السيد محمد بنعياد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية الذي راكم تجربة غنية عبر تقلده مناصب المسؤولية في مساره المهني في الحقل التربوي ابتداء من ممارسته لفعل التدريس كأستاذ ثم مفتش ثم نائب إقليمي لوزارة التربية الوطنية ومنها يحظى بشرف تعيينه على الأكاديمية ليتم بعد ذلك اختياره لعضوية المجلس الأعلى للتعليم الذي نصبه جلالة الملك محمد السادس نصره الله مع مطلع الموسم الدراسي 2007 /2008 . ومنذ تقلده مسؤولية الإشراف على الأكاديمية والتي تدخل عامها السابع وهو كله عزم على تثبيت المكتسبات المحققة في مجموعة من المجالات التي حظيت بالأولوية خلال السنوات الماضية والمتمثلة في دعم التعليم الأولي والارتقاء بالتعليم التقني ودعم التأطير التربوي، وتنمية التكوين المستمر، ودعم مجالس التدبير، وتنمية استعمال تقنيات الإعلام والتواصل، وتنمية الدعم الاجتماعي، وتفعيل آليات تدبير شؤون المؤسسة التربوية، وتطوير المناهج الجهوية والمحلية، مع إيلاء أهمية خاصة لمشروع "جيل مدرسة النجاح " من خلال تكريس محورية الفصل الدراسي بإعادة تأهيله وتجهيزه، وتمتين العلاقة بين المدرس والمتعلم وإحكام آليات المراقبة المستمرة، ومعالجة الأغلفة الزمنية للحصص الدراسية، والتصدي لظواهر الغش والعنف. سؤال: لقد انصرمت العشرية الأولى من إصلاح منظومة التربية والتكوين ببلادنا، وأنتم قضيتم أكثر من ست سنوات على رأس هذه الأكاديمية ،كيف تقيمون هذه المرحلة،وماذا أفرزت في ظل واقع تربوي متحرك؟ المدير: لقد بات من المحقق أن السنوات العشر التي انصرمت من عشرية إصلاح منظومة التربية والتكوين ببلادنا قد أبرزت تضاريس الأسئلة الحقيقية للورش التربوي الكبير الذي يأتي في أعلى درجات سلم الأوليات الوطنية، وأظهرت علامات مائزة في مسير التصورات والبرامج والعمليات والاستحقاقات المرتبطة بتدبير الشأن التربوي الموسوم بالحيوية المتجددة وتشابك الأبعاد والامتدادات، وأثمرت- قبل هذا وذاك- نظاما للتشوير التربوي عبر ممرات ومسارات هذا الورش الوطني الحاسم، فبات المغاربة باحتكامهم إلى مقاربة التوافق والتراضي والحوار الوطني يدركون ماذا يريدون من مدرستهم، وكيف يبنون أركانها ويحصنونها ويرسمون توجهاتها، بل وباتوا يعون لأية أجيال ولأي حاجات تنموية تُبذل وتتضافر الجهود من أجل بناء مدرسة مغربية حديثة. كما أكدت هذه السنوات قناعة كون عملية الإصلاح سيرورة تتجدد وتتقوى بحركية التحصيل والتقويم والترصيد والمراجعة، ودينامية تتفاعل بلا انقطاع مع شرطها السوسيو- تاريخي والمعرفي والبيداغوجي، وفي إثراء وتقوية وتنويع تصورات ومقاربات وأدوات بناء المعمار التربوي، وتدارك الهنات والاختلالات التي تفرزها معطيات وأسئلة الواقع التربوي المتحرك باستمرار،وذلك كله في ضوء المرجعيات والدعائم والمقاصد التي تأسست عليها فلسفة الإصلاح القائمة على مبادئ الهوية الحضارية المغربية في أبعادها وقيمها الدينية والثقافية والإنسانية، من خلال أهداف ترمي إلى تعميم التعليم وتحسين جودته ومردوديته، وتحقيق درجة متقدمة من التكامل والتناغم البنيوي البيداغوجي والمؤسساتي والقطاعي لنظام التربية والتكوين، وتحسين خدماته، وتحديث مساطر ومناهج تدبير الشأن التربوي بنهج سبيل اللامركزية وترسيخ مبادئ الحكامة وتبني أدوات القيادة التربوية الجديدة، وتفعيل مقومات