تحية الاحترام والتقدير، وبعد في الوقت الذي وصل فيه الشعب الإسباني إلى مراحل متقدمة في صيرورة مراجعة ماضيه الحقوقي والسياسي, عبر الكشف عن ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي جرت إبان المرحلة الديكتاتورية الفرنكاوية, مما يشكل في حد ذاته مدخلا لتعميق هذه المراجعة لتشمل كل الحقبة الاستعمارية التي وسمت العلاقة بين إسبانيا والمغرب. فوجئنا في اللجنة التحضيرية للمنتدى المغربي الإسباني للذاكرة المشتركة والمستقبل – وهو المنتدى الدي نحاول نحن الحقوقيين المغاربة بمعية بعض أفراد شعبكم المدافعين عن قيم العدالة والمساواة تأسيسه من أجل الاشتغال علي جرائم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التى مارستها دولتكم إبان الفترة الاستعمارية في حق المغرب والمغاربة من قبيل سحق الريف بالغازات السامة وتجييش الآلف من المغاربة لحوض الحرب الأهلية الأسبانية قسرا والاستمرار في احتلالكم لمدينتي سبتة ومليلية ناهيكم عما ما ترتب عن تواجدكم الاستعماري بالمغرب من دين تاريخي تجاهنا - ، فوجئنا كما فوجئ كل المغاربة وعلى رأسهم كافة الحقوقيات والحقوقيين والديمقراطيات والديمقراطيين بزيارتكم لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. اللتين تعتبران من بين أقدم وأخر المستعمرات في العالم . جلالة الملك, في الوقت الدي كنا ننتظر أن يمتد قرار الحكومة الإسبانية القاضي بمراجعة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان, التي اقترفت ضد الشعب الإسباني في المرحلة ما قبل قيام الديمقراطية, إلى الإقرار بالجرائم التي ارتكبت, في الفترة الاستعمارية ضد الشعب المغربي وانطلاق مسلسل البحث عن صيغ معالجة الضرر الفردي والجماعي الناجم عنها . في هدا الوقت تأتي زيارتكم لتنسف كل هده الانتظارات وتعرقل مجهودات الحقوقيين والديمقراطيين الدين يعملون, في كل من إسبانيا والمغرب وفي بلدان العالم,لانتصار قيم العدالة والسلم والحرية والديمقراطية, وهي القيم الكفيلة بترسيخ حسن الجوار وبخدمة المصير المشترك ما بين كل من الشعب الإسباني والمغربي. جلالة الملك, إننا في اللجنة التحضيرية للمنتدى المغربي الإسباني للذاكرة المشتركة والمستقبل كنا نأمل فيكم, أنتم الذين سموتم بموقعكم البعيد عن كل الاعتبارات الظرفية والحسابات الضيقة وشكلتم, بحنكتكم تلك, الجسر الذي مكن بلدكم من الانتقال السلمي والحضاري من الديكتاتورية إلى الديمقراطية, أن تلعبوا نفس الدور بخصوص إزالة رواسب الحقبة الاستعمارية والمساهمة في بناء المستقبل الدي يليق بكل من الشعب الإسباني والمغربي ومصيرهما المشترك. لكل هده الاعتبارات نعبر لكم, يا جلالة الملك، وبكل ما يفرضه واجب الاحترام والتقدير, عن خيبتنا لزيارتكم التي لا مبرر لها. جلالة الملك, أرجو أن تتقبلوا صادق الاحتجاج و وصادق و عميق الاحترام والتقدير لشخص جلالتكم.عبد السلام بوطيبمنسق اللجنة التحضيرية للمنتدى المغربي الإسباني للذاكرة المشتركة والمستقبل.reseau al-amal mem