سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقرير امريكي: إدارة بوش سعت لحرب أهلية في غزة بالتعاون مع دحلان لإسقاط حماستكاليف الخطة قدرت ب 1.27 مليار دولار دفع منها 30 مليونا . وعباس رفض الرضوخ للضغوط الامريكية وشكل حكومة وحدة
كشف مسؤولون امريكيون ووثائق سرية رسمية أن إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش سعت لتمويل حرب أهلية في غزة بواسطة محمد دحلان، مستشار الرئيس الفلسطيني للأمن القومي، تنتهي بتقويض سلطات حماس، وتتيح للرئيس محمود عباس إجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة طوارئ توافق علي مبادئ الرباعية. وأوردت مجلة فانيتي فير الامريكية في عدد شهر نيسان (أبريل) المقبل، أنها حصلت علي وثائق سرية يعزز مضمونها مصادر في الولاياتالمتحدة والأراضي الفلسطينية تكشف مبادرة سرية صادق عليها بوش وعهد بتطبيقها إلي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ونائب مستشار الأمن القومي إليوت أبرامز .وأوضحت المجلة أن هذه الخطة الامريكية السرية هدفت ل إثارة حرب أهلية فلسطينية. وأعدت للقوات التي يقودها دحلان، وتسليحها بأسلحة جديدة من قبل امريكا من أجل إعطاء فتح (العضلات) التي تحتاج إليها من أجل إزاحة الحكومة المنتخبة ديمقراطياً التي تقودها حماس، من السلطة .وكان مخطط إدارة الرئيس جورج بوش يهدف إلي إلغاء نتائج انتخابات كانون الثاني (يناير) 2006 التي فازت بها حماس بأغلبية المقاعد في البرلمان الفلسطيني، وهو الفوز الذي امتعضت منه الإدارة الأمريكية.من ناحيتها رفضت وزارة الخارجية الامريكية التعليق علي فحوي هذه الوثائق، بحسب فانيتي فير .لكن المجلة قالت ان هذه الخطة السرية أدت لعكس غرضها، وأسفرت عن تراجع أكبر للسياسة الخارجية الامريكية في عهد بوش ، مشيرة إلي أنه بدلاً من إقصاء الأعداء من السلطة، فإن مقاتلي فتح المدعومين من الولاياتالمتحدة أتاحوا لحماس، بشكل غير مقصود، السيطرة علي غزة بشكل كامل . ووصفت بعض المصادر هذه الخطة بأنها إيران كونترا 2 .وفي هذا الإطار اتهم المستشار السابق لنائب الرئيس الامريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وارمسر الذي استقال من منصبه في يوليو (تموز) 2007 بعد شهر من سيطرة حماس علي غزة، الإدارة الامريكية بأنها كانت تنخرط في حرب قذرة في إطار جهودها لتأمين النصر لديكتاتورية يقودها عباس.ورأي وارمسر أن حماس لم تكن تنوي السيطرة علي غزة حتي أجبرتها فتح علي ذلك .وأردف يبدو لي أن ما حصل لم يكن انقلاباً من قبل حماس وإنما انقلاب من قبل فتح جري إحباطه قبل حصوله .وأشارت المجلة إلي أن المخطط كان مثيرا للجدل حتي بين أعضاء الإدارة الأمريكية، وقال وارمسر: حدثت خلافات كبيرة بين المحافظين الجدد حول هذا المخطط .من جهته قال دحلان إن بوش هو من ضغط باتجاه إجراء الانتخابات التشريعية في الأراضي الفلسطينية والتي أدت لفوز حماس في كانون الثاني (يناير) 2006.وحصلت الانتخابات بموجب خطة عمل للرئاسة الامريكية أعدتها وزارة الخارجية الامريكية تهدف للتوصل إلي حكومة فلسطينية منتخبة ديمقراطياً وتقبل بمبادئ الرباعية مع نهاية العام 2007. ولفت دحلان إلي أنه حاول تحذير أصدقائه في الإدارة الامريكية بأن فتح غير مستعدة للانتخابات.وقال دحلان الجميع (في الإدارة الامريكية) كانوا يعارضون الانتخابات ، مضيفاً الجميع إلا بوش .وقال بوش أحتاج إلي انتخابات. أريد انتخابات للسلطة الفلسطينية ، مشيراً إلي أن الجميع في الإدارة الامريكية اتبعوا بوش وبدأوا يضغطون علي عباس بالقول الرئيس يريد انتخابات .وفي هذا السياق نقلت المجلة عن مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) قوله كل واحد ألقي باللوم علي غيره (بعد فوز حماس) ، مضيفاً جلسنا في البنتاغون نتساءل: من الغبي الذي أوصي بذلك؟ .