لم يتمكن «عريس فرنسا» أن يتمتع بشهر عسل مثل أبسط خلق الله، بل اكتفى نيكولا ساركوزي بيوم عسل واحد أمضاه مع عروسه الايطالية كارلا بروني في حدائق قصر «فيرساي»، جالسين تحت الشمس يحتسيان الشاي في مقهى «لا فلوتيل» ويوقعان على دفاتر السياح الأميركيين واليابانيين الذين ما أن فوجئوا بوجود الرئيس أمامهم، متحرراً من ضوابط البروتوكول، حتى شهروا كاميرات هواتفهم النقالة في وجهه.الصور التي نشرتها الصحف للعروسين بدت وكأنها من تلك التي يختلسها «الباباراتزي» للممثلين ونجوم الغناء وهم في حالة «خلوة عاطفية». لكن الصور كانت، هذه المرة، شرعية، وكانت كارلا تريح رأسها على كتف ساركوزي دون أن تخشى لومة لائم. أما هو فقد نجح في أن يمحو تلك الصورة الشهيرة التي التقطت له وهو يمسح، بحنان بالغ، دموع التأثر التي سالت على وجنة زوجته السابقة سيسيليا، يوم دخولهما الأول الى «الإليزيه». كان يومها قد أوحى الى الفرقة الموسيقية بعزف لحن من تأليف جد زوجته، الموسيقار الاسباني اسحق ألبانيز، الأمر الذي جعلها تتأثر الى حد البكاء. سرعان ما تبددت تلك اللمسة لتحل محلها صورة رجل شاب عاشق، ورئيس لا يطيق العيش وحيداً في القصر التاريخي البارد، يترك نفسه منقاداً لسحر امرأة ايطالية ذات باع طويل في التعاطي الأنيق مع الحياة ومع الرجال، يحبها ويتزوجها في حكاية حب تنافس في سرعتها القطار الفرنسي فائق السرعة الذي تمت تجربته أمس. كيف ينظر «أبناء الشعب» الى هذه الحكاية التي تشبه أساطير فرسان القرون الوسطى والأميرات المخطوفات على صهوات جياد بيض؟ما أن أُعلن خبر زواج الرئيس الفرنسي حتى امتشق مؤلفو الكتب الشعبية أقلامهم ودارت المطابع في سباق على إصدار الكتب الأُولى عن العروس الايطالية كارلا بروني. وأعلنت ثلاث دور نشر، حتى الآن، عن ثلاثة كتب تنزل الى المكتبات، هذا الاسبوع، تتناول سيرة عارضة الأزياء السابقة وملامح شخصيتها وظروف تعارفها مع ساركوزي.ففي الكتاب المعنون «خطة طريق عاطفية» الصادر اليوم، الأربعاء، يروي المؤلفان كريستين ريشار وإدوار بولون كلوزيل أن الرئيس أوصل كارلا بسيارته بعد لقائهما الأول على طاولة العشاء في بيت خبير الدعاية جاك سيغيلا. ولما دعته للصعود الى بيتها وتناول فنجان قهوة رفض ذلك لكنه راح يمطرها بالرسائل النصية الهاتفية منذ الصباح التالي. ويؤكد المؤلفان أن بروني صرحت لهما بالقول: «أُريد رجلاً يملك النفوذ النووي».ولم يأت اللقاء في بيت سيجيلا بمحض المصادفة السعيدة، فقد كان ساركوزي قد لمح العارضة الحسناء المحتفظة برشاقة لافتة للنظر رغم بلوغها الأربعين، في حفل أُقيم في «الإليزيه» في الخريف الماضي وحضره حشد من الشخصيات الفنية. وبعد طلاقه، طلب من صديقه سيجيلا ترتيب عشاء يدعو اليه كارلا بروني. وهكذا كان...وفي مقابل هذا الكتاب الذي طبع منه 55 ألف نسخة، يصدر غداً الخميس كتاب آخر بعنوان «وقائع علاقة خطرة» للصحافيين كريس لافاي وبول اريك بلانرو، طبع منه 40 ألف نسخة. كما يصدر كتاب ثالث من تأليف المحرر في صحيفة «لوسوار» البلجيكية بعنوان «سيدة القلب»، وهي التسمية التي تطلق في فرنسا على الملكة في رزمة ورق اللعب، طبع منه 20 ألف نسخة. ويبدو أن هذا اللقب ينطبق على قرينة ساركوزي أكثر من لقب «الفرنسية الأُولى» لأنها مازالت لا تحمل الجنسية الفرنسية وليس من المنتظر حصولها عليها بشكل آلي بمجرد زواجها من الرئيس. وينص القانون الفرنسي أن على من يتزوج من مواطن فرنسي أن يتقدم، بعد 4 سنوات من الزواج بطلب لاكتساب الجنسية الفرنسية. وليس هناك ما يدل على استثناء الرئيس من القانون.ويبدو أن حكاية الزوجين جاءت لتبيض ذهباً للمجلات الشعبية التي ما أن فرغت من صور سيسيليا على الغلاف حتى شرعت بأغلفة كارلا. وبعد مرور خمسة أيام على الزواج مازالت وسائل الاعلام الفرنسية والعالمية تواصل اهتمامها بأخبار العروسين وأسرارهما، منذ تعارفهما السريع وحتى زواجهما في صالة تقع بالطابق الأول في قصر «الإليزيه»، السبت الماضي.