[email protected] حوار مطول مع الشاعرة والمناضلة الأمازيغية مليكة مزانس : باعتبارك مشاركة في المهرجان العالمي الأول للشعر بفرنسا والذي انتدبتك المؤسستان المنظمتان له كممثلة للعالم الأمازيغي (= بلاد تامازغا ) ما هي آخر المستجدات ؟ج : آخر المستجدات أن المهرجان تم تنظيمه فعلاً كما انطلقت أنشطته في الوقت المحدد ، لكن وحسب علمي ، من دون أي مشاركة أمازيغية تذكر بما في ذلك مشاركتي شخصياً ، تلك المشاركة التي رفضتها في آخر لحظة لأنها لم تكن لتشرفني لا أنا شخصياً ولا ثقافتنا الأصيلة ولا قضيتنا العادلة . سبب ذلك يعود لكثير من العراقيل التي حالت دون مشاركة الأمازيغ منها تعامل كل الذين يدعون الغيرة على الثقافة الأمازيغية وفي كل أنحاء تامازغا بكثير من اللامبالاة ، إما على أساس أن المشاركة ودعمها لا يعنيهم بصفة خاصة ( المؤتمر العالمي الأمازيغي ) ، أو أنهم ليس من عادتهم دعم أي مشاركة لأي كان وفي أي مهرجان ( مركز طارق بن زياد ) ، أو على أساس عجزهم عن تقديم أي دعم مادي لهذه المشاركة ( الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي) ، أو فقط على أساس أن شاعرة في مثل التزام مليكة مزان هي من انتدبت لتمثيل ، ليس فقط الثقافة الأمازيغية بل لتمثيل عالم أمازيغي لا يهمهم في شيء أن يكون أو لا يكون ( الشبكة الأمازيغية للمواطنة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والذي بذلت كل ما أستطيع من أجل دفعه إلى دعم هذه المشاركة لكن من دون جدوى ! ) . بالإضافة إلى غياب أي دعم من طرف المهتمين بالشأن الثقافي الأمازيغي هناك مستجدات هي ما دفعني شخصيا إلى التراجع عن أي مشاركة وتتعلق بتذبذب موقف مدير المهرجان نفسه من القضية الأمازيغية ، تلك القضية التي كنت أنوي استغلال مناسبة المؤتمر ( الذي كان مقرراً عقده على هامش المهرجان برعاية من منظمة اليونيسكو ) لطرحها ، وهو الهدف الذي اتفقت عليه منذ البدء مع مدير المهرجان ؛ لكن هذا الأخير صار يتنصل من الوفاء بوعده تدريجياً حتى بلغ به الأمر قبل أسبوع فقط من انطلاق فعاليات المهرجان أن يقترح على الشاعر والمناضل الأمازيغي الأبي الأستاذ علي خداوي بأن يكون الناطق الرسمي ل (( العالم العربي )) في المؤتمر المذكور !!! مما أثار حفيظة الأستاذ علي خداوي وجعله يقرر بدوره عدم المشاركة . لقد خرجت من كل محاولاتي ضمان المشاركة الأمازيغية المشرفة لنا في مهرجان من هذا الوزن بكثير من السخط ، أولاً على كل الذين يدعون الغيرة على وجودنا الأمازيغي في كل أبعاده ، وثانياً على مدير المهرجان نفسه الذي أخلف وعده . كما خلصت من كل ذلك إلى أن قضية لا تجد لها من الرجال من يحمل أمانتها بما ينبغي من الصدق والوفاء ، ومن الشجاعة والاستعداد للتضحية من أجلها بكل شيء لا يمكن لها أن تحقق مطالبها مهما بلغت قوة عدالتها . س : حين يرفض المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية دعم شعراء ومبدعين أمازيغ من الريف والأطلس المتوسط للمشاركة في مهرجان من هذا الوزن ألا يحق لنا القول بأن المعهد مجرد لوبي سوسي أناني براگماتي ليس إلا ... ؟!