المنهجية التشاركية بين مختلف المتدخلين في قطاع التربية والتكوين، باعتبار التربية مسؤولية الجميع. سؤال:كيف تشتغل أكاديمية الجهة الشرقية في ظل وجود ميثاق وطني للتربية والتكوين ومخطط استعجالي؟. المدير:أولا ما ينبغي التنصيص عليه أن البرنامج الاستعجالي نابع من الميثاق الوطني وفي نفس الوقت تكملة له، وليس هناك تعارض بينهما والشروع في تطبيق مقتضيات المخطط لا يعني إطلاقا فشل الإصلاح، أما مايتعلق بمخطط عمل الأكاديمية فإنه يستمد منهجية بنائه وعناصره الإستراتيجية من الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي، ومن تبني عدد من المقاربات التي تنطلق من لحظة استيعاب وتمثل لحصيلة المنجزات ومن موقف الوعي بطبيعة الإكراهات وحجمها، في أفق تجاوب أكثر واقعية وناجعة مع الانتظارات التي تعج بها الطريق نحو المستقبل، كما يستمد هذا المخطط منهجية ترتيب أولوياته وأجرأة عملياته من تضافر المقاربات المعتمدة من أجل جعل هذه العمليات قابلة للقياس والتتبع والتقويم. وتحرص الأكاديمية على مراعاة ذلك التناسق اللازم في الدورة المنهجية المتحكمة في تدبير الشأن التربوي بالجهة الشرقية، وذلك بالعمل على تقديم مفاتيح هذه الرؤية التدبيرية القائمة على عدد من المقاربات من قبيل اعتماد المقاربة التعاقدية في التدبير المالي والالتزام بالمقاربة التشاورية في معالجة ملفات التربية والتكوين وتعميق نهج المقاربة التشاركية في تدبير الشأن التربوي في مختلف المستويات وتوطيد المقاربة التواصلية مع مختلف الشركاء والفاعلين،واعتماد مقاربة التحصيل وإدماج عناصر الخصوصيات الجهوية في التخطيط والتدبير وتبني منهجية التدبير المبني على النتائج والتطلع إلى إرساء مبادئ مقاربة مندمجة وتوافقية في التصدي للإكراهات والاختلالات التي لا تزال قائمة. سؤال:يتميز الدخول المدرسي لهذه السنة بالانطلاقة الفعلية لمقتضيات المخطط الاستعجالي.ماذا أعدت الأكاديمية لإنجاح برنامجها الاستعجالي الجهوي ومن تم تفعيل شعار هذه السنة "جميعا من أجل مدرسة النجاح"؟ المدير: إن الأكاديمية استعدت بما يكفي للانطلاقة الفعلية للمخطط فقمنا أولا بتكييف المخطط من خلال اجتهاداتنا مع خصوصيات وطموحات الجهة الشرقية،وهذا العمل تؤطره فرق تضم أطرا متنوعة ذات خبرات وكفاءات،ونحن في الأكاديمية وقبل أن ننطلق في عملية التطبيق وضعنا آليات تنظيمية وتأطيرية حتى نضمن انطلاقة جيدة بمعنى آخر أن البرنامج الآن على صعيد الجهة محدد بمشاريعه وبتكلفته المالية وبكل العمليات المرتبطة به وبمجالاته الأربع. إذن،نحن انطلقنا في تنفيذ الرنامج ولو أن التنفيذ جاء شيئا ما متأخرا،والوزارة منحتنا امتيازا لأخذ ميزانية مؤقتة ابتداء من شهر يناير،والوتيرة التي نسير بها مشجعة وتتطلب تكثيف الجهود،مع العلم أن هذا البرنامج عرف تطورا في إمكاناته المادية على المستوى الوطني والجهوي،وفي هذا الإطار عرفت الاعتمادات الخاصة بالأكاديمية ارتفاعا يقدر ب130 في المائة بالنسبة للاستثمار و113 في المائة للاستغلال،أي أن الاعتماد الذي نتوفر عليه هو أكثر من 630 مليون درهم. وهذا ما مكننا من الانطلاق بمجموعة من المشاريع الاستراتيجية سواء تعلق الأمر بتأهيل مجموعة من المؤسسات التعليمية والذي يعرف إصلاح أكثر من 150 مؤسسة تعليمية منها 95 مؤسسة ابتدائيةو 41 مؤسسة بالثانوي الإعدادي و 20 