سيتسنّى لزوّار القنصليات والسفارات الأميركية مشاهدة فيلم قصير يعرّفهم على الشعب الأميركي ومناظر من الولاياتالمتحدة، ناقلا الرسالة الموجزة بأن أميركا بلاد منوعة وودودة وجديرة بالاهتمام.والفيلم القصير، "أنا أميركا"، وهو بطول أربع دقائق، أوصت عليه المؤسّسة غير الربحية "الأعمال من أجل العمل الدبلوماسي" أو Business for Diplomatic Action كهبة مقدمة للحكومة الأميركية وغايتها أن تترك لدى المسافرين الأجانب انطباعا إيجابيا عن الولاياتالمتحدة. وسيعرض الفيلم في قاعات الانتظار لأكثر من 200 سفارة وقنصلية أميركية. وقال كاري غويتارد نائب المدير التنفيذي للمؤسسة: "الناس في الخارج يعتقدون اننا كنا نمترس أنفسنا منذ حوادث 11 شتنبر 2001 الإرهابية. لكن هذا غير صحيح؛ اننا نرغب في أن يأتي الناس الى هنا."وقد تمخّضت فكرة الفيلم عن جلسات عرض ومناقشة أفكار وتصورات شاركت فيها وكيلة وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة كارين هيوز ومساعدوها والمؤسسة. وقد شاء المسؤولون الأميركيون أن يصحّحوا المفاهيم الخاطئة عن الولاياتالمتحدة على أنه بلد غير صديق ومكان منعزل، كما قال غويتارد.ومؤسسة الأعمال من أجل العمل الدبلوماسي هي فريق عمل من القطاع الخاص لا يتوخى الربح. وتستقطب المؤسسة مجموعة شركات للأعمال الأميركية لتعزيز التعاون والاحترام والتفاهم المتبادل عبر الحواجز الثقافية والقومية. وقد عملت بصورة سلسة مع وزارة الخارجية في إنتاج هذا الفيلم، حسب قول غويتارد، الذي أضاف أن الفيلم "كان شيئا بمقدورنا الإسهام فيه لمهمة الوزارة الجارية لتعريف العالم ب"أميركا الحقيقية" التي قلما تعرف بها وسائل الإعلام أو صناعة السينما.ومن المشاهد المعروضة في الفيلم وديان هائلة ذات صخور حمراء، وتشكلات سحابية باهرة في أعلى المنظر، وأشكال من المنحوتات البراقة في ناطحات السحاب الزجاجية بنيويورك وحقول الحنطة الناضجة. ومن المشاهد ايضا منارة ذات فن معماري كلاسيكي بمنطقة نيو إنغلاند منتصبة على صخرة تعلو البحر. وهناك أيضا لقطة من الجوّ لجبل رشمور بولاية ساوث داكوتا الذي نحتت في صخوره الغرانيتية وجوه عملاقة لأربعة رؤساء أميركيين. وفي غابات ولايات ألاسكا يهرول دبّ قطبي في منطقة التندرا.وردا على السؤال في الفيلم: "من هي أميركا؟" فإن أفرادا من مختلف الأعمار والإثنيات والخلفيات ينبرون ليردوا: "أنا أميركا". وهؤلاء المواطنون الأميركيون ينحدرون من أصول افريقية وأميركية لاتينية وآسيوية وشرق أوسطية وجنوب آسيوية وأوروبية ومن الهنود الحمر. وفي عدادهم إمرأة مسلمة ترتدي الحجاب، وشخص يهودي أورثوذكسي ملتح، ومجموعة طلاب متعددة الأعراق، ورجل في كرسي المقعدين، وأمرأة صماء تستخدم لغة الإشارة وعائلة تعاني ابنتها من تشوهات خلقية وعقلية.وتختتم هذه اللقطات البشرية التي يعرضها الفيلم بعبارة "مرحبا بكم في أميركا" يتفوه بها رجل مسن من أصل هندي أحمر، هو لويس بيرإيغل من قبيلة ميسكاليرو الأباتشي. وفي حين كان البعض الذين صوّرهم الفيلم متلهفين للظهور في اللقطات وافق لويس على ذلك على مضض، استنادا لمايك بلير نائب رئيس الشركة التي صورت الفيلم الذي قال: "كان عليه أن يستشير مجلس قبيلته والحصول على موافقته أولا. إلا أنه كان مرتاحا للفكرة حالما وفق المجلس على اقتراحه."