خرجت زهرة كعادتها زوال يوم الأربعاء الماضي، بعد عودتها من مدرسة الدوار، للبحث عن جرة ماء بطلب من والدتها، حيث اعتادت على ذلك بحكم أن البئر غير بعيدة عن مقر سكنى والديها، وبحكم أنها اكبر أخواتها، ولم تكن تدري أن هناك ذئبا جائعا، يرصد حركاتها، ويتتبع خطواتها، حيث لم تكد تصل إلى البئر، حتى ارتمى عليها وشل حركاتها وشرع في تنفيذ اعتدائه عليها، إلى أن قضى وطره منها وتركها شبه جثة مرمية في حقل من حقول الشعير، تئن من شدة ما لحق جسدها الغض...زهرة التي لم تكن تظن أن بالحياة ذئاب مثل الذي تعرض لها، كانت تتابع دراستها بالقسم الثالث صحبة قريناتها من الدوار، وكانت نشيطة ومقبلة على الحياة بشكل كبير، حتى أن أساتذتها كلهم تألموا، لما حدث لها، سيما وأنها كانت مجتهدة ودائمة الحضور والبديهة، لا ترد طلبا ولا تبخل عن أصدقائها وصديقاتها، عندما يطلبون مساعدتها وودها... الاعتداء على قاصركانت الشمس قد قررت العودة إلى مكان مغيبها يوم الأربعاء الأخير، عندما تم اكتشاف جثة الفتاة مرمية على بعد أمتار من البئر من طرف أحد سكان الدوار والذي اعتقد في البداية أنها ميتة، قبل أن يتأكد من نبض قلبها الصغير، انتصب قائما، والتفت يمنة ويسرة، قبل أن يشرع في الصياح والنداء على اقرب الناس إليه، هرعت والدة الطفلة في البداية، إلى حيث يتواجد الشخص الذي تعرف عليها، وتبعها كل من علم بالخبر، ناحت والدتها ولطمت خدودها، وتدخل أحد الجيران الذي تبعها إلى مكان العثور علىزهيرة ، وأخبر رجال الدرك، الذين حضروا إلى عين المكان، وقاموا بالمعاينات الأولية وتم الاستماع إلى الشاهد الوحيد الذي اكتشف الطفلة ممددة على ظهرها في حالة صحية متدهورة، وتم الاستماع أيضا إلى والدتها والتي لم تفد الضابطة القضائية بشيء في شأن المعتدي على بنتها...وبعد القيام بالإجراءات القانونية، وبعد أخذ صور للضحية وللأمكنة المحيطة بمسرح الحدث، تم نقل الطفلة على وجه السرعة، إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي، من أجل إخضاعها لفحوصات وتحاليل أولية، سيما وأنها كانت في وضعية صحية صعبة، وكانت غائبة عن الوعي من شدة التعنيف، الذي تعرضت له قبل الاغتصاب، وظلت الفتاة بمصلحة الاستعجالات، واستفادت من تدخل طبي رفيع خاصة بعد أن تبنت جمعية مناهضة العنف ضد المرأة القضية، والتي تكفلت بمتابعتها، وطالبت بضرورة توفير الأمن والحماية للمرأة والفتاة القرويتين...البحث عن المعتديومباشرة بعد نقل الفتاة إلى مدينة آسفي، شرع رجال الدرك في مباشرة عملية البحث عن المعتدي، قاموا بدورة في أرجاء الدوار واستمعوا للعديد من سكانه، ولما لم يعثروا على رأس الخيط، انتقلوا إلى المؤسسة التعليمية، حيث تتابع فتيحة دراستها وتقصوا الأخبار واستمعوا لمجموعة من التلاميذ وخاصة الذين يدرسون مع الضحية، حيث استطاعوا أن يسجلوا في البداية جملة من الأسماء المشتبه في أصحابها وشرعوا في عملية تصفيتها والتأكد من تواجد المعنيين بالأمر..وجد رجال الدرك صعوبة في الاستماع والاتصال بكل الأسماء التي تم تدوينها والتي كانت ربما لها علاقة بما تعرضت له الفتاة ظهر يوم الأربعاء الأخير، ولكنهم بذلوا جهدا إضافيا وظلوا يقظين وحذرين من أجل التأكد من مكان تواجد كل الأشخاص الذين تم تسجيل أسمائهم أثناء وقوع الاعتداء على الفتاة، ولم يصلوا إلى شيء ولكنهم في الوقت نفسه لم يعثروا على صاحب أحد هذه الأسماء وهو ما رجح أن يكون هو من قام بالاعتداء على فتيحة...وأمام هذه الوضعية حررت الضابطة القضائية مذكرة بحث في شأن الشخص الذي ظلت هويته مجهولة لحد الآن لدى رجال الدرك، وبعد يومين من زمان الحادث، نزلت إخبارية لدى الضابطة القضائية، تفيد أن الشخص المبحوث عنه، تم إلقاء القبض عليه بمدينة آسفي، وعلى الفور انتقلت فرقة مختصة من الدرك الملكي إلى حيث يوجد، وبعد الاتصال بسرية الدرك، تم نقله إلى المركز الذي يتابع عملية البحث في قضية الاعتداء والاغتصاب، حيث وبعد عملية التنقيط تبين أن المتهم من ذوي السوابق العدلية، وسبق أن أدين بالحبس في قضية مماثلة، تتعلق أيضا بالاغتصاب واستعمال العنف في حق قاصر أيضا..لم يجد المتهم وهو حارس، في الثلاثين من عمره، بدا من الاعتراف بما قام به اتجاه زهيرة ، حيث اعترف بأنه كان مارا من الدوار، بعد زيارة قصيرة لبعض معارفه هناك، ولاحظ تواجد الفتاة، وبما أن المكان كان خاليا وأن الحقول ساهمت في اختفائه عن الأنظار، خطرت له فكرة الانفراد بالفتاة واستغلالها جنسيا، وبما أن فتيحة لما اقترب منها ولما علمت برغبته في الاعتداء عليها بدأت تصيح وهي اللحظة التي جعلته يمسك من تلابيبها ويوجه لها بعض الصفعات، لثنيها عن الصياح، ثم أسقطها أرضا واعتدى عليها جنسيا باغتصابها مع استعمال العنف، وبعد أن انتهى من جريمته جمع أغراضه وفر هاربا في اتجاه الطريق الجهوية ومنها إلى آسفي حيث اختفى عن الأنظار قبل أن يتم إلقاء القبض عليه بعد أن تشاجر مع أحد الباعة المتجولين..وبعد أن تم الاستماع إليه تفصيليا، وبعد الاتصال بوكيل الملك تم وضعه تحت الحراسة النظرية إلى أن تم تقديمه يوم الجمعة الماضي، إلى النيابة العامة من اجل الاغتصاب واستعمال العنف في حق قاصر...الجديدة: أحمد ذو الرشاد