مؤسسة بالثانوي التأهيلي،كم تهم العملية إصلاحا شاملا للداخليات والمطاعم المدرسية على مستوى الجهة والأشغال انطلقت وقد انتهت في بعضها وأخرى في سائر الإنجاز،كما نعمل على تعويض كل التجهيزات الخاصة بالداخليات، إضافة إلى تهيئة 60 ملعبا رياضيا على مستوى التعليم الابتدائي. كما تم تعويض الحجرات غير الجاهزة بعدد من المؤسسات التعليمية والتي بلغ عددها 575 حجرة،وجدير بالإشارة أن البرنامج الاستعجالي حدد لعملية الإصلاح والترميمات سنتين فقط لكي نتجاوز كل ما هو متعلق بالتعثرات المرتبطة بتحسين الفضاءات،أو تعلق بشق مهم ونقصد بذلك الدعم الاجتماعي والذي عرف تطورا مهما خلال هذه السنة بزيادة أكثر من 10 في المائة من المستفيدين من الإطعام على المستوى الابتدائي ليصل العدد الإجمالي إلى حوالي 120 ألف مستفيد ومستفيدة وفي بعض المناطق وخاصة بالعالم القروي بلغت النسبة 100 في المائة،أي أن النسبة العامة قاربت 60 في المائة وبذلك تجاوزنا المعدل الوطني الذي يتحدد في 43 في المائة. هذا بالإضافة إلى تعميم الاستفادة من المنح بالنسبة للإعدادي والتإهيلي ما عدا إذا كان هناك إكراه الطاقة الاستيعابية،ومع ذلك نجتهد لتهييئ الفضاءات المتوفرة سواء تعلق الأمر بدور الطالب أو غيرها. كما أن هناك دعما وتعزيزا للنقل المدرسي بالنسبة للتلاميذ واستعمال الحافلات المتوفرة، وهناك صفقة من أكثر من 3 ملايين درهم لتوفير 13 حافلة إلا أن الصفقة لم يشارك فيها أي مهتم بهذا الشأن.هذا إلى جانب توفير الدراجات الهوائية لفائدة التلاميذ وكانت حصتها الأولى حوالي 380 دراجة تم توزيعها على مختلف النيابات وهناك صفقة سيعلن عنها في الأيام القليلة القادمة. ودائما وفي إطار الدعم الاجتماعي هناك الزي المدرسي فقد خصص له اعتماد يفوق 7 ملايين درهم على مستوى الجهة،ونحن اخترنا صيغة تخصيص الوزرة الموحدة لأنها غير مكلفة وبلغ لحد الآن عدد المستفيدين حوالي 90 ألف مستفيد ومستفيدة وما زالت العملية مستمرة وأعطينا الأولوية للعالم القروي والأحياء الهامشية،وقررنا ألا يكون تمييز بين التلاميذ داخل نفس المؤسسة.وهناك بالطبع المبادرة الملكية لتوزيع مليون محفظة. وعلى هذا الأساس، شرعنا منذ بداية السنة الدراسية الحالية عقد لقاءات جهوية مع الفاعلين والمتدخلين قصد تقريب وتفعيل وتطبيق المخطط الاستعجالي،فقد خصصنا لقاء يوم الاثنين08 شتنبر 2009 بالأكاديمية لتقديم مشروع "جيل مدرسة النجاح" حضره السادة النواب الإقليميون ورؤساء الأقسام والمصالح ومفتشو التعليم الابتدائي،وكان اللقاء مناسبة لإعطاء الانطلاقة الفعلية للشروع في تطبيق مقتضيات البرنامج الاستعجالي؛فيما كان اللقاء الثاني يوم 30 شتنبرمع جمعيات الآباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ حيث احتفت الأكاديمية بالجمعيات في هذا اليوم الذي أصبح يوما وطنيا يتم الاحتفال به في كل سنة تقديرا لدورها الفاعل والتشاركي مع المدرسة المغربية؛أما اللقاء الرابع فقد خصصته الأكاديمية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمدرس في الخامس من أكتوبر لتكريم مربيات ومربيي الأجيال على الصعيد الجهوي الفائزين بالجائزة الوطنية للاستحقاق المهني لأطر التربية الوطنية،أما اللقاء الخامس لحد الآن فقد تم تنظيمه بتنسيق مع المصالح المركزية يومي 8 و9 أكتوبر مع هيئة التفتيش التربوي على