ج : ليس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بكل هذه الشفافية ، أو لنقل بكل هذه الشجاعة ليرفض دعم مبدعين من الريف والأطلس رفضاً صريحاً ولمجرد الرفض . ذاك أن المعهد رفض الاستجابة لطلب دعم قدمته مليكة مزان لصالح شعراء من مختلف جهات المغرب ، وليس فقط من جهتي الريف والأطلس المتوسط ؛ ولعل سبب الرفض هو أن مليكة مزان لا غيرها هي من تقدمتْ بذاك الطلب !لقد اتضح أن المعهد برفضه ذاك إنما كان فقط ينتقم من ردي القوي ( ذات ندوة نظمت بالمعهد العالي للقضاء بالرباط صيف 2005 ) على تجاهل عميده لرسالة شكوى كنت رفعتها إليه في حق اثنين من باحثي المعهد ، ولم تكن لتسعف هذا العميد أي شجاعة تذكر لينصف امرأة أمازيغية مناضلة مثلي مما لحقها بين جدران مؤسسته ( الوقورة !!! ) من تحرش جنسي وعنف جسدي . من أجل تفعيل انتقامه ذاك كان المعهد يجد دائماً مبررات لرفض أي طلب أتقدم به لدعم مشاركة شعرائنا الأمازيغ ، مبررات تفهمتها في البدء ، لكن ما كان لي أن أتفهمها أبداً حين أرسل مدير المهرجان نفسه برسالة إلى السيد العميد يدعوه فيها إلى شراكة فعلية في تنظيم المهرجان إلى جانب كل من مؤسسة شعراء في باريس وبلدية باريس ومنظمة اليونيسكو ، مع ضمان وضع شعار ورمز المعهد في كل الملصقات والإعلانات المتعلقة بالمهرجان . إني بعد تجربتين لي مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كامرأة أمازيغية أولاً وكشاعرة ملتزمة ثانياً ، وفي شخص أكبر الفاعلين به ( بل وفي شخص أفراد آخرين يتحكمون في قراراته عن بعد ) يمكنني أن أقول لكل الأمازيغ أن عليهم مع هذا المعهد ( ومنذ أن آلت رئاسته إلى عميده الحالي السيد أحمد بوكوس وإدارة شؤونه إلى الجوقة السوسية التي تعزف معه مكر التلاعب بالكرامة الأمازيغية برئاسة مايسترو الخفاء ، ذاك الغني عن كل تعريف ) أن عليهم أن يتأكدوا من حقيقة مؤسفة مفادها أنهم إن كانوا قد أفلتوا يوماً ما من القبضات القوية التي كانت تمتص دماءهم فما ذلك إلا لتشد على أعناقهم قبضات أخرى من ذوي القربى أشد خبثا وفتكاَ !!!س : علمنا من مصادر موثوقة أن القنصليات الفرنسية بالمغرب رفضت منح التأشيرة للشعراء المدعوين إلى فرنسا . كيف تعتبرين هذا المنع اللاقانوني والذي هو في تناقض كلي مع شعار المهرجان الذي هو السلام والتعايش والتآخي ؟ج : فعلاً لم يتمكن الشعراء الذين توصلوا بدعوات المشاركة من الحصول على تأشيرة الدخول إلى فرنسا رغم أنهم كانوا مستعدين لكل تضحية من أجل إسماع صوت شعرنا الأمازيغي الأصيل بين فضاءات باريس التاريخية والحضارية ، ووسط جمهور واسع كان سيحضر من مختلف أنحاء العالم ومن مختلف الثقافات . يعود ذلك إلى ما صارت تتخذه الحكومة الفرنسية الجديدة من تدابير صارمة للحد من الهجرة نحو أراضيها ؛ وأرى أن من حق فرنسا أن تتبع من التدابير ما يحميها من تبعات كل سياسة فاشلة متبعة لدينا ، سياسة تقفز على حاجياتنا الحقيقية الأساسية لتجعلنا دائماً مصدر إزعاج وخوف بالنسبة لغيرنا .