نجيب نصيرأولا وقبل كل شيىء شكرا جوليا بطرس (طلعتي قد المسؤولية) ، ثم أولا وقبل كل شيىء أيضا ، الإنسان إمكانية مجتمعية يمكن تفعيلها ذاتيا ومؤسساتيا، ويتحول إنتاجها كل إنتاجها لصالح المجتمع كل المجتمع .لم يكن ما قامت به جوليا بطرس من جمع ثلاثة ملايين دولار لصالح أسر الشهداء عملا استثنائيا في بنية أي مجتمع حداثي وإنما هو جزء من مسؤوليتها كإنسان ومواطن وفنان شهير، ولكنه عمل نادر بشهادة الفنانين المشهورين الذين يستطيعون جمع هذا المبلغ لمجرد ظهورهم في دعاية إعلانية لمشروب غازي أو نوع من أنواع الشامبو، ولكن ... لا مشكلة فالإناء بما فيه ينضح، لأن الفارق بين هكذا تصرف والتطنيش من قبل العدد الأكبر من الفنانين المشاهير هو أن الأول يريد لمجتمعه ولمتلقي فنه أن يكونوا متقدمين وأقوياء، أما الثاني فهو يريد أن يكون مجتمعه متخلفا كي يقوى على تسويق فنه ... وأيضا لا مشكلة. الأهم أن نعتبر ما قامت به الفنانة جوليا إشارة لمفهوم المبادرة التي تستثمر الشهرة التي يعطيها الجمهور للفنان وكأنها ثقة أو توكيل .قد نكون بحاجة إلى مبادرات موازية ودائمة ولدينا فنانين مشاهير وأهل للثقة ... فلماذا لا يبادر فنانونا لجمع تمويل لمشروع ما أي مشروع خصوصا في المجال الطبي والعلاجي، وخصوصا أيضا أن الأطباء لدينا أثبتوا مقدرة ومبادرة استنثائية من ضمن ظروفنا كعالم ثالث (تجربة مشفى الباسل لأمراض القلب)أعتقد أن هناك دعوة مفتوحة للمبادرة، ليس للمساعدة كعمل خيري تبرعي بل من أجل إرساء مفهوم المبادرة في مجتمع يتوق إلى التقدم والمنعة، واليوم ومع مبادرة جوليا الرائعة ... أقول لفنانينا (هاتوا لنشوف شو بيطلع منكن) مع ثقتي الكاملة بطيب النتائج. فالفن أولا عن آخر هو موعد مع المستقبل.سورية الغد