يعتقد البعض أن مدن المركز أو القريبة من محور المركز تحظى بكثير من الامتيازات مقارنة مع مدن أو مناطق الهامش. إنه اعتقاد صحيح في بعض جوانبه، وخاصة بالنسبة للمحظوظين وفيما يتعلق بالضبط بمرافق البذخ والمجون...، أما عموم المواطنين فيعيشون الهامش داخل المركز مع قليل من الاستثناءات. فمظاهر البؤس تخيم على جل أحياء المركز ومحور المركز (الرباط وسلا وتمارة والقنيطرة والبيضاء والمحمدية...). وأسوق كمثال غياب الأمن بالمؤسسات التعليمية. لقد أصبح كابوسا مزعجا بالنسبة للتلاميذ وأسرهم وللأطر الإدارية والتربوية، وخاصة في المركز ومحور المركز بالنظر الى تفشي الجريمة واستفحال العطالة... وأختصر القول وأثير معاناة الثانوية التأهيلية سلمان الفارسي بمدينة تمارة إحدى مدن المركز بامتياز. إن وضيعتها الراهنة تعيق أي أمل في أداء رسالتها التربوية على أحسن وجه. فإلى جانب "التمزيق" الذي يثقل كاهلها (جذع مشتركة بسلمان الفارسي وأولى بكالوريا بإعدادية 11يناير) تواجه وخاصة بالإعدادية المذكورة الهجومات المتكررة للغرباء والمتسكعين. وتعتبر التلميذات الضحايا الأكثر تضررا من هذه الوضعية. وقد وصلت الأمور حد تهديدهن وملاحقتهن... إن الأطر التربوية لا تستطيع القيام بعملها في ظل الرعب الذي يقتحم في كثير من الأحيان جدران المؤسسة، بل والأقسام، وكذلك الأطر الإدارية التي لا يمكن أن تقوم بدور الحراسة أو أن تخوض في حروب صد الغرباء... وفي جميع الأحوال، لا بد من توفير الأمن للمؤسسة كعنصر أساسي في معادلة الرقي بالمؤسسات التعليمية، ليس طبعا من خلال المقاربات الأمنية المتضخمة، بل بتكاثف جهود الجميع، وخاصة سلطات التربية والتكوين والجهات المسؤولة على حماية أمن وسلامة المواطنين. وفي انتظار جمع شمل المؤسسة بمقرها الجديد، نذكر أن أمن التلميذات والتلاميذ، وهو في نفس الوقت أمن المؤسسة، أولوية لا تقبل التأجيل...