لم يستسغ بعد المسؤولون بإدارة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء بأسفي مدى استياء المواطنين عند مطلع كل شهر، حين يتوجهون إلى فروعها من أجل استخلاص فواتير الماء و الكهرباء التي أحرقت جيوبهم و اكتوى بنارها الجميع. فبالرغم من النداءات المتعددة، و الشكايات التي تم رفعها لإدارة الوكالة في هذا الشأن، فضلا عن الاحتجاجات التي مافتئت أن نفذتها ساكنة العديد من أحياء مدينة أسفي على مدار هذه السنة، من وقفات احتجاجية أمام مختلف فروع الوكالة بالمدينة أو أمام مقرها المركزي بالمدينة الجديدة قصد تحسيس المسؤولين بغضبهم و سخطهم إزاء الخدمات الفقيرة التي تسديها الوكالة لزبنائها، لا زالت "لاراديس " تغض الطرف عن الموضوع ،و تسير على منوالها العتيق غير مبالية بالحشود الغفيرة من المواطنين التي ترابط أمام فروعها ما يزيد عن ثلاثة أيام من أجل أداء واجب الماء و الكهرباء في ظروف كثيرا ما وصفت بالمزرية . هذا وقد عاينت " اسيف" مع بداية هذا الشهر، معاناة ساكنة الأحياء المجاورة لفرع سانية زين العابدين الذين احتشدوا طيلة يوم كامل، إلا أن معظمهم لم يتمكن من قضاء أمره بسبب الزحام الشديد بفضاء الفرع الضيق، و قلة موظفيه الذين كان يبدوا عليهم نوع من الارتباك و العصبية و هم في مواجهة أناس يتقاسمون معاناة اعتادوا عليها ، و يرددون أقوالا تعبر عن سخطهم و استيائهم اتجاه خدمات الوكالة التي لم يكلف المسؤولون أنفسهم عناء تحسينها، خاصة أمام المبالغ المالية الطائلة التي تستخلصها من جيوب المواطنين . عصبية و غليان يشم رائحتها كل من زار خلال هذه الفترة فروع الوكالة التي تعرف تكدسا للمواطنين من نساء ورجال يأتون من مختلف الأحياء التابعة للفرع بغية تأدية فواتير الماء والكهرباء. الأمر الذي يفرز بين الفينة و الأخرى ، مشادات كلامية متبادلة بين الموظفين المغلوب عن أمرهم و الساكنة بحيث يصل الأمر في بعض الأحيان إلى طرد المواطنين من داخل فرع هذه الوكالة علما أن الفضاء لا يحمل إلا الاسم فقط، مما يستدعي أحيانا تدخل عناصر الشرطة حفاظا على الأمن وتهدئة للوضع لكون المواطنين ملوا من معاملات المسؤولين عن "لاراديس" لهم .