متى تعي رايس أنها أستاذ في الجامعات الأمريكية ووزير. وتتوقف عن الثرثرة والعهر والكذب؟ومتى تهبنا سكوتها احتراما لشعور المثقفين والوزراء والساسة والعاملين في السلك الدبلوماسي؟ ومتى تفهم وتستوعب أن سلوكها بات أشبه بسلوك الشواذ,ولم يعد مقبولا على الإطلاق بأية حال؟ نتمنى لو تحترم نفسها على الأقل,لتفرض على الآخرين احترامها. وربما مازالت تجهل أنه حتى أرديتها من الألبسة والحلي والأحذية الفاخرة,وحتى الطائرات والعربات التي تمتطيها في حلها وترحالها, وكذلك الفنادق والقصور والأماكن التي ترتادها , وكذلك صنوف الطعام والشراب الذي تزدرده, باتوا يملونها ويضجرون منها, ويندبون حظهم التعيس الذين سخرهم لخدمة هذه الشخصية الشاذة ذات الطباع السيئة والتصرفات المزعجة والأخلاق الوضيعة, والسلوك المعوج, والتي هي سوبر ستار العداء والكراهية والدجل والحماقة والثرثرة الفارغة.ونتمنى لو أن بعض الفضائيات الفاسدة استضافوها في برامجهم الخليعة والتافهة كي يلهوها عنا فنرتاح منها.ما من إنسان عاقل على وجه الأرض إلا وبات يعرف أنه في ظل إدارة الرئيس جورج بوش الفاسدة والإرهابية والمجرمة. أن رسل ومبعوثي وموفدي الولاياتالمتحدةالأمريكية صنفان لا ثالث لهما: صنف رسمي وهو مهزوم ويائس, ممثلا بالرئيس بوش, أو نائبه ديك تشيني أو السيدة رايس أو من بعض الوزراء أو منهم في أمرتهم. يحطون رحالهم في عواصم معينة ومحددة على أن حكوماتها حليفة لهم, أو أنها من أتباعهم أومن شيعهم, أو على اعتبار أنها من ممتلكاتهم ومستعمراتهم ,أو مرابض لقواعدهم. أو لأنها متحالفة معهم في حربهم الشاذة والضالة بما تسمى الحرب على الإرهاب. ويتجنبون زيارة دمشق, أو حتى اللقاء مع الرئيس أميل لحود, أو هنية. كما يتجنب الشيطان الاقتراب ممن هداه الله لأنه غير قادر على أن يوسوس له,أو أن يضله, ولخوفه أيضا من أن يصيبه شواظ من نار يحرقه ويهلكه.وحين يتفرس المرء في وجوهم يرى معالم الهزيمة واليأس والخوف والإحباط والشرود مرتسمة على محياهم بوضوح مهما حاولوا إخفائها بضحكة أو بسمة أو عبسة عابرة.ومهمة هؤلاء توتير الأجواء, وزرع بذور الفتنة. والتحريض على الاقتتال بين الطوائف والمذاهب.وصنف آخر يضم بعض الشخصيات السياسية الشعبية, والحزبية من الجمهوريين والديمقراطيين, وبعض أعضاء الكونغرس المؤيدون لبوش, أو من المعارضين والغير راضين عن سياسات إدارة بوش وصقوره ومحافظيه. وهؤلاء يعتبرون أن دمشق يجب أن تكون قبلتهم أو وجهتهم,,أو مشمولة بكل جولاتهم وزياراتهم.لأن الحوار والنقاش معها مثمر ومفيد ومجدي, ويخدم شعبهم وباقي الشعوب وكل القضايا الإنسانية.فالتعامل والتعاون مع سوريا وقيادتها غذاء كامل.وحتى دواء لكل المشاكل المستعصية. إن سأل سائل أحد شخصيات الصنف الأول لوجدت أجوبتهم واحدة, وكأنها منسوخة صورة طبق الأصل. فمثلا إن سألت السيدة رايس من أستعمر الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ لكان جوابها سوريا. أو سألتها: على من ثار جورج واشنطن؟ لكان جوابهم على الاحتلال السوري. أو سألتها أيضا من خطف أصول أسرتها من أفريقيا وباعوهم عبيدا في العالم الجديد؟ لكان جوابها الأجهزة الأمنية السورية واللبنانية.ولو سألتها بأمر من قصف الأسطول الأمريكي وهو راسي في ميناء هاواي خلال الحرب العالمية الثانية؟ لأجابت بأمر الرئيس صدام حسين. ولو سألتها أيضا من خطط لضربة إعصار كاترينا؟ لقالت بصريح العبارة الرئيس ياسر عرفات. ولو سألتها أيضا من أغتال الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن؟ لأجابت الرئيس جمال عبد الناصر. ولو سألتها من أغتال الرئيس جون كينيدي؟ لأجابت الرئيس بشار حافظ الأسد. ولو سألتها من كان وراء الحروب الأمريكية المكسيكية ؟ لأجابت الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود.ولو سألتها سؤالا أخيرا, من قاد القوات اليابانية في الحرب العالمية الثانية ؟ لأجابت العقيد معمر القذافي. ورغم أن هذه الأجوبة تدفع بالمستمع لن يغضب ويثور وربما يفقد زمام السيطرة فيضطر لشتمها , أو صفعها على وجهها. إلا أنها تبقى أقل اشمئزازا وقرفا وغباء وتفاهة و حماقة من إجابات باقي الصقور والمحافظين الجدد المتصهينيين, لو كانوا هم من توجه المراسل بمثل هذه الأسئلة.وليتصور المرء حال ومستقبل العالم,وحاله وآفاق مستقبله, بهذه الشلة الجاهلة والغبية والحاقدة التي تتحكم بمصائر الشعوب. ولعرف لماذا كل من الحرية والديمقراطية والتنمية والإصلاح والعدالة والأمن والسلام يبكون بنحيب وتشنج وصراخ. وتنهمر من مآقيهم الدماء بدل الدموع.نقول بصريح العبارة للحيزبون غونداليزا رايس: لو أنها وطنية وشريفة ومخلصة وتحب وطنها الأمريكي لفعلت ما فعل كولن باول حين أحترم نفسه واستقال. أو فعلت ما يفعل جورج تينيت الذي يعري إدارة جورج بوش ورموزها بمذكراته القيمة, رغم منحه أرفع الأوسمة من قبل الرئيس جورج بوش. ولو أنها تحترم وتقدر نضال أبويها الشرفاء لسارعت بالاستقالة , وتعلن الندم والتوبة تتوب. وتستغفر الله عن ذنوبها التي اقترفتها بحق أبويها وأصول أسرتها والشعوب ووطنها وشعبها, بدلا من تقبيلها لفؤاد السنيورة. ولأن الحيزبون رايس جاهلة وغبية سأنصب من نفسي معلما عليها وعلى شلتها من المحافظين الجدد, ومن والاهم وتحالف معهم, أو يؤيدهم ويساندهم في عهرهم وكذبهم وجهلهم وإرهابهم وإجرامهم وعدوانهم,لعل وعسى أحررهم من أميتهم بالأخلاق والتاريخ,مذكرا ببعض الوقائع التي يجهلونها أو يتجاهلونها عن عمد وقصد:ايتها السيدة المفروضة علينا وعلى الشعب الأمريكي وزير للخارجية الأمريكية, بقرار من قرارات الرئيس جورج بوش الهمايونية والغير حكيمة والفاسدة والمتهرئة والصدئة والمعوجة. سوريا دولة تعيش بأمن وسلام وأمان وحسن جوار مع جيرانها. الذين فرضتهم عليها الجغرافيا والتاريخ وليس قوانين الاستيطان والاغتصاب الصهيونية وقوى الاستعمار والامبريالية. وحتى إن ظهرت بوادر وحوادث خلاف فيما بينها وبين بعضهم فأنها تلجأ لحله بنفسها وبقدراتها الخيرة دون مساعدة من احد. فلم تشغل يوما مجلس الأمن وباقي منظمات الأممالمتحدة, ولا حتى الجامعة العربية, بشكوى قدمتها ضد أي منهم. فهم بعض من أهلها.وأهلها سيبقون أهلها مهما كابدت منهم وعانت منهم الكثير من المواجع والغصات,فأهلها وإن جاروا عليها كرام. ومثل هذه الأمور التي تجهلينها ولا تفهمني معناها أيتها الوزيرة. وما يحدث حاليا من بين لبنان وسوريا أو بين اللبنانيين معارضة أو موالاة عارض طارئ. نجم عن فعلتك وفعلة إدارتك المجرمة والإرهابية, وفعلة حلفائكم من أمثال جعجع والحريري وفتفت وحمادة وحرب والسنيورة. و سبق أن حدث سابقا. وعان منه لبنان وسوريا الكثير. وخاصة أبان الحرب الأهلية من عام 1973 ولغاية 1976م. حين لم يدخر الواحد منهم (ممن تتحالفين معهم الآن وتبوسينهم , وتجتمعين معهم وتشيدين بهم) تهمة, أو جناية ,أو فساد تربية, وقلة أدب, وكل ما يدخره من فساد وعداء وكراهية,إلا وأستخدمه ضد سوريا وشعبها وقيادتها. ثم هرعوا جميعهم إلى سوريا لاجئين ينشدون الأمن والأمان, ويعلنون التوبة, ويطالبون سوريا التدخل لحمايتهم وحماية لبنان. الذين نجحوا في إحراقه,وعجزوا عن إطفاء نيران حرائقهم. ومن قبل وذلك خلال أحداث 1958. ثم حلت الأمور. وكان المواطنين اللبنانيين يهرعون طواعية إلى دمشق بعشرات الألوف ليستقبلوا الرئيس جمال عبد الناصر. وكذلك كانت تحدث خلافات عديدة مع الأردن ولكنها كانت تحل بأسرع مما تصورين. وكم من مرة حطت طائرة الملك حسين في دمشق رغم تأزم العلاقات لفض الخلاف, وتفتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية. وليتك تراجعين تصريحات الملك الراحل الحسين بن طلال. وكذلك كان الحال مع العراق.