يتضح ، في هذا الكتاب، كم هي قاسية ومظلمة ومهلكة السجون التي نعيش فيها في العالم العربي ، والتي نطلق عليها - جزافا - أوطانا ، وهو ما نسمعه ، جزئيا وعلى استحياء ، من بعض المسؤولين أحيانا وعفويا ، فحنيف حسن ، وزير التربية والتعليم الاماراتي ، يقول – بصراحة لتلفزيون (العربية)(2007/1/18) ، بأن مدارس بلاده أصبحت " سجونا منفرة" ، ولو كان لدى المسؤولين العرب الآخرين الشجاعة الكافية لاعترفوا بأن العالم العربي كله ، وليس مدارسه فقط قد أصبح سجونا بلا قضبان، من خلال قضبان السياسة الغليظة والمحكمة ، ومن خلال قضبان الاسلامويين ، وظهور تأثير اسلام الفقهاء الذين يكيلون بعدة مكاييل وليس بمكيالين فقط ، خاصة فيما يتعلق بقضية مهمة وشاغلة هي قضية الارهاب ، ومن خلال سجون المثقفين المعنوية المتمثلة بمحن المفكرين الليبراليين مع الفكر الديني ، ومع الارهاب الذي هددهم بالقتل اذا لم يكفوا عن التفكير والكتابة ...