أما التناقض بين هذه التدابير وشعارات المهرجان فهو تناقض قائم وواضح ، ويعود إلى واقعية كل رجل سياسة فرنسي ، وإحساسه بالمسؤولية الضخمة إزاء مصالح بلده الخاصة ، هذه الواقعية أمر ضروري لاشتغال الحكومة في انسجام تام مع إرادة الشعب الفرنسي واختياراته ، ولم يكن بوسع شاعر حالم مثل السيد إيفان تيتيلبوم ، مدير المهرجان ، أن يفعل إزاءها أي شيء ليكفي نخبنا المثقفة شر تجرع هذا النوع من الذل كلما أرادت أن تمارس حقها في التنقل من أجل أي تواصل ثقافي مع نخب الحضارات الأخرى ، حضارات قد أثبت أنها أكثر احتراماً وإكراماً لإنسانية أبنائها من كل حضارة مزعومة لدينا .س : مليكة مزان اسم بارز في أوساط الحركة الثقافية الأمازيغية بل ومشرف للقضية الأمازيغية ... لكن ما يلاحظ على كل كتاباتك أنك صريحة فيها وجريئة وصارمة وواقعية وعنيدة ... ألا يؤرق هذا التميز الكتابي النوعي بعض أوساطك العائلية بفهمه الخاطئ لقناعتك المبدئية المرتبطة بقضية عادلة كالقضية الأمازيغية وعلى اعتبار أن مجال المرأة حسب هذا الفهم هو البيت والمطبخ لا غير ؟ ج : كتاباتي ( بما فيها من جرأة وعناد متعمدين ) نابعة من رفضي الخاص لقدرنا الأمازيغي هذا المر ، ومن غيظي إزاء هذا الإحساس الدائم بالعجز عن اجتثاثه من جذوره واستبداله بأي ما قدر آخر . ولأني أرْجع هذا القدر وكل عجز عن الانتصار عليه إلى منظومة فكرية وسلوكية متحكمة فينا فقد ارتأيت الحاجة الماسة إلى كتابات جريئة تنسف سلبيات هذه المنظومة لتصير أكثر عقلانية ، أي أكثر إنسانية ، أي أقوى قطعاً مع كل تصور رجعي متخلف للعالم والناس والأشياء والعلاقات لتعانق أفاقاً أخرى من شأنها أن تنتصر للإنسان وحده ضداً على كل الإيديولوجيات القاتلة . لهذه الغاية جاءت كتاباتي ( الشعرية منها والنثرية ) إبداعاً أصيلاً جريئاً ومشروعاً إنسانياً نبيلاً ، أردت أن أثبت به أن بإمكان المرأة الأمازيغية استردادُ مجد الريادة حين يتعلق الأمر بضرورة الانتصار للعقلانية وللعلمانية ولكل حرية وكرامة ، كرامة الإنسان قبل كرامة أي مقدس وكيفما كان ، الانتصار لكل ذلك بما تعودت المرأة الأمازيغية استنباته من مخالب الرفض والإباء ، مخالب نابعة من جراح الأرض والأمة ، مخالب ترعاها وتشحذها حسرات الموتى والشهداء ، وأوجاع المقهورين من الأحياء . ويصعب على القارئ الأمازيغي أن يتصور أنواع العنف والضغط التي أذهب ضحيتها في وسطي الأسري والعائلي بهدف إقناعي بالتراجع عن مواقفي وتصريحاتي ومختلف كتاباتي ، وكل ذلك بسبب هذا التخوف المجاني من مشروعي الإبداعي الإنساني ، تخوف نابع من سوء فهم فظيع لروحه وغاياته . وهو تخوف لم يكن وارداً لو لم يكن هذا الوسط مجرد امتداد لأي وسط ( عربي ) إسلامي عنصري ، ذكوري رجعي ، مستنكر لكل حق من حقوقي في التفكير العقلاني ، وفي الكتابة الحرة المسئولة سواء انتصاراً لاختلافي العرقي والثقافي والجنسي ، أو دفاعاً عن أي اختيار حياتي ، واع لدي ومسئول ، يجعلني أرفض مزيداً من الاستلاب ومزيداً من الاستغلال ، وأشمئز من الاقتصار على لعب دور أي جارية أمازيغية جميلة مستلَبة ، مطيعة لأوامر ونواهي سيدها العربي المسلم الذي '' ما بين لكماتٍ من قبضتيهِ الكريمتين كل مفاتيح الجنة ، وعند ركلاتٍ من قدميهِ الشريفتين خلاص الجارية الديني والدنيوي '' !!! س : هل لمليكة مزان من كلمة أخيرة في هذا الحوار ؟