حذرت "الجمعية المغربية للتحسيس من مخاطر المنشطات في المجال الرياضي" في ندوة تحسيسية صبيحة الأحد25 ماي 2008 ، من مخاطر المنشطات في المجال الرياضي تحت شعار " الوقاية من المنشطات واجب رياضي" بأحد الفنادق الكبرى بآسفي. وفي كلمة لادريس هدان رئيس اللجنة الطبية الوطنية، أعتبر الرياضة ممارسة وإشباع رغبات و تحقيق طموحات وهي تعنى بالدرجة الأولى بالصحة البدنية و الروحية للفرد، ودعا إلى تخليق الرياضة وربطها باحترام قواعد اللعبة، معتبرا أن موضوع المنشطات مهم لكل من يهمه ٲمر الرياضة و لكل من تهمه صحة المجتمع. "الرياضة تسعى إلى تهذيب الروح و ٳفشاء القيم السليمة و الأخلاق النبيلة، و إرساء قواعد المحبة، و الأخوة و السلام بين الأمم مع تقريب البعيد من الثقافات و توحيد المختلف" يقول هدان. لهذا حرمت اللجنة الاولمبية الدولية أية مادة أو استعمال أية وسيلة، و التي من شأنها أن تزيد نشاط اللاعب بدنيا و عقليا نشاطا غير طبيعي مما يجعله ينافس بطريقة غير عادلة أو غير شريفة، كتلك التي تستعمل من ٲجل تغيير الشكل الرياضي، أو الرفع من القوة العضلية، أو من ٲجل تحسين الأكسجة، أومن ٲجل الرفع من التركيز أو التجاوز، ومقاومة التعب، وكذلك من ٲجل التحكم في ٳيقاع النوم و الاستيقاظ، وخفض الوزن. وأوضح هدان، أن تداعيات منبهات الجهاز العصبي المركزي قد تؤدي إلى حالات من القلق و الهيجان و التعصب، والعياء العام مع اختلالات في ضربات القلب، قد تنتج ذبحات صدرية، و موت القلب جزئيا أو كليا، في حين أن المخدرات تؤدي إلى صعوبة في التنفس، مع الإدمان والاكتئاب انتهاء بالجنون، أما الهرمونات الذكورية فتقوم بدورها لمن يستعملها في التعصب و الهيجان و القلق، وخلق اختلالات في وظيفة الكبد، والتمزق العضلي والسرطانات، ناهيك عن أزمات القلب و الشرايين، والتعرض للإدمان ثم السكتة القلبية، في حين يضيف هدان أن المواد "الكورتيكو ستيرويد" تساهم في التمزق العضلي، وتؤدي إلى تعفنات محلية و عامة، كما تصيب مستعملها بمرض السكري وضعف القلب والشرايين وهشاشة العظام، والسكتة القلبية، أما مواد "بيتابلوكان" فتؤدي إلى الإعياء العام و خفض الضغط الدموي، والاكتئاب، وارتفاع نسبة السكر في الدم والبرودة الجنسية، في حين تقوم "لريتروبويتين" بتجلط الدم، وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع الضغط الدموي مع الإصابة بسرطان النخاع العظمي.أما عن المواد المدرة للبول، يقول ادريس هدان بأنها تؤدي إلى أمراض القلب والكليتين والاجتفاف، كذلك هرمونات النمو فتؤدي بشكل مباشر إلى عدة أنواع من السرطانات.ومن الجانب القانوني، أشار رئيس "الجمعية المغربية للتحسيس من مخاطر المنشطات في المجال الرياضي" لحسن كرم، إلى أن المشرع الدولي كما ورد بالمادة 1 عرف تناول المنشطات على أنه حدوث انتهاك أو أكثر لقواعد مكافحة المنشطات المبينة من المادة2.1 إلى المادة 2.8 بالمدونة العالمية لمكافحة المنشطات.وحسب كرم فتناول المنشطات يعود إلى عدة أسباب منها ماهو فردي الناتج عن الطموح الكبير لتجاوز القدرات، أو بسبب المدرب الذي تربطه عقدة تحدد الأهداف المتوخاة والفترة الزمنية المحددة لذلك، أو سعي المدرب بالرغم من توفر الإمكانيات ولكن خللا ما، قد يدفع بعض المدربين منعدمي الضمير يقول كرم، إلى إعطاء الرياضيين منشطات بأشكال وأساليب مختلفة تحت أسماء وذرائع مختلفة. ومع تطور تقنية الفحوص والكشوف اتجه بعض الأطباء أيضا، إلى إخفاء المادة التي تناولها الرياضي حتى لا تظهر في الكشف على عينات البول أو الدم المفحوص، لترتفع أسهم الطبيب الذي تفوق على الكشف.كما عزى لحسن كرم، تناول المنشطات إلى السبب الاقتصادي باعتبار أن الرياضة اليوم أصبحت مجالا اقتصاديا حيويا، إذ بلغت مداخيل الدورات الأولمبية الأخيرة العشرات من مليارات الدولارات، وإلى السبب الإجرامي حيث تنشط بعض المجمعات الإجرامية وتمارس أنشطة كبيرة داخل مجال الرياضة، وإلى السبب الإيديولوجي كذلك، حيث اعتبر فيه المجال الرياضي ساحة للصراع السياسي والإيديولوجي، تجلى إبان القرن الماضي في الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي بزعامة السوفييت والمعسكر الغربي بالزعامة الأمريكية يضيف كرم، فأقحمت الرياضة بشكل مباشر في هذا الصراع.