أما اللقطة الأخيرة في الفيلم، وهي لتمثال الحرية بنيويورك، فهي تعبير مجازي بصري لرسالة بلد استوعب المهاجرين واللاجئين منذ تأسيسه.وقال بلير عن ذلك: "ابتغينا صوراً مبسطة وهادئة ومؤثرة. كما أن الموسيقى المواكبة للمشاهد هي مكملة لتلك الصور. وهي كناية عن لحن معدّل لترنيمة "أميركا الجميلة" كما أن داني ليفين قام بالأداء الموسيقي وعزف غالبية الآلات. وقامت بالإنتاج الموسيقي شركة في أوستن، وأشار بلير الى أن الموسيقى "تجسد مشاعر خلابة ورقيقة.ورغم أن فيلم "أنا أميركا" يسير مباشرة على خطى فيلم قصير آخر من إنتاج ديزني يحمل العنوان "أهلا وسهلا: صور عن أميركا" والذي يعرض كذلك في السفارات والقنصليات الأميركية، فإن هناك اختلافات ملموسة بينهما. والفيلمان هبتان للحكومة الأميركية لكن الفيلم "أنا أميركا" يتدرج بوتيرة أبطأ ويخلف لدى المرء إحساسا بالطمأنينة. أما فيلم ديزني فيتسم بقدر أكبر من الغزارة والحيوية. وعلق غويتارد بالقول: اذا ساعد فيلم "أنا أميركا" الولاياتالمتحدة على "إظهار وجهها المضياف الى العالم" فسيكون قد حقق هدفه.ثم خلص إلى القول: "الناس يتوجهون الى حيثما يدعون. ونحن بهذا الفيلم نقول للناس إن الولاياتالمتحدة ترحب بهم بكل حرارة."كما سيكون بمقدور القادمين الى الولاياتالمتحدة من الخارج قريبا ان يشاهدوا في مطارين رئيسيين فيلما قصيرا يعرض نبذة مفعمة بالحيوية عن الولاياتالمتحدة والشعب الأميركي.وقال مخرج الفيلم فيديريكو تيو، الذي هاجر الى الولاياتالمتحدة من كوبا حين كان طفلا، عن عمله هذا: "قدّرنا أنه سيكون ظريفا ان يستقبل الزوار القادمون الى البلد بصور خلابة تلهمهم إلى استكشاف أميركا".والفيلم، وهو بعنوان "مرحبا: صور من أميركا"، انتجته مؤسسة "متنزهات ومنتجعات وولت ديزني" وقدمته هدية لوزارتي الخارجية والأمن الوطني الأميركيتين. وابتداء من يوم الثلاثاء، 23/10، سيعرض الفيلم، وهو بطول سبع دقائق، على شاشات في مطار دالاس الدولي بالقرب من العاصمة واشنطن، ومطار بوش إنتركونتنتال في هيوستن، تكساس، الى جانب القنصليات الأميركية في العالم أجمع. وفي غضون بضعة شهور يمكن أن يكون الفيلم متاحا في على متن الكثير من طائرات الرحلات الجوية الدولية المتجهة الى الولاياتالمتحدة.والغرض من الفيلم هو مساعدة الزوار على تذوق المشاهد الطبيعية المختلفة بصورة مدهشة والسكان المتنوعّين للولايات المتحدة. وقال انه وأفراد الفريق الذي صوّر الفيلم قاموا برحلتهم الخاصة للاستكشاف وجالوا على البلاد في غضون 35 يوما مفتشين عن مواقع وأماكن ووجوه مثيرة للاهتمام لوضعها في الفيلم.وقال تيو ان "جمال الولاياتالمتحدة كان نقطة انطلاق لنا. وأميركا كونها بلدا شاسعا لا تزال لديه الكثير من المساحات المكشوفة وهي توفر مواقع استكشاف للزوار المعتادين على مناظر تنحصر في مناطق عمرانية. ونحن استخدمنا التصوير الجوي لنقل مشاهد على نطاق ضخم لمتنزهات وطنية مثل متنزه غراند كانيون بولاية أريزونا و"مونيومنت فالي" على حدود ولايتي يوتا وأريزونا الذي استخدم كمكان لتصوير العديد من أفلام رعاة البقر "الوسترن" الأميركية.وأضاف تيو: "كنا نسعى لصور معبرة بقوة ونحن أردنا ان نلتقط لا عظمة المناظر الطبيعية فقط بل الإثارة في مدننا كذلك."