فرضت السلطات الإسرائيلية حظرا على رفع الأذان في أحياء مدينة عكا الجديدة داخل أراضي 48 خلال شهر رمضان الفضيل مما أثار سخط سكانها.واحتجاجا على ذلك القرار وجه النائب عن الحركة الإسلامية في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عباس زكور رسالة عاجلة لوزير الشرطة الإسرائيلية.وتعتبر هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تتخذ فيها إسرائيل قرار حظر رفع الأذان في عكا وتبرره بحجة المحافظة على "جودة الحياة" للمواطنين اليهود في المدينة. وكان سكان المدينة المسلمون ممن يعيشون خارج أسوار مدينة عكا التاريخية، في أحياء مختلطة مع اليهود خاصة الحي المعروف باسم "فولفسون" قد منعتهم البلدية من رفع الأذان، رغم استعدادهم لوضع قيود على رفع الأذان كأن يكون بصوت معتدل ووقت المغرب، وعدا أيام السبت والأعياد اليهودية. النائب عباس زكور وخلفه برج الساعة بعكا الذي بناه السلطان عبد الحميد (الجزيرة نت)أذان وأمنوقد هددت الشرطة باعتقال كل من يخرق الحظر. وقد أبلغ قائد شرطة عكا موشيه كوهن النائب زكور ابن مدينة عكا بعدم إمكانية رفع أذان المغرب خلال شهر رمضان الفضيل في حي "فولفسون" الذي تسكنه أغلبية عربية وأقلية يهودية.وكانت عصابات مسلحة من الشبان اليهود المتدينين قد جابت شوارع المدينة وهدّدت في رمضان الماضي بإطلاق النار صوب كل من يخرق التعليمات بحظر الأذان واعتدت على مواطنين عرب ودعتهم إلى الرحيل.يشار إلى أن مدينة عكا تعد اليوم نحو60 ألف نسمة من بينهم 35% من العرب يقيم معظمهم في أحياء البلدة القديمة في ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية ولا تزال بعض مساجدها موصدة بعدما وضعت جهات إسرائيلية رسمية اليد عليها.موقف عنصريويؤدي المسلمون في البلدة القديمة صلواتهم في مسجد الجزار التاريخي وفي مساجد صغيرة أخرى فيما يمنع المسلمون في الأحياء الجديدة خارج الأسوار من بناء مساجد أو رفع الأذان من المنازل بمكبرات صوت.واتهم مدير جمعية "الياطر" للتنمية الاجتماعية سامي هواري السلطات الإسرائيلية باتخاذ موقف غير إنساني و"عنصري" يتنافى مع الحد الأدنى من حرية العبادة، ولفت إلى أن كل ما يطالب به الأهالي العرب هو رفع الأذان مرة واحدة في اليوم في شهر رمضان فقط لتيسير مواعيد الإفطار.وأشار هواري في تصريح للجزيرة نت إلى أن رئيس البلدية شمعون لانكري سبق له أن قطع وعدا بالموافقة على رفع الأذان، وأضاف "قام رئيس البلدية بمخادعتنا حيث أبدى موافقة لفظية وسرعان ما حث وزير الشرطة على إصدار قرار بمنع رفع الأذان بشكل قاطع". قائد شرطة عكا (يمين) يخبر ممثلي مسلمي المدينة بقرار منع الأذان (الجزيرة نت)سرقة الأذانوقال خير خميس سقا أحد ساكني الحي الجديد شمال عكا إن الأهالي العرب أوكلوا إليه العام الماضي مهمة تشغيل سماعات مكبرة للصوت عند رفع الأذان وقت صلاة المغرب في رمضان لعدم سماعهم الأذان من البلدة القديمة.وأشار سقا إلى أن الشرطة أنذرته مسبقا هذا العام بعدم محاولة رفع الأذان واستذكر قيامها العام الماضي بدهم منزله فور رفعه الأذان بداية رمضان. وقال إن أفراد الشرطة "سرقوا مني الأذان، بدعوى أنه يسبب إزعاجا للمواطنين اليهود".وعبر سقا عن سخطه وأشار إلى أن السبب الحقيقي لحظر الأذان يكمن في تفشي الكراهية للعرب والخوف من تنامي أعدادهم والحرص على فرض الصبغة اليهودية على مدينة عكا بمختلف أحيائها.وأضاف سقا "نحن لا ننزعج من صراخهم ورقصهم خلال الأعياد. ففي سوريا والعراق والمغرب ومصر وتونس وغيرها هناك المئات من الكنس القديمة والجديدة وهي في الحفظ والصون". المصدر موقع قناه الجزيره