ومما زاد في اجتذاب اهتمام الناس هو أن حكاية غرام «كارلا وساركو» جاءت مع حلول شهر شباط/ فبراير، وهو الموسم الذي تنشط فيه ماكنة الدعاية التجارية لتسويق هدايا عيد العشاق «السان فالانتاين». واستغل أحد الصاغة في رومانيا فرصة زيارة ساركوزي الوجيزة الى بوخارست أول من أمس، وقدم للصحافة خاتماً من البلاتين والأحجار الكريمة على شكل خارطة فرنسا، بسعر 6 آلاف يورو. وأعرب الصائغ عن أُمنيته بأن يلفت هذا الخاتم نظر الرئيس الفرنسي فيقتنيه لكي يقدمه الى عروسه الجديدة، بعد أن كانت الصحف قد أشارت الى أن الخاتم السابق الذي أهداه لها هو نسخة من خاتم كانت تتزين به زوجته السابقة سيسيليا.ويبدو أن كارلا لا تحتاج الى هدايا من هذا المستوى لأنها تمتلك مجموعة من الخواتم والمجوهرات اللائقة بأميرة. فقد أكدت مجلة «كابيتال» الباريسية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية معلومات كان الفرنسيون يتداولونها طيلة الأيام الماضية وهي أن الرئيس قد تزوج من مليونيرة تفوقه دخلاً. وقدرت المجلة ثروة كارلا بروني بمبلغ يصل الى 18.7 مليون يورو (25 مليون دولار تقريباً). فقد ربحت من عملها في عرض الأزياء 4.2 مليون يورو، وكسبت من عملها في الموسيقى والغناء 2.5 مليون يورو، كما عادت عليها الحملة الاعلانية لعلامة جديدة من السيارات بأكثر من 2 مليون يورو، هذا عدا ما ورثته، بالاشتراك مع والدتها وأُختها من تركة أبيها الصناعي الايطالي آلبيرتو بروني تديشي الذي توفي قبل سنتين. ويملك الأب، ضمن ما يملك، قصرين رائعين، الأول في تورينو بشمال ايطاليا والثاني في مقاطعة «فار» في فرنسا. كما تملك كارلا منزلاً في منطقة راقية من باريس وشقة واسعة في «بلاس دوتيرن»، غير بعيد عن قوس النصر.أما ساركوزي، فكان قد صرح عند تسلمه السلطة بأنه يملك مليوني يورو، وأغلبها موظف في عقود التأمين على الحياة. كما يملك شقة في ضاحية «نويي» الراقية التي كان عمدة لها على مدى العقدين الماضيين. وهو قد توزج كارلا وفق عقد خاص، مما يعني أنهما سيكونان منفصلين في الذمة المالية. أما زواجه من سيسيليا فكان بدون عقد لفصل الأملاك، مما يعني أن طليقته ستقاسمه بالنصف كل ما امتلكاه خلال 11 سنة من حياتهما المشتركة.لكن الفرنسيين الذين لم يشبعوا، بعد، من تبادل آخر أخبار زواج رئيسهم والعارضة السابقة، حتى جاءهم خبر يغطي عليها. فحسب جريدة «الفيغارو»، تستعد طليقة الرئيس سيسيليا ألبنيز سيغانر للزواج، الشهر المقبل، من صديقها ريشار عطية، رجل الأعمال اليهودي المولود في مدينة فاس المغربية والمقيم في نيويورك.وعطية ،48عاماً، مهندس مدني يتعاون مع شركة متخصصة في تنظيم الحملات والملتقيات الدولية، منها مؤتمرات دافوس. وكان أحد الذين عملوا في الحملة الكبرى للترويج لاحلال اليورو محل عدد من العملات الاوروبية. كما أسس، في العام الماضي، بالاشتراك مع مجموعة فرنسية للدعاية، وكالة للعلاقات العامة تتعهد التحضير للأحداث الفنية والتجمعات السياسية والمؤتمرات العالمية الكبرى. وكان عطية قد تعرف على سيسيليا عندما تعاونا في إعداد التجمع الحزبي الكبير الذي عقد في ضاحية «لو بورجيه»، قرب باريس، في خريف 2004 وأسفر عن ترشيح ساركوزي للرئاسة.وتكبر سيسيليا صديقها بعامين. وكانت قد تزوجت من ساركوزي بعد علاقة حب عنيف تسبب في طلاقها من زوجها الأول، النجم التلفزيوني جاك مارتان الذي فارق الحياة في الصيف الماضي، بعد فترة وجيزة من دخولها «الإليزيه». ولم تحتفظ سيسيليا بلقب «الفرنسية الأُولى» أكثر من خمسة أشهر. ونسب اليها في كتاب جديد صدر عن سيرتها، في باريس، أنها تقدر ريشار عطية ولا يهمها اختلاف الدين بينهما.دنيا الوطن