عرفت الندوة العلمية التي نظمها نادي الصحافة بأسفي بشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط حول موضوع "البيئة بأسفي" [مفاهيم واقع وآفاق] التي أطرها بعض الأساتذة الباحثين مساء الجمعة 24 مارس 2006 بقاعة السينما أطلانتيد [ تابعة للفوسفاط] حضورا مميزا للفوسفاطيين العاملين بمغرب فوسفور أسفي حيث تمحورت مداخلة بعض ممثلي العمال والأطر النقابية كما يلي : ملاحظات حول العرض : إيجابية المبادرة التي أتاحت لهم الفرصة للوقوف عند عدة مفاهيم ومعطيات حول موضوع البيئة اعتبارا منهم أن الإعلام يشكل رابع قوة في بناء أسس المجتمع وأحد العوامل الأساسية لكل سياسة تهدف إلى المحافظة على البيئة حيث يعرف بالتدبير العقلاني للبيئة ويكشف كذلك عن حجم الأخطار الناتجة عن عدم التوازن البيئي مما يهدد الإنسان والنبات والحيوان والأرض والهواء . وقد تساءل بعض المتدخلين عن أسباب عدم إشراك ممثلي الجمعيات المحلية المهتمة بالبيئة لإسماع صوت المجتمع المدني وأسباب غياب عدة قطاعات مصنعة لها مسؤولية في التلوث البيئي بأسفي وكذلك غياب هيأة الأطباء لتوضيح الواقع الصحي بالمدينة وانعكاسات التلوث البيئي بأسفي وكذلك غياب نواب الإقليم والمنتخبين ممثلي الساكنة ، حيث كان من المفروض أن يحتلوا الصفوف الأمامية لمناقشة موضوع البيئة كقضية محلية ووطنية ودولية ،وبالمناسبة أيضا عبر المتدخلون عن مدى حاجة ساكنة أسفي إلى كل المنابر الإعلامية المحلية لدعم قضاياهم في كل المجالات. لقد تمحورت جل مداخلات الفوسفاطيين حول مدى قدرات الدول العالم الثالث منها المتواجدة على حافة الفقر أو في طريق النمو في الالتزام بالاتفاقيات الدولية في مجال البيئة ، إذ لا مجال للمقارنة مع الدول العظمى المصنعة ذات القدرة لانجاز الدراسات والمشاريع الكبرى للمحافظة على بيئتها ، الشيء الذي يستدعي نهج التدرج والبعد المستقبلي من طرف الدول الغير المؤهلة : اقتصاديا : سياسيا واجتماعيا.لقد شكلت المناسبة العلمية فرصة تساءل الفوسفاطيون عن مدى اهتمام القطاع التربوي والعلمي في زرع الثقافة البيئية وذلك بتدريس تخصص البيئة كمهنة لتخريج اطر عليا تدخل عالم الشغل لممارسة المهنة على غرار باقي التخصصات التقنية المزاولة داخل المؤسسات الإنتاجية للتخفيف من أزمة البطالة .وعند تداولهم الواقع البيئي بأسفي، طرح المتدخلون ضرورة تحيين النتائج والدراسات والبحوث في مجال البيئة بأسفي، خصوصا منها مضامين تقرير المرصد الوطني للبيئة سنة 2001 من خلال دراسة تمت ما بين سنة 1996 و 1997 حيث أسفرت عن النتائج التالية :- وجود علاقة ترابطية بين مجموع أمراض الجهاز التنفسي ونسبة المواد العالقة - وجود علاقة ما بين مرض الجهاز التنفسي ودرجة التلوث .لقد استحب الفوسفاطيون لو تم تعزيز العروض بنتائج مقاييس نسبة التلوث البيئي الصادرة عن بعض المؤسسات [مثال LPEE ] لتحديد النسبة من اجل الاستدلال لتشخيص مستوى التلوث بأسفي.ومن أجل التوضيح تساءل المتدخلون الفوسفاطيون حول إمكانية تجاوز المواقف المتضاربة داخل الرأي العام والمهتمين بالشأن البيئي، خصوصا عندما يطرح السؤال : أسفي مدينة ملوثة حقيقة أم إشاعة ؟ حيث تتضارب المواقف ما بين :1- الطرف الداعم لتقوية الجانب الإيجابي والاقتصادي والسياحي والاستثماري غالبا ما تشكله الدولة والمشغل [قطاع الفوسفاط وباقي المؤسسات المنتجة بالإقليم] 2- الطرف المطالب بتخفيض نسبة التلوث و الذي يستنكر انعكاساته الصحية على الساكنة. 3- الطرف المقتنع بما هو إيجابي وما تشكله المنشآت الاقتصادية من إيجابيات في إطار التنمية الاجتماعية بأسفي وضرورة التخفيض من نسبة التلوث والعناية بصحة الساكنة.هذا وقد استدل الفوسفاطيون من خلال مداخلاتهم بعدة قوانين : 3/11 ، 3/12 ،3/13 الصادرة بتاريخ 12/05/2003 التي انضافت إلى عدة تشريعات في مجال المحافظة على البيئة ، جب تفعيلها على أرض الواقع لطرح السؤال : ما هي نسبة التلوث التي يحدثها كل قطاع ومؤسسة؟ وما هي خطورتها على الساكنة سواء نتيجة التلوث البيئي الحضاري أو الصناعي إذ يبقى التلوث البيئي بمدينة أسفي حقيقة لا جدال فيها.حول عرض مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أبان الفوسفاطيون المتدخلون خلال الندوة مدى اهتماماتهم بالموضوع كشغيلة تعيش وتعمل عن قرب داخل المركبات الكيماوية وسط الغازات السامة، حيث لا يمكن تحريف حقيقة تسرب الغازات من الوحدات الإنتاجية المتقادمة ومخلفاتها السلبية على صحة العمال . وفي تحليلهم للعرض الذي قدمه ممثل القطاع [مهندس] أعلن المتدخلون أن بعض المعطيات ليست موضوع الندوة، ولا تخضع للمنطق : كالترقية والأنشطة الرياضية والثقافية لفائدة الأطفال في ظل حرمان أبناء العمال من ذلك بمنطقة الصويرية القديمة على سبيل المثال . وقد أشار المتدخلون على أن العرض الفوسفاطي غلب عليه الطابع الإشهاري مقارنة مع واقعهم المعاش و ارتباطا منهم بمصالح الشغيلة والحفاظ على سمعة المؤسسة وهم يشكلون مقدمة الصفوف للحفاظ على مكانتها الاجتماعية والاقتصادية بآسفى لتبقى رائدة في عالم الإنتاجية في ظل التنافسية العالمية القوية.عموما لقد خلفت مبادرة نادي الصحافة الوطنية بآسفي ارتياحا بين أوساط الفوسفاطيين حيث شكلت مناسبة تواصلية يستنتج من خلال العروض التي تقدم بها الأساتذة الأجلاء أن الميدان العلمي في المجال البيئي يلزم الجميع النفس الطويل وذلك لتعدد مواضعه وان القوانين المعمول بها تخضع لمنطق التحكم في اقتصاد الآخرين في ظل الحرب الاقتصادية العالمية التنافسية. إذ تبقى بلادنا في أمس الحاجة إلى المزيد من المعرفة التقنية في المجال البيئي والإدماج التكنولوجي المتطور، مع ضرورة إحداث مكاتب لقياس التلوث على الصعيد المحلي واعتماد البحث العلمي لتداول كل الملفات العالقة بالتلوث البيئي مع تحفيز وتشجيع كل مصنع يحافظ على البيئة مع تفعيل آليات التواصل بآسفي لتدارس عدة قضايا تخدم مصلحة الساكنة والتنمية المحلية.بعض التوصيات تقدم بها الفوسفاطيون :- الارتقاء بمستوى الوعي البيئي بين السكان من خلال برامج ثقافية وإعلامية.2- خلق حالة من الانسجام والتعاون المشترك وتبادل الخبرات بين الأقاليم الوطنية والبلدان المجاورة وتفعيل جسور التعاون التقني .3- إنشاء أو إحداث فضاء للنقاش والتواصل حول ملف التلوث البيئي مع إشراك كل الفعاليات والمهتمين والمجتمع المدني.4- تدوين الندوة عبر أقراص مدمجة وتوزيعها لفائدة المهتمين.5- إحداث نشرة داخلية من طرف نادي الصحافة الوطنية بأسفي حول الندوة مرفقة ببعض التدخلات التي تقدم بها المشاركون .ممثلو العمال والأطر .