يوم دخوله شهره الثاني تعرض اعتصام عمال مناجم جبل عوام المضربين لهجوم ترتب عنه نقل العامل سميح عبد الرحيم الى المستشفى. فحسب إفادة مناضلين وأنصار للكفاح العمالي من عين المكان، هاجمت جماعة من 17 فردا، يومه الجمعة 3 غشت 2007، معتصم العمال أمام معمل غسل المعدن وذلك بقيادة شخص كان سابقا من المرتزقين بالعمل النقابي، وأصبح مقاولا يتعاقد مع الشركة لانجاز أعمال لفائدتها.بدأ المعتدي بهدم الخيام التي نصبها العمال المعتصمون حاملا ساطورا (شاقور) بيده، ومهددا كل من اعترض سبيله، ولما تفادى العمال فخ الاستفزاز، جن جنونه خصوصا وانه كان يريد إشعال المواجهة بين عصابته والعمال، وأكمل طريقه نحو داخل المركز، واستقل مع باقي مرافقيه شاحنة تابعة للشركة ليجد أمامه العمال المعتصمين جالسين على الأرض وبدا في ضربهم وركلهم بشكل هستيري وأمام أنظار فرد من الدرك الملكي وآخر من القوات المساعدة، فكان أن أصيب العامل المذكور. وحضر إلى عين المكان قائد الدرك الملكي بمريرت وقائد الجماعة القروية للحمام. ان موقف المتفرج الذي أبدته عناصر الدرك والقوات المساعدة الحاضرة بمكان الاعتداء، حيث تعرض العمال للعنف من قبل جماعة قادمة لتلك الغاية بالذات لان المنجم متوقف بفعل الإضراب، مؤشر خطير على ما يمكن أن يتطور إليه الوضع بمناجم جبل عوام. فرفض إدارة الشركة أي تفاوض مع العمال، ومواصلة هؤلاء صمودهم قد يغري أعداء العمال بدفع الوضع إلى التعفن واختلاق مشاكل لصرف أنظار العمال وسكان تيغزى عن غاية نضالهم، أي هدف ترسيم العمال وإرجاع المطرودين. إن ما يجري يعيد إلى الأذهان المؤامرة الدنيئة التي تم تدبيرها بتواطؤ السلطات ضد عمال منجم ايمني الذين تعرضوا لهجوم عصابة مسخرة في ابريل 2004 انتهى بوفاة العامل البركوني، و الحكم على نقابيين بالسجن عشر سنوات لم ينقذهم منها غير التضامن العمالي.ان التصعيد الجاري ضد عمال جبل عوام يضع على كاهل مناصري النضال العمالي مهمة توسيع حملة التضامن مع المضربين، سواء بالتعريف بالمعركة، او تنظيم زيارات تضامن ودعم المعتصمين ماديا.لماذا تجويع العمال وأسرهم بينما أقلية تغتني بثروات باطن الأرض ؟ان الوضع الذي تمر منه مناجم جبل عوام مفتعل، ويستفيد منه مالكو المنجم الذين حققوا الأرباح الطائلة، ويتضرر منه العمال الذين أصبحوا محرومين من القوت وعرضة للتشريد.تفيد أحدث الأرقام الصادرة عن المجموعة الفرنسية Nord Est ان فرعها الشركة المنجمية تويسيت ساهم في النصف الأول من سنة 2007 بمبلغ 13.2 مليون يورو في رقم مبيعات المجموعة مقابل 10.5 مليون يورو في النصف الأول من العام 2006.ان تاريخ منجم جبل عوام تاريخ تعاقب أرباب العمل الذين راكموا الثروات بينما يقع العمال بشكل دوري ضحية لعمليات نقل ملكية المنجم وإعادة هيكلته. انه تاريخ اغتناء المالكين والحكم على العمال بالبؤس الدائم وبإنزالهم إلى مستوى التجويع والتشريد كلما تغير وضع المنجم او مالكه.ان ما يقاسيه العمال طيلة عقود من معاناة عدم استقرار الشغل، واضطراب حياة الأسر العمالية من جراء ذلك، أمر قابل للتفادي لو جرى تأميم المنجم ، أي ان يصبح ملكا للدولة، يشتغل به العمال مرسمين جميعا وبكامل حقوقهم. وهذا ما يتعين ان يكون هدف نضال عمال المنجم وكل سكان المنطقة. وبالنظر الى الفساد الذي طبع تسيير المقاولات العمومية يتوجب ان يكون تأميم المنجم مصحوبا برقابة عمالية على تسييره.كفى من المؤامرات واشكال القمع ضد العمالمزيدا من التضامن الملموسولنناضل من اجل تأميم مناجم جبل عوام دون تعويض ومن اجل الرقابة العمالية على تسييرها.