المستوى الجهوي لدورها الحيوي في تفعيل العمليات والتدابير والإجراءات الكفيلة بالترجمة الميدانية لبرنامج العمل التربوي للوزارة. وهكذا سيستمر عملنا لأن الهدف الأساس من برنامجنا الاستعجالي هو إشراك كافة الفاعلين والمتدخلين في المنظومة التعليمية وذلك قصد تدارك الاختلال الذي يعاني منه النظام التعليمي المغربي والعمل على تنظيم الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية والرفع من نوعية الأداء التربوي والتدبير لهذه المؤسسات،وتوطين الإصلاح في المؤسسات التعليمية والأقسام الدراسية،مع توفير الموارد التي تتيح للتلميذ الانتقال إلى السنة الثانية والرفع من نسبة الاحتفاظ بهم وتخفيض نسبة الانقطاع في السنة الأولى من 5بالمائة إلى صفر. سؤال:دائما في إطار الدعم الاجتماعي من أجل محاربة الهدر المدرسي أليس هناك أرقام أخرى؟ المدير: إضافة إلى ما قلناه سابقا بتميز الدخول المدرسي بإعطاء الانطلاقة لمجموعة من المشاريع الإصلاحية فإن الأكاديمية عملت على تشغيل كل المطاعم المدرسية ليبلغ عدد المستفيدين من الإطعام المدرسي بالتعليم الابتدائي 121ألف مستفيد خلال هذا الموسم و بالثانوي الإعدادي 1900 مستفيد أي ما مجموعه 122900 . ويبلغ عدد الداخليين بالثانوي الإعدادي والتأهيلي 9150 مستفيد. ويبلغ عدد المنح الجديدة بالإعدادي 3100 منحة.وبخصوص النقل المدرسي بلغ عدد المستفيدين من حافلات النقل المدرسي 667، في حين بلغ عدد المستفيدين من الدراجات الهوائية 317 مستفيد .واستفاد ما مجموعه 75 ألف من الزي المدرسي الموحد.كما استفاد 6013 تلميذ من مبادرة "تيسير"، إضافة إلى 3206 أسرة بحيث بلغ مجمل المستفيدين 9219 . وفي إطار توفير الشروط الأساسية للتمدرس داخل الفصل خاصة بالمناطق الباردة تم توفير التدفئة ب 7 آلاف حجرة على مستوى الجهة. وسيتم تدعيمها بالبرنامج التكميلي الذي تساهم به جمعيات المجتمع المدني ومختلف الفعاليات بالجهة. سؤال:على ذكر المبادرة الملكية تشتكي بعض المؤسسات التعليمية الابتدائية ببعض النيابات من عدم توصلهم بالعدد الكافي من المحفظات مما أوقعهم في حرج كبير أمام الآباء وأولياء التلاميذ. المدير:في هذا الشأن اتخذت الأكاديمية جميع التدابير والإجراءات التنظيمية الكفيلة بإنجاح العملية،ولهذا الغرض تم عقد عدة اجتماعات تنسيقية مع النيابات الإقليمية وتم تشكيل لجن تتولى التتبع اليومي لمستجدات الملف ومختلف خطوات التوزيع وصولا إلى تسلم التلميذ للمحفظة ومختلف اللوازم المدرسية والكتب الضرورية.وأن وهكذا استفاد أكثر من 228 الف تلميذ وتلميذة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية من هذه المبادرة ويتم تعزيز هذه الأرقام بما مجمله 9175 محفظة، وذلك في إطار البرنامج التكميلي الذي تساهم فيه ولاية الجهة الشرقية ومجلس الجهة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. ينبغي أن نذكر أن عملية توزيع المحفظات تتم بشكل دقيق ونتتبعها عن قرب يوميا،وأنه تقرر أن يستفيد جميع التلاميذ بالوسط القروي بالابتدائي وفي السنة الأولى إعدادي وجميع التلاميذ في الوسط الحضري ابتدائي مع العلم هناك بعض المبادرات المحلية والجهوية لتخصيص بعض الوسائل الإضافية لكي يستفيد تلاميذ السنة أولى إعدادي.