ج : أحب أن أختم هنا برسالة مفتوحة أوجهها للمعهد وأمازيغ المعهد إخوتنا السوسيين القابضين على مفاتيح خزائنه ، رسالة لن تمنعني من توجيهها نصيحة الأب الروحي لكل نضال أمازيغي شريف السيد محمد شفيق حين دعاني ( خلال زيارتي له في بيته بالرباط صيف 2006 ) إلى أن أغفر دائماً لبعض الأمازيغ ما يرتكبونه من أخطاء في حق قضيتهم العادلة وحق إخوة لهم في النضال ؛ نعم لن تمنعني تلك الدعوة المتعالية الطيبة من توجيه هذه الرسالة ، رسالة لا أريد منها سوى وضع أمازيغ المعهد أمام ضمائرهم بمناسبة الحقائق الست الآتية : الحقيقة رقم 1 : أني ، في سعيي إلى التعامل مع معهدهم ، وأنا أعرف ما أعرفه من مقاطعة كثير من الأمازيغ له ، ومن استخفاف العرب العنصريين لدينا منه ومن مهمته ، لم أفعل ذلك إلا لتحقيق أربع غايات: الغاية الأولى : مصلحة شخصية غير مباشرة وأحتفظ بها لنفسي ، وقد يطلع عليها الآخرون من خلال مذكراتي التي أتمنى القدرة على مواصلة كتابتها ، لتكون عند نشرها نقمة على أشباه الرجال وأشباه المثقفين وأشباه المناضلين الذين ابتليت بهم الأمة المغربية ( من عرب وأمازيغ ) شاء قدري أن أتعامل معهم ذات يوم . الغاية الثانية : وضع المعهد في موقف حرج بهدف التأكد من صدق استعداده لأي تعاون معي يخدم الثقافة الأمازيغية ، ذلك الاستعداد الذي عبر عنه عميد المعهد نفسه في إحدى رسائله إلي ، محاولاً فقط مراوغتي لطي صفحة الصراع الذي نشأ بيني وبين اثنين من باحثيه ، وكان قد وقف فيه إلى جانب الباحثيْن . الغاية الثالثة : استغلال مناسبة المهرجان لوضع المعهد أمام محك آخر أقوى بهدف اختبار مدى إيمانه بضرورة النهوض بالأمازيغية ، ومعرفة أي نوع من النهوض ذاك الذي يريده لها ، ولأي مدى ... الغاية الرابعة : استغلال إمكانيات المعهد الضخمة لإيصال صوت شعرائنا الأمازيغ ، وبالتالي صوت قضيتنا العادلة إلى باقي أنحاء المعمور من خلال منبرين عالمين للشعر من وزن مهرجان ومؤتمر باريس ، وذلك بعد أن لمست ما لمسته من جهل كبير فظيع لكثير من الشعوب ، وكثير من المثقفين الأجانب بوجود شعبنا الأمازيغي ، فكيف بوجود ثقافة له أصيلة ، وقضية له عادلة ، كم هي في حاجة إلى تفهمهم وتضامنهم الإنساني ؟! الحقيقة رقم 2 : أن المهرجان كان فرصة طيبة فوتها المعهد على نفسه بمنتهى الغباء بدل انتهازها ولو لمجرد تجميل صورته لدى كثير من الأمازيغ الغير الراضين عنه وذلك : 1 بالتصالح مع شاعرة أمازيغية ملتزمة انتدبت من جهات أجنبية مرموقة لتمثيل ثقافتها وشعبها بأن يستجيب لطلب الدعم الذي تقدمت به وبأي شكل من أشكال الاستجابة ، لعل هذه الشاعرة الملتزمة تغفر له استخفافه السابق بها يوم كان باستطاعتها أن تنسف سمعته أمام القضاء وفي مختلف الصحف الوطنية انتقاما على الأقل لكرامتها ، غير أنها أبت أن تفعل ، احتراماً منها لرابطة الدم الأمازيغي التي ظنت أنها قائمة بينها وبين موظفيه وباحثيه .2 بإثبات لكل الذين لا يكفون عن انتقاده من الأمازيغ ، وكل الذين يراوغونه من المسئولين العرب حين يتعلق الأمر بضرورة تسهيل أدائه لمهامه ، بأنه معهد يغار فعلاً على الأمازيغية ، وأنه قادر بإرادته القوية وإمكانياته الضخمة على النهوض داخلياً بالأمازيغية ، كما هو قادر على إيصال صوت وأصالة هذه الأمازيغية إلى أبعد الأوساط الثقافية