إلا أن الأمور سرعان ما تأخذ طريقها للحل. ولم يكن يطول التوتر والتأزم والتوتر والخلاف في أشد حالته بأكثر من عقد من الزمن. وربما لو راجعت تصريحات الرئيس صدام حسين ومعاونيه ,خلال عقد التسعينات من القرن الماضي وحتى الآن لوجدت أنهم يعتبرون أن سوريا كانت تتعامل مع العراق بموضوعية وبصلات قربى وحسن جوار.وحتى انه نسب إلى الرئيس صدام حسين وهو في الأسر أنه كان يكن الاحترام لكامل القيادة السورية, باستثناء عبد الحليم خدام. والذي ينحوا عليه باللائمة والسبب عن كل خلاف.وتلاحظين منذ احتلالكم للعراق وحتى الآن أن عملائكم يفبركون التهم ضد سوريا,ولكنهم يحنون لترضى عنهم سوريا,أو يحظوا برضاها وتأييدها ومباركتها,أو تتكرم عليهم بدعوة لزيارتها. وراجعي تصريحاتهم في أكثر من محفل ومكان خلال عدة عقود فستجدين كم هي متناقضة ومتضادة, وكم هم خدم لكم ومسيرون من قبلكم وليسوا بأحرار مخيرون. حتى بات الواحد منهم كارها من نفسه,ومن حياته.بعدما لم تتركوا للواحد منهم مثقال ذرة من شرف ,أو مثقال ذرة من ضمير ووجدان وكرامة وخلق يعتز ويفاخر فيه أمام الناس وأهله وطائفته وذويه. وسوريا بشعبها وقيادتها ورؤسائها أيتها السيدة رايس: لم تضمر أو تحمل ضغينة أو حقدا لأحد مهما بلغ الصراع مع البعض على أشده, أو مهما استفحل الخلاف وتطور. وأرضها وسمائها مفتوحين لكل الأحرار والعرب. ومائها ولقمتها وبيوتها تتقاسمها مع كل من ألمت به مصيبة,أو الم به ظلم وغبن وجور. فهي دائما تسامح وتتسامح, وتتسامى عن الأمور الصغيرة والفرعية والجانبية حتى لا تنحرف أو تحرف عن الأمور الأساسية والقضايا المصيرية. وهذه أمور عصية الفهم عليك, لأنك لا تفقهين من مفرداتها حرفا. فهي وقفت مع العراق في محنته أيام الحصار , وقبل الغزو ومن بعده. ووقفت مع الرئيس ياسر عرفات في محنته رغم وجود الخلاف. ووقفت مع لبنان ضد عدوان أولمرت رغم مواقف تيار ما يسمى بالأكثرية. وتقف مع شعب فلسطين رغم تناقض المواقف بين بعض الأطراف والقيادات والمنظمات والفصائل على الساحة الفلسطينية. وسورية حين تشارك في أي مؤتمر مهما كانت مبررات الدعوة لعقده, أو الأهداف المرسومة له, أو النتائج المعولة عليه. لا تسعى لمغنم أو مكسب شخصي,وإنما لمكسب عربي وعالمي وأنساني, ولا تفرط بأي حق من حقوقها أو حقوق غيرها. ولا تتنازل عن أي شيء يمس كرامتها أو كرامة العرب وسائر الشعوب, ولا تقامر, ولا تراهن مراهنات خاسرة تكون مضيعة للوقت. وليكن في علمكم وعلم الجميع أن الرئيس بشار الأسد محبوب من العرب والمسلمين وجميع أحرار العالم.ولأن سوريا هي من أحبطت جهود إدارتك, وتصدت لغطرستكم, ووقفت ضد عدوانكم واحتلالكم للعراق. فلم تجدوا من حيلة سوى هو مناصبة سوريا العداء صباح مساء.وتتهمينها أنت ورئيسك وباقي شلتكم الغبية والفاسدة والحمقاء بكل ما هي منه براء. وأكتفي بهذا القدر ليكون أحد دروس محو أميتكم بالقيم والتاريخ والأخلاق.لتستبينوا مدى شذوذ وانحراف وضياع وضلال وإجرام وإرهاب وعهر إدارتكم ومن تتحالفون معهم, معتبرا إياه بمثابة الدرس الأول. العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم البريد الإلكتروني: [email protected]