الفنانة ريدا بطرس هادئة بطبعها كما في إيقاعها الفني، بل في خطواتها للوصول إلى النجومية واعتلاء سلّم الشهرة. لا تخاف على مكانتها في الوسط الفني، تنطلق بخطوات مدروسة وبتأنٍ شديد، تدفعها في ذلك الثقة بنفسها وبقدراتها الفنيةالتقينا الفنانة السمراء المتميّزة بالتجدّيد الدائم، على هامش الاحتفال بصدور ألبومها الجديد «شكلك ما يطمنش» في «فرجين ميغا ستورز» في القاهرة، وهي على رغم جمالية صوتها وتمتّعها بقدرات فنية جيّدة مقارنة مع فنانات في الساحة اللبنانية، إلا أن أعمالها قليلة تصدرّ في فترات زمنية متباعدة. واعتبر البعض أن اعتزال أختها «نينا» الفن بعدما اختارت مملكة الزواج بديلاً منه، هو السبب في ذلك. أما ريدا فتقول: «أنا بطبيعتي لا أحب التسرع بل أترك أعمالي تنضج على نار هادئة، وهذا يعطيني الاطمئنان، والأمر ليس مرتبطاً بغياب أختي عن ساحة الغناء، فالتمهل يساعدني كثيراً في دقة اختيار الكلمات والألحان والتوزيع ويجعلني مقتنعة أكثر بما أقدمه من أعمال، كما علمتني التجربة أن الخطط المدروسة لا تجعل صاحبها يشعر بالندم وحول اختيار شركة «سوني» لها في ألبومها الأول من دون بقية المطربين العرب، قالت: «كنت بالفعل الفنانة الوحيدة التي اختارتها شركة سوني العالمية وخضع الاختيار لمواصفات معينة، وأعتقد بأن لجمالي ولصوتي أثراً كبيراً في القرار، وقيل إن الشركة رأت أنني أمثل الفنانة العربية بمواصفاتها الأصيلة والحديثة معاًلكن، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!. فعلى قدر سعادتها بالإختيار الذي جعلها تستثمر كل إمكاناتها لإنجازه، إلا أن الأمل الذي علّقته ريدا على مقوّمات تلك الشركة العملاقة خاب، إذ أن الشركة انسحبت من منطقة الشرق الأوسط بأكملها بعد صدور الألبوم في السوق بأقل من أسبوعينلكن ريدا بطرس الطموحة اعتبرت أن «هناك بدائل كثيرة ولن يتوقف العمل بغياب شركة والأهم أنها دفعت بي إلى الأمام بقوة، إذ إنني صورت في الألبوم الأول كليبين هما «مصطفى يا مصطفى» و»علقني على الهواء». أما الثالث الذي لم ير النور فقد كان باسم «ومالو»، لم يكتمل نتيجة لانسحاب الشركة من المنطقة قبل أن تنجز الكثير من أعمالهالكن النجاح الذي حققته ريدا من خلال الأغنيتين المصوّرتين عوض لها عن العمل الثالث الذي لم يكتمل، وظهرت فيهما بشعرها الأسود الطويل كفتاة عربية بسيطة وطبيعيةتبدو الفنانة الفاتنة واثقة تماماً مما قدّمته حتى الآن، فهي تؤكّد «أنا مقتنعة جداً بكل ما قدمت من أعمال وسعيدة بذلك وراضية كل الرضا. والمفارقة أنه على رغم غيابي لفترة عن الساحة الفنيّة، عقب انسحاب شركة «سوني»، إلا أن الطلب لإحياء الحفلات ارتفع أكثر من قبل. فعدت بقوة محمولة على رغبة الجمهور وتقبلني الوسط الفني، وتعوّد أن يراني أغنّي بمفردي بعد غياب أختي عن الساحة والذي آلمني كثيراًيحتوي ألبوم ريدا الجديد «شكلك ما يطمّنش» الذي وزع في الأسواق في الفترة الأخيرة، تسع أغنيات: «بلا بتحبني»، «كل دموع الكون»، «شكلك ما يطمنش»، «طمعتك فيا»، «بسأل حالي»، «رجع لي زماني»، «نارك من ناري»، «خد قلبي»، «ماشي يا زمن». وهي أرادت أن تجمع فيه ألواناً غنائية مختلفة، لذلك تأنّت في انتقاء الملحنين والشعراء أمثال مروان خوري، ملحم بركات، والمطرب فضل شاكر، ومن مصر خالد عز، وأمير طعيمة، ورياض الهمشري وعمرو مصطفى. أما التوزيع فيشارك فيه بلال الزين وطارق مدكور وهادي شرارةتُصرّ ريدا بطرس على متابعة أبجدية الموضة من ألفها إلى يائها، كي تكون على تماس دائم مع كل جديد. فهي تعتمد التجديد في المظهر الخارجي باستمرار، على اعتبار أن «التغيير شيء مطلوب للأفضل وبما ينسجم مع تقديم الجديد للجمهور»، وتضيف «التغيير الحالي الذي أجريته كان ضرورياً لأن اللوك القديم الذي ظهرت به في الأغاني السابقة مرت عليه فترة طويلة. والأهم أنني لا أُغيّر لمجرّد التغيير، فانتقائي يعتمد بدرجة أساسية على أن تليق الموضة الجديدة بشخصيتي وأهوائيوعما إذا كانت تفكر في الزواج والاستقرار، قالت «حلم الزواج والأسرة يراودني منذ الصغر وأحب الأطفال كثيراً وهذه نقطة ضعفي. لكنني لا أريده بالطريقة التقليدية، بل أريد الزواج القائم على الحب والتقدير والاحترام المتبادل. وأتمنى أن أرتبط بالرجل الذي يحترم عملي ويدعمني ويساندني. وفي حال حصل ذلك سأسعى الى التوفيق بين البيت الزوجي وبين عملي، فأنا