في خطوة تستبق عقد المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي من المرجح أن يعرف نقاشات حول استمرار وزراء الحزب في حكومة عباس الفاسي من عدمه، هاجم تيار المستقبل، الذي يقوده علي الغنبوري، الكاتب العام السابق للشبيبة الاتحادية، الداعين إلى خروج حزب المهدي بنبركة من الحكومة، معتبرا أن النقاشات، التي يتم تداولها من طرف من سماهم بعض الأفراد، والمتعلقة بخروج الحزب إلى المعارضة، هي خارج الخط السياسي للحزب الذي قرره المؤتمر الوطني الثامن. كما اعتبر التيار، في بيان حصلت «المساء» على نسخة منه، تلك النقاشات مجرد تشويش على مسار الحزب المتميز في ورش الإصلاح والبناء الديمقراطي الذي يعرفه المغرب. وقال الغنبوري ل«المساء»:«ما تضمنه البيان ليس هجوما على أحد، وإنما هو توضيح للرأي العام، وتعبير عن رأي بخصوص السجال الدائر حول استمرار الاتحاد في الحكومة. ما يطرحه البعض من خروج وزراء الحزب هو، في نظرنا، خارج المنطق ويتعارض مع الخط السياسي الذي أقره الحزب في مؤتمره الأخير، والذي لا يمكن التراجع عنه إلا بمقررات مؤتمر آخر». وأضاف:«نعتقد أن هناك من يحاول التشويش على مسار الاتحاد الذي يعتبر شريكا أساسيا في عملية البناء الديمقراطي الذي ابتدأ مع حكومة التناوب». يأتي ذلك، في وقت تزايدت فيه الأصوات الداعية إلى عودة الحزب إلى صفوف المعارضة والانكباب على تفعيل مقررات المؤتمر الثامن للحزب، التي ربطت استمرار الحزب في حمل حقائب وزارية بمدى قدرته على إقرار إصلاحات سياسية ودستورية. من جهته، اعتبر قيادي اتحادي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن «الاتحاد فوت الفرصة في ما يخص اتخاذ قرار الانسحاب من الحكومة وحرق أوراقه السياسية كاملة، وأي قرار بالخروج لن يكون له أي صدى في صفوف الشعب المغربي»، مشيرا إلى أن الوقت المناسب للخروج من الحكومة كان في سنة 2002 حين تم الخروج عن المنهجية الديمقراطية، وبعد انتخابات 2007 بمناسبة تشكيل حكومة «ليلة القدر». وفيما ينتظر أن يحسم المجلس الوطني للحزب، الذي أرجأت قيادة الحزب انعقاده إلى ما بعد الدخول البرلماني، في استمرار رفاق عبد الواحد الراضي في الحكومة أو عودته إلى الاصطفاف في المعارضة، استبعد المصدر ذاته أن يخرج المجلس بقرار الانسحاب على اعتبار أن تركيبته متحكم فيها ومخترقة من طرف الأعيان والوزراء الذين نجحوا في استقطاب العديد من أعضائه من خلال توفير مناصب لهم في دواوين الوزارات التي يديرون شؤونها. من جهة أخرى، عبر التيار المذكور، في بيان صادر عنه، عن رفضه لما أسماه التحالفات الملتبسة والخارجة عن السياق السياسي الطبيعي للحزب، والتي يحاول البعض فرضها على الحزب، في إشارة إلى التحالفات التي نسجها حزب المهدي بنبركة مع حزب عبد الكريم الخطيب في الانتخابات الأخيرة، مؤكدا على ضرورة انفتاح الحزب على باقي مكونات الصف الديمقراطي. وبالنسبة للغنبوري، فإن رفض تياره لتحالف الاتحاد الاشتراكي مع العدالة والتنمية مرده أنه تحالف ضد طبيعة الحزب الذي يبقى مكانه الطبيعي هو الكتلة الديمقراطية.