وفي أحد المشاهد ينتصب برج "إبرة الفضاء" الشهير بمدينة سياتل الذي شيد كعمل هندسي معماري ذي خيال جامح، بمناسبة افتتاح المعرض الدولي في عام 1962، وسط ناطحات سحاب وهو مضاء في السماء المعتمة للمدينة. ويشمل الفيلم مشهدا تذكاريا لبناية كرايسلر وهي احدى ناطحات السحاب بمدينة نيويورك التي تمثل فن آرت ديكو والتي يعلوها برج مسلّح بالفولاذ غيرالقابل للصدأ.ويعرض الفيلم كذلك خليطا انتقائيا من الناس—فمن مزارعي الغرب الأوسط، وأطفال السكان الأصليين، وموسيقي متجول، وممارس لرياضة ركوب الأمواج، الى ممرضة مستشفى تحمل طفلا وليدا، ومزارع يمتطي جوادا، ومحتفلين بمهرجان "ماردي غرا" بنيو أورلينز، وراقصة بمدينة لاس فيغاس، ومنتحل لشخصية الفيس بريسلي، وكثيرين غيرهم.وأشار تيو الى ان الأفراد الذين التقاهم أثناء تصويره الفيلم غالبا ما كانوا رائعين بنفس روعة المناظر الطبيعية. وفي أغلب الأحيان كانوا مرحبين بفكرة الظهور في الفيلم "رغم ان البعض اقتضى منه إقناعا بسيطا."واستذكر تيو ان شخصين ظهرا في الفيلم استأثرا باهتمامه لانهم جسدّا حلم المهاجرين بتحقيق النجاح في أميركا وكان احدهم رافاييل رودريغيز المولود في المكسيك، والذي يشاهد وهو يعاين العنب في كرم بكاليفورنا. وهو "هاجر الى هذه البلاد وعمل في نفس قطعة الأرض ببلدة نابا، كاليفورنيا، على مدى سنوات،" استنادا لتيو.اما الشخص الآخر فهو سالفا دوت، احد "الصبية المفقودين" من جنوب السودان الذي يظهر واقفا امام بيت ويحيط به مهاجرون سودانيون. وقد فرّ دوت من وطنه الذي مزقته الحرب وهو في سن الحادية عشرة وجاء الى الولاياتالمتحدة برعاية جماعة كنسية في أميركا. وقد أسّس دوت، البالغ 31 عاما والذي حصل على الجنسية الأميركية، منظمة تدعى "الماء للسودان" تقوم بحفر آبار مياه نقية للناس في مسقط رأسه. ويرجع دوت الفضل في ذلك الى تحصيله العلمي في الولاياتالمتحدة فقد درس علم المياه، بعد مجيئه الى الولاياتالمتحدة، كما أفاد المخرج تيو.وقد هاجر تيو من كوبا في سن الثالثة وقال ان حفل منحه الجنسية اتسم بأهمية بالغة اذ قال: "أنا أصبحت مواطنا في سن 17 وكان ينتباني شعور قوي بالوطنية."وقد ساهم تجواله في طول وعرض البلاد لتصوير فيلم "صور من أميركا" في إعادة إحياء وطنيته، كما ذكر، مضيفا: "لقد جلنا البلاد بالعربات مسافة 14888 ميلا او حوالي 24 الف كيلومتر. وما استرعى انتباهي هو الناس الذين التقيناهم في طول البلاد. ونهدف من خلال صور الفيلم هذه إلى التقاط النواحي غير العادية والاستثنائية للناس العاديين."وينوي تيو اصطحاب زوجته وأولاده في نسخة مختصرة للرحلة البرية الماراثونية التي قام بها مع فريق التصوير وذلك لاختبار نفس الشعور بالروعة والخشوع الذي أحس به. واعتبر تيو انه اذا شاهد الزوار من الخارج هذا الفيلم وشعروا بدوافع لاكتشاف أميركا بأنفسهم فان المشروع الذي نفذّه سيحكم عليه بالنجاح.وقال تيو: "آمل أنه حينما يقرّر الناس القدوم الى أميركا سيكونون سعداء بأن يحضروا الى هنا. وإنهاء إجراءات الجمارك في المطارات قد يكون مرهقا لكن مشاهدة الزوار لهذه المشاهد ربما سيجعل هذه العملية أكثر استساغة. كما أن هناك الكثير من التنوع في الولاياتالمتحدة—من عظمة وبهاء الوديان الى حيوية المدن. ويكون بمقدور المرء ان يختار من تلك القائمة حينما يأتي الى هنا."شاهد فيلم أنا أميركا ( http://stream.state.gov/streamvol/libmedia/usinfo/470/video/IamAmerica_forinternet _NEW.wmv ) على موقع يو إس إنفو.