وهذا يعني أن تلاميذ السنة أولى ابتدائي والذين يكونون جيل مدرسة النجاح يستفيدون من المحفظة ولوازمها كاملة من كتب وأدوات مدرسية في حين تستفيد المستويات الأخرى بالابتدائي والسنة أولى إعدادي في القرى بالكتب واللوازم المدرسية باستثناء المحفظة،أما في الوسط الحضري تستفيد بقية المستويات بالابتدائي بالكتب. والجديد في هذه العملية وفي إطار اللامركزية واللاتمركز أسند تدبير العملية إلى المؤسسة التعليمية في إطار مجلس التدبير لتحديد حاجياتهم والفئات المستفيدة والتعامل مع الكتبيين ولهذا الغرض تم إحداث ما يطلق عليها جمعية مدرسة النجاح لكي تتكلف بمختلف العمليات المحاسباتية. إذن فجل الشكايات كانت بسبب سوء فهم العملية ونحن نتفهم مثل هذه الأمور.
سؤال:وماذا عما يطلق عليه بمشروع المؤسسة؟ المدير:هذه عملية أخرى تدخل في إطار البرنامج،حيث أصبحت كل المؤسسات ملزمة بتهييئ مشاريع انطلاقا من تشخيصها واختياراتها والأطقم العاملة بالمؤسسة هي التي ستتكلف بتدبير وتنفيذ مشاريعها،وسيتم في غضون الأسابيع المقبلة تفويض الاعتمادات الضرورية لكل المؤسسات،مع العلم أننا انطلقنا في الكراسة للميزانية الأولى بحوالي 7 مليون درهم وهناك توجهات لكي يرتفع هذا القدر إلى حوالي 34 مليون درهم،وهذا يدخل في إطار وضع رهن إشارة رؤساء المؤسسات بعض الوسائل للتدخل السريع في بعض المجالات،لأنه لا يعقل أن يبقى رئيس المؤسسة ينتظر طويلا من أجل إصلاح أمر يتطلب 500 درهم،وهذا يدخل فيما يسمى بالصيانة الوقائية.وهنا يجب أن نشير أن المبالغ المالية التي سترصد للمؤسسات ستكون متفاوتة حسب طبيعة مشروع كل مؤسسة. سؤال:ما هو حال قاعدة التمدرس بالجهة الشرقيةّ هذه السنة في ظل الخصاص الذي كانت تعاني منه بعض النيابات التعليمية من حيث الموارد البشرية. المدير:لا فمشكل تدبير الموارد البشرية مشكل عام، ونحن في قطاع التربية الوطنية نتدبر الوضعية بالوسائل المتوفرة وقد عالجنا كل الحالات على صعيد النيابات بالتدبير المعقلن بالإضافة إلى تعبئة نساء ورجال التعليم وبفضل تفهم آباء وأولياء التلاميذ لكي نضمن دخولا مدرسيا مستقرا حيث يلتحق جميع التلاميذ بأقسامهم في انتظار التوفر على الموارد الضرورية للحالات المحدودة المتبقية،ويمكن القول أننا حققنا الاستقرارمع انطلاقة الموسم الدراسي الحالي في الإعدادي والتأهيلي مع رصد بعض الحالات الخاصة سنجد لها الحلول النهائية في القريب العاجل.مع العلم وفي هذا السياق وبفضل التوظيفات التعاقدية الأخيرة تمكنا من إيجاد حلول كثيرة لإشكالية الخصاص. فقد التحق هذا الموسم بهيئة التدريس بفضل هذه التوظيفات ما مجموعه 339 أستاذ(ة) منهم 86 أستاذا التحق بالمستوى الابتدائي، و71 أستاذا(ة) التحق بالمستوى الثانوي الإعدادي، و182 أستاذ(ة) التحق بالثانوي التأهيلي. أما ما يتعلق بقاعدة التمدرس سيلتحق هذا الموسم بمختلف المؤسسات التعليمية العمومية، ما عدده 355180 تلميذ وتلميذة بالأسلاك الثلاثة للتعليم العمومي، وسيصل عدد الإناث 167218 تلميذة. وحسب توقعات الخريطة التربوية للموسم الدراسي 2010-2009 ومقارنة مع الإحصاء المدرسي للموسم الدراسي المنصرم، سيبلغ عدد تلاميذ التعليم الإبتدائي العمومي ما مجموعه 219920 تلميذ وتلميذة ، وسيصل عددهم بالوسط القروي105578 تلميذ وتلميذة ، أما المسجلون الجدد بهذا النوع من التعليم، فسيصل إلى 34331 مسجل جديد. وسيصل عدد المؤسسات التي تستقطب مجموع تلاميذ الابتدائي