وكشفت المجلة أن الإدارة الامريكية كانت تضغط علي الرئيس الفلسطيني كي يحل حكومة حماس ويشكل حكومة انتقالية بعد إعلان الطوارئ وذلك خلال اجتماعهما في 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2006 خلال شهر رمضان.ولفتت إلي أن رايس طلبت من عباس القيام بذلك خلال أسبوعين، لكن الأخير طلب شهراً لما بعد عيد الفطر وراح يماطل إلي أن توجه إلي مكة بدعوة من الملك السعودي عبد الله، حيث رعي الأخير المفاوضات بين الجانبين التي أدت لتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة اسماعيل هنية في شباط (فبراير) 2007. وذكرت المجلة أن الرئيس عباس رفض أن يكون طرفا في حرب أهلية فلسطينية.وأشارت المجلة إلي أن واشنطن تصرفت بقلق ورعب، حين بدأ عباس المحادثات مع حماس علي أمل إنشاء حكومة وحدة وطنية .وبدا للإدارة الامريكية التي راحت تعد من وقتها خطة بديلة لإزاحة حماس من السلطة بالتعاون مع دحلان، أن القوات التابعة لفتح أكثر قوة من عناصر حماس، من الناحية النظرية.لكن الحقيقة تجلت في أن عناصر فتح لم يكونوا يحصلون علي رواتبهم بسبب الحصار الذي فرض علي حكومة حماس، في حين كانت الأخيرة تمول أجهزتها الأمنية من إيران عبر مبالغ وصلت إلي 200 مليون دولار امريكي، بحسب مصادر ومسؤولين من حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة.وتولي المفاوضات القنصل الامريكي العام في القدس جايك والس الذي زار عباس وسأله عن تعهداته أمام رايس بحل حكومة حماس وإعلان الطوارئ خلال أربعة أسابيع، بحسب الوثائق.وأشارت المذكرة التي تلقاها والس من واشنطن ونقلها إلي عباس إلي أن حماس يجب إما أن تقبل بحكومة جديدة تلتزم بمبادئ الرباعية أو تتحمل عواقب ذلك.ولفت والس إلي أنه مع معرفة الإدارة الامريكية إلي أن ذلك قد يؤدي إلي حرب أهلية فإن الولاياتالمتحدة مستعدة لدعم الأجهزة الأمنية التابعة لفتح.وكشفت المجلة بأنه مع عدم وجود أي إشارة بأن عباس جاهز لحل حكومة حماس، فإن الولاياتالمتحدة بدأت محادثات مباشرة مع دحلان ونقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض أن بوش كان يصفه بأنه رَجُلُنا .وبدأ القائد الامريكي كيث دايتون الذي عينه بوش في العام 2005 للتنسيق الأمني في الأراضي الفلسطينية لقاءاته مع دحلان في القدس ورام الله.وكان رد دحلان أن حماس تهزم فقط بالوسائل السياسية، أما إذا كنت سأواجهها (عسكريا) فأحتاج إلي موارد أساسية .وتوافق الرجلان علي العمل علي خطة أمنية تبدأ بتوحيد الأجهزة تحت قيادة دحلان، الذي عينه عباس بالتزامن مع ذلك مستشاره للأمن القومي.من ناحيته انتقد سفير الولاياتالمتحدة السابق إلي الأممالمتحدة هذه السياسة واعتبر أن اللجوء إلي توكيل رجل قوي القيام بالمهام هو فشل مؤسساتي، وفشل استراتيجي . ورفض الكونغرس بداية تمويل هذه العملية خوفاً علي أمن إسرائيل، فطلبت الولاياتالمتحدة من مصر والأردن والإمارات دعم الأجهزة تدريباً وعتاداً.وحسب مجلة فانيتي فير فإن كوندوليزا رايس لعبت دورا مهما في محاولة إقناع مصر والأردن والسعودية والإمارات بتمويل وتدريب مسلحي حركة فتح، وكان من المفترض أن تنقل الأموال إلي حسابات بنكية تخضع لمراقبة الرئيس عباس. وأكد مسؤولون إسرائيليون من بينهم الوزير بنيامين بن اليعازر أن مصر بعثت بأسلحة لتنظيم فتح في غزة في شهر كانون الأول (ديسمبر) .2006وحسب مذكرة من وزارة الخارجية الأمريكية فإن تكاليف الخطة (رواتب المسلحين والتدريبات والأسلحة) قدرت ب 1.27 مليار دولار علي مدي خمس سنوات.وحسب المجلة فإن المخطط لم تجمع له سوي دفعات مالية بلغت 30 مليون دولار ، أغلبها أتي من الإمارات العربية المتحدة. وقالت المجلة إن دحلان نفسه قال إن المبلغ الذي جمع كان 20 مليون دولار فقط، وأكد أن العرب قدموا من التعهدات أكثر من تقديمهم للمال . ________________________________________