العالمية سواء في باريس أو غير باريس . الحقيقة رقم 3 : أن مليكة مزان إن كانت فشلت في إيصال الشعراء الأمازيغ إلى فضاءات باريس بسبب غياب أي دعم من المعهد ومن غير المعهد ، فإنها على الأقل حققت لأحد باحثي المعهد هو أحمد عصيد نبوءته المشئومة ، حين سخر منها في حسد وشماتة واضحين ليقول بأنها لن تكون لدى منظمي المهرجان سوى سفيرة فاشلة للأمازيغ ، وكأنه كان يدري مسبقاً بكل تلك العراقيل التي كان سيضعها معهده الموقر لإفشال مهمتها . الحقيقة رقم 4 : أن أي تعامل لمليكة مزان مع أمازيغ المعهد لم يكن ليشرفها أصلاً كمناضلة صارت لها مصداقيتها الخاصة داخل الحركة الثقافية الأمازيغية ، مناضلة منحدرة من شموخ جبالنا الأطلسية وبالضبط من جهة تادلا أزيلال المقاومة الأبية ، ذاك أنها لترفض أن تتحول على يد بعض الأمازيغ الأنذال من داخل المعهد ( ومن خارجه أيضاً ) من إنسانة ذات أخلاق عالية إلى مجرد شيخة أو عاهرة ، مع احترام مليكة مزان العظيم لكل شيخات الوطن وكل عاهرات العالم . الحقيقة رقم 5 : أن أمازيغ المعهد ( مهما أنجزوا لصالح الثقافة الأمازيغية ) لن يكونوا سوى نموذج صارخ لذلك الدهاء أو لذاك الغباء ، أو لنقل لمزيج منهما ، لكنه على كل حال مزيج قاتل اشتهر به الأمازيغ عبر تاريخهم القديم والحديث ، مزيج يفسر لنا اليوم ، كما يفسر لنا ما كان بالأمس البعيد من أسباب تمزقهم وضعفهم وسقوطهم دائماً ضحية سهلة في يد كل الذين أغرتهم خيرات تامازغا بلادهم فتناوبوا غزوها على مر العصور. الحقيقة رقم 6 : أن المعهد من خلال مواقف له هي عين السلبية والخذلان ، سواء إزاء المشاركة الأمازيغية بمهرجان باريس ، أو إزاء كثير من الأحداث المؤلمة التي لن أغفرها شخصياً لهذا الوطن والتي من وزن مأساة أنفگو ، وتعرض الطلبة الأمازيغ لمختلف أشكال ومستويات الاضطهاد والعنف في رحاب الجامعات والسجون المغربية ، وسلب أراضي الأمازيغ تحت ذرائع شتى ... وغيرها كثير فظيع ينسى ، وليس ذاك من واجباته في شيء ، أن الأمازيغية كل لا يتجزأ : فهي إن كانت ثقافة وحضارة ، فهي أيضا وقبل كل شيء أرض وتاريخ وإنسان ، وحرية وكرامة ، وعِرض وشرف ، وإباء وكبرياء !!! تلك هي رسالتي إلى المعهد وأمازيغ المعهد ( ومن خلالهم إلى كل أمازيغ تامازغا أمثالهم ) ، وتلك كذلك حقائقها الست التي أردت أن أفتح عيونه عليها ، حقائق ليس لمعهدنا ( الوقور !!! ) إلا أن يتجرعها بشجاعة/ وقاحة من يتستر على السلوكات اللاأخلاقية لبعض باحثيه الأنذال ، وأن يتدبر على ضوئها كيفية النهوض مستقبلاً بالأمازيغية هوية وثقافة وكرامة نهوضاً حقيقياً ، بدل هذا التلاعب بمشاعر ومصالح شعب عريق كريم . كما ليس على المعهد بمناسبة هذه الرسالة وحقائقها إلا أن يستحضر التاريخ العريق لأمة الأمازيغ لعله يستدرك أن امرأة أمازيغية واحدة ، غيورة صادقة ( حتى ولو كانت ساحرة أو كافرة أو عاهرة ) خير من ألف رجل أمازيغي نذل ، وأنه إن كان يصعب عليه ( بحروف بارزة ) الاعتراف بنضال امرأة أمازيغية معاصرة من وزن مليكة مزان فإن أي امرأة أمازيغية عادية ( سواء كانت معاصرة أو من غابر الأزمنة ) لتتبرأ بدورها من كل أمازيغي نذل طعن كرامة هذا الشعب بخناجر الخذلان والخبث !