لقد تتبعنا بقلق واستغراب شديدين ما آل إليه واقع الحريات العامة ببلادنا في الآونة الأخيرة، إذ انطلقت موجة جديدة من الاعتقالات مست عددا كبيرا من المناضلين في مختلف مناطق المغرب ( تغجيجيت، الدارالبيضاء ، بركان ، أكادير ، القصر الكبير، بني ملال.... ). وقد تم تتويج هذه الحملة القمعية الجديدة / القديمة باعتقال المناضل القيادي الطليعي البارز الرفيق محمد بوكرين الذي لم تراع أجهزة القمع لا ظروفه الصحية الحرجة ولا تقدمه في السن ( حوالي 71 سنة ) الذي يقتضي – في دولة تحترم فيها حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا - معاملة إنسانية خاصة، وكذلك اعتقال الرفاق محمد فاضل، عباس العباسي، وإبراهيم احنصال، على إثر مشاركتهم السلمية والتضامنية يوم 5 يونيو 2007 أمام محكمة بني ملال تضامنا مع المعتقلين المتابعين في تظاهرات فاتح ماي بتهمة المس بالمقدسات. إن هذه الحملة القمعية الشرسة التي شنتها و تشنها أجهزة المخزن على مناضلينا في حزب الطليعة ومحاولة التضييق عليهم، تبين بوضوح الوقع الذي أحدثه قرار الحزب بالمشاركة النضالية في انتخابات 2007 ، وكذلك الإرباك الذي أحدثه هذا القرار في صفوف جهات متعددة، خصوصا مع الاحتضان الجماهيري لهذا الموقف والرهان عليه في فضح كل الأساليب المتبعة في تزوير إرادة الشعب المغربي.إن اختيار هذا التوقيت بالذات لشن هذه الحملة القمعية والممنهجة ضد المناضلين الحزبيين، يطرح أكثر من سؤال حول الجهات التي يخدمها بالضبط قرار اعتقال هؤلاء المناضلين ، خصوصا وأن الحزب منخرط في الاستعداد التنظيمي والجماهيري لبلورة القرار الحزبي القاضي بالمشاركة النضالية في الانتخابات لمواجهة كل أشكال تزوير الإرادة الشعبية، فضلا عن انخراطه بجدية نضالية واضحة في ترجمة كل المساعي الهادفة إلى بناء تكتل يساري حقيقي و فاعل في المجتمع بدون غوغائية شعاراتية جوفاء، ولا تفريط في المبادئ الكبرى التي سطرها شهداء الشعب المغربي ومناضلوه بأرواحهم ودمائهم وتضحياتهم، وذلك في أفق بناء مجتمع ديمقراطي ومتحرر قائم على فصل حقيقي للسلط ، مجتمع تنتفي فيه كل مظاهر القمع والاستغلال والاستبداد. إننا مناضلات ومناضلي حزب الطليعة بإقليم المحمدية ، وفي الوقت الذي نستحضر فيه كل الحيثيات المحيطة باستمرار حملات الاعتقال والتضييق ضد مناضلينا ووعينا التام بخلفياتها وأهدافها ، فإننا :•نعبر عن اعتزازنا الكبير بصمود رفاقنا وتشبتهم بالمبادئ التي ضحى من أجلها شهداء الشعب المغربي، واستعدادهم الدائم للدفاع عن مواقف الحزب.•نتوجه بتحيات التقدير لرفاقنا الذين مستهم الاعتقالات الأخيرة ببني ملال، وفي مقدمتهم الرفيق المناضل الطليعي محمد بوكرين، ونعبر عن تضامننا المطلق واللامشروط معهم ومع أسرهم ورفاقهم ورفيقاتهم في المحنة التي يمرون بها اليوم. •ندين بشدة هذا التوجه القمعي الذي طال مناضلينا و هو توجه يعصف بكل الشعارات التي ترفعها الآلة الإعلامية المخزنية، ومن يدور في فلكها، بشأن دولة الحق والقانون والمؤسسات والحداثة والعهد الجديد وطي صفحة الماضي، وغيرها من الشعارات التي تثبت الوقائع اليومية عدم مصداقيتها وهشاشتها، باعتبارها مطروحة للاستهلاك فقط ، ومجردة من أي إرادة سياسية حقيقية تهدف إلى ترجمتها على أرض الواقع. •نطالب بإطلاق سراح رفاقنا فورا وكذلك سراح باقي المعتقلين السياسيين والنقابيين الآخرين المتابعين بتهمة المس بالمقدسات في مختلف مناطق المغرب، و نشدد على ضرورة إلغاء كل المتابعات القضائية في حقهم. •نعلن عن استعدادنا لمواصلة النضال من اجل انتزاع حقوق الشعب المغربي، وفي مقدمتها الحق في التعبير وإبداء الرأي، و الحق في التظاهر والاحتجاج، والحق في الحرية وفي العيش الكريم.•نحيي نضالات الطبقة العاملة المغربية وكافة فئات الشعب المغربي المتضررة من سياسات الإقصاء الاجتماعي و الاستغلال الاقتصادي وكل أشكال النهب، ونعبر عن مساندتنا المطلقة لكل المبادرات النضالية الهادفة إلى مواجهة سياسيات تهميش فئات واسعة من الشعب المغربي والاستمرار في نهج مخططات تجويعها وتفقيرها.حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي - الكتابة الإقليمية – المحمدية - 09 يونيو 2007