العمومي بالجهة إلى509 مؤسسة تعليمية. أما بالتعليم الثانوي الإعدادي العمومي سيصل عدد المؤسسات التعليمية إلى 110 مؤسسة بالوسطين الحضري والقروي، وستستقبل هذه المؤسسات 87024 تلميذ وتلميذة . وبالوسط القروي سيبلغ عدد التلاميذ 20562 تلميذ وتلميذة. كما سيصل عدد الإناث المتمدرسات بهذا السلك من التعليم إلى 38518 تلميذة. أما فيما يتعلق بالمسجلين الجدد بالسنة الأولى من الثانوي الإعدادي، فسيبلغ عددهم 25521 تلميذ وتلميذة. وسيعرف التعليم الثانوي التأهيلي ارتفاعا في عدد المؤسسات حيث سينتقل هذا العدد من 57 إلى60 مؤسسة منها 12 بالوسط القروي، وستستوعب هذه المؤسسات1463 قسم بالوسطين الحضري والقروي، وسيتابع الدراسة بها48236 تلميذ وتلميذة، أي بزيادة 2,86 في المائة. كما سيبلغ عدد الإناث بهذا السلك من التعليم 24506تلميدة . وتجدر الإشارة إلى أن عدد المسجلين الجدد بالجذوع المشتركة بلغ 14388 تلميذ وتلميذة بالوسطين الحضري والقروي. سؤال:خلقت المذكرة 122غضبا واحتقانا وسط رجال التعليم،كيف تعاملتم مع هذه المذكرة ببعض النيابات المعروفة بشساعتها وطبيعتها الجبلية والقروية؟. المدير: صحيح هذه المذكرة لقيت ردودا مختلفة،وأظن أن التمعن في محتوى المذكرة لم يكن بالشكل الكافي،فموضوعها يتعلق بتدبير الزمن المدرسي والإيقاعات المدرسية، وجاءت في إطار جيل مدرسة النجاح،وكان البلاغ الصحفي للسيد الوزير في هذا الشأن واضحا عندما دعا إلى التعامل مع المذكرة بالمرونة الكافية. وهذه المذكرة قدمت ثلاثة نماذج على سبيل الاستئناس، بل تركت مجال التداول والمناقشة مفتوحا على مستوى مجلس التدبير والمؤسسة ومفتش المقاطعة لاختيارالصيغة المناسبة شريطة أن تكون مبررة وتحافظ على مصالح التلميذ بالدرجة الأولى،مع العلم أن كل الصيغ المبررة يمكن اعتمادها. سؤال:هل من احترازات وقائية داخل المؤسسات التعليمية لمواجهة انفلونزا الخنازير؟ المدير:الأكيد هناك احترازات وقائية،وهناك خطة وطنية تقوم بإعدادها الحكومة لمواجهة هذا الوباء في حالة انتشاره، وعلى صعيد الأكاديمية تم عقد عدة لقاءات لوضع آلية التنظيم من خلال تكوين خلايا لتدبير الأزمة على المستوى الجهوي والإقليمي والمحلي تشتغل جميعها بتنسيق دائم مع الخلية المركزية،وقد وجهت مذكرة لنساء ورجال التعليم للإسهام في تنظيم أيام"البدل البيضاء"من خلال الفحوص الطبية التي يستفيد منها التلاميذ،كما وضعت الأكاديمية خطة تقضي أولا تغطية كل المؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب من خلال مذكرة مشتركة بين الوزارة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب وفي نفس السياق وقعنا مذكرة مشتركة بيننا وبين المديرية الجهوية للصحة من وضع وتنفيذ برنامج مشترك للوقاية من هذا الوباء،وتنفيذا لهذه المذكرة وفي إطار الإجراءات الاستباقية قمنا بتنظيم دورات تكوينية عبر تراب الجهة لفائدة المديرين والأساتذة بمشاركة مندوبية ،وفي نفس الإطار نظمت الأكاديمية ابتداء من 16شتنبر حملة أطلق عليها"أياد نظيفة" داخل المؤسسات التعليمية بهدف تحسيس التلاميذ بالفيروس وتعليمهم بعض القواعد الأولية للوقاية منه،خاصة تقنيات غسل الأيادي،وستشرف إدارة كل مؤسسة على تنظيم العملية بمشاركة الطاقم الإداري وهيئة التدريس،هذا بالإضافة إلى توزيع مطويات إحداها خاصة بالأستاذ وأخرى خاصة بالمتعلم.