يعود سؤال اليسار اليوم، ليطرح من جديد على ضوء المتغيرات السياسية التي أفرزتها الانتخابية التشريعية الأخيرة، والتي كرست حضورا باهتا للحركة السياسية بكل امتداداتها، حضورا موزعا بين الهامشية و الارتباك، وسط حقل سياسي لا تخفي فيه الدولة إرادة هيمنة متجددة ، و وسط بنية مجتمعة لا تخفي فيها القوى الأصولية و المحافظة تغلغلها . في هذا السياق فان سؤال مستقبل اليسار يبدو من الأسئلة الملحة للمرحلة، على الأقل من زاويتين للنظر : ■الأولى تتعلق بالقلق العام الذي يتقاسمه كل المواطنين و المواطنات المتنورين المؤمنين بالتغيير و بقيم الحداثة. القلق على مستقبل الحركة الديمقراطية التي يعد اليسار أحد ركائزها الحاسمة . والتي يبدو أن ثمة ارتباك واضح يعرقل إمكانية تفاعلها الخلاق اتجاه تطور الحياة السياسية و اتجاه ما يطبع المرحلة من تراجعات على مستوى البناء الديمقراطي. ■و الثانية ترتبط بالتراجع الواضح للحركة اليسارية على مستوى الحضور المجتمعي و على مستوى التمثيلية الانتخابية، و العجز المزمن للبنيات التنظيمية الحاملة للمشروع اليساري، وتكلس القدرة على استقطاب الأسئلة المجتمعية، و الضبابية التي تحيط بالنسيج اليساري ، كقوة منتمية للقيم و للأفكار ، و التشتت الذي يطبع الأداء السياسي للعائلة اليسارية . إن حاجة بلادنا لحركة ديمقراطية متجددة و مبادرة و ممسكة بروح المرحلة و قادرة على إنتاج أطروحة سياسية تجيب على تعقدات الوضع السياسي، وحاجة بلادنا كذلك ليسار حامل لمشروع تقدمي و لمرجعية قيمية حداثية و لأدوات فعل مجتمعي طليعية تطرح على كل اليساريين الديمقراطيين ضرورة استحضار المهام الأصيلة للحركة اليسارية و ضرورة استنهاض شامل للقوى اليسارية في افق برنامج عمل وحدوي . ان هذه الجامعة الشتوية التي ينظمها تيار فعل ديمقراطي، كأحد تيارات الحزب الاشتراكي الموحد، تقترح على ممثلي كل العائلة اليسارية استئناف التفكير و التأمل في مستقبل اليسار. و هو مستقبل لن نراه إلا وحدويا . وحدة بقدر قدرتها على اعادة بناء المشروع اليساري ، بقدر قدرتها على استنهاض معركة التغيير و البناء الديمقراطيين. إن هذا اللقاء، مناسبة لطرح أسئلة اليسار الحارقة بكل جرأة و تجرد ،وبشكل جماعي و مسؤول، لمسائلة الذات و التجربة و الآفاق :- هل من قدر الشعب المغربي ونضاله الديمقراطي ،الاستمرار بهذا التشتت للعائلة اليسارية ؟ - هل صعوبة تعقد الوحدة التنظيمية يلغي امكانيات إيجاد صيغ متقدمة للتنسيق السياسي والتحالفات السياسية بين التنظيمات اليسارية؟ - ألا تشكل عودة مطلب الإصلاح السياسي و الدستوري إلى جزء من الحركة اليسارية إمكانية للاتفاق على حد أدنى برنامجي في الشق السياسي من معركة النضال الديمقراطي؟ - هل صيغ و إطارات التحالف التي أبدعتها الأحزاب اليسارية و الديمقراطية لازالت صالحة للمرحلة المقبلة من نضال الشعب المغربي؟- هل يمكن تصور مستقبل أفضل للحركة اليسارية، دون إعادة امتلاك ضرورية للمسألة الاجتماعية التي تشكل روح الفكرة الاشتراكية ؟- أية أوراش فكرية و إيديولوجية يحتاجها المشروع اليساري لتجديد أدواته التحليلية وتصوراته للواقع المتحول وطنيا و دوليا؟ البرنامجالسبت 19يناير2008. من الساعة 15 إلى 18. جلسة عامة تتضمن مداخلتين لأستاذين جامعيين مختصين يعقبهما نقاش عام الساعة 18.30 حفل شاي. الساعة 19 – 21. ورشات : - اليسار وإشكالية الوحدة. - اليسار والمسألة الإجتماعية. - اليسار وتحديات المرحلة.الساعة 21 العشاءالأحد 20 يناير 2008. من الساعة 10 - 12.30 استئناف أشغال الورشات الساعة 12.30 الغذاءالساعة 15 قراءة التقارير والنداء