أفق الإصلاح السياسي والدستوري، وأفق التحضير لانتخابات 2009 الجماعية، بما يجعل مهمة إنجاز هذه الإصلاحات الهدف الأول لاستمرار الحزب في الحكومة، كما يجعل هذه المشاركة، في حالة استمرارها، مرتبطة بتعاقد جديد حول طبيعتها ومضمونها، ومرتبطة بإجراءات سياسية واجتماعية يعلن عنها في اقرب الآجال". وأكد الراضي أنه لن يقدم استقالته من منصبه وزيرا للعدل، بعد أن انتخب كاتبا أول للاتحاد، وأوضح أن رفاقه في الحزب طالبوه بالاستمرار وزيرا، وسألوه: "مع من تشاورتي في اتخاذ هذا القرار؟"، وأضاف أن تصريحه المتعلق بالاستقالة بعد انتخابه كاتبا أول جرى تأويله، موضحا أنه قال "إذا انتخبت كاتبا أول سأطلب من صاحب الجلالة إعفائي للتفرغ للحزب، ولم أشر للاستقالة"، مضيفا أن "الاستقالة من الوزارة يمكن أن تبعثر الأوراق".وقال إن "المغرب دولة قائمة الذات، وهناك قواعد وبرتوكول، والملك من يعين ومن يقيل"، قبل أن يستدرك قائلا إن "الرفاق نصحوني بعدم تقديم استقالتي من الوزارة ، وقالوا لي: مع من تشاورتي؟"، وأضاف أن "الاتحاد يراهن على توسيع مشاركته في الحكومة، لا على إضعافها، أو على تقليص عدد حقائب الحزب فيها".في الشأن الحزبي، قال الراضي إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية "سيعمل على فتح المجال للتيارات للاشتغال بداخله"، موضحا أن "تأسيس التيارات سيكون مناسبة لانفتاح الاتحاد الاشتراكي على اليساريين للانضمام إلى صفوفه"، وقال "من الآن فصاعدا، ستصبح لدينا تيارات في الحزب، وفي المؤتمر التاسع، سيكون التصويت على الأطروحات، بدل التصويت على الأشخاص"، واعتبر تأسيس التيارات "قفزة نوعية، ستسهل على الحزب إدماج يساريين، يصبح بإمكانهم الاشتغال بالاتحاد الاشتراكي في إطار تيارات، ما يفتح الأبواب أمام الجميع للالتحاق بالحزب".وأضاف أن "الممارسة الديمقراطية حديثة العهد في المغرب، ما يتطلب الصبر والجلد لتحقيقها"، مشيرا إلى أن "احترام الرأي الآخر هو أساس الديمقراطية، والحقيقة في السياسة هو ما اتفق عليه"، واعتبر أن الديمقراطية ثقافة ومسار تاريخي، مستشهدا بالتجربة الفرنسية، وقال "راه عندنا في المغرب، حتى لهنا وهنا، كان الناس يتساءلون واش الديمقراطية رجل أو امرأة؟".وحسم الراضي في أمر تحالفات الحزب مستقبلا، وقال إنها لن تخرج عن "العائلة الاشتراكية"، وعن الأحزاب، التي تتقاسم والاتحاد المبادئ الأساسية، وتتقاطع معه في التصورات والآراء، وركز الراضي على أن "أي تحالف لن يخرج عن حلفاء يؤمنون بالديمقراطية، والعدالة، والحداثة، والتقدم، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة".بالمقابل، فضل الراضي عدم الإجابة مباشرة عن سؤال حول إمكانية تحالف الاتحاد مع العدالة والتنمية، وقال "لم يسبق لنا بالمكتب السياسي أن تحدثنا عن التحالف مع العدالة والتنمية"، مذكرا بأن "المؤتمر كان واضحا في هذا الأمر"، وبأن "إثارة التحالف مع العدالة والتنمية لا يتعدى وجهة نظر خاصة لإدريس لشكر".ونفى الراضي أن يكون خطاب البيان السياسي العام الصادر عن المؤتمر "ناريا"، وقال إن المصطلحات التي تتحدث عن "مواجهة الاستبداد والاستفراد بالحكم في المجلس الوطني، تتعلق بمرحلة سابقة"، مشيرا إلى أن المغرب حقق قفزة نوعية على مستوى الحريات، لكنه استدرك قائلا "لكن الديمقراطية ليست فقط الحريات، إنها، أيضا المشاركة في تسيير الشأن العام"، موضحا أن "الاتحاد يطالب، اليوم، بتوسيع صلاحيات المؤسسات التمثيلية للشعب". عبد اللطيف فدواش