اعتبر السيدحبيب المالكي وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي تدشين الموسم السادس على التوالي من عمر إصلاح المنظومة التربوية والتعليمية , انتقالا من فكرة التأسيس للإجراءات الأولى لمسلسل الإصلاح إلى مراكمة التدابير الفعلية المتعلقة بتطبيقه وترسيخ آلياته.وقال الوزير إن انعقاد الدورة الرابعة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة الذي ترأس أشغاله اليوم الجمعة بآسفي , يعد حلقة ضمن برنامج استكمال حلقات مسلسل إصلاح المنظومةالتربويةالتعليمية مؤكدا أن الجميع مطالب أكثر من أي وقت مضى بتمثل هذه المرحلة واستحضار متطلباتها بما يخدم أسئلة ورهانات واقع المدرسة المغربية التي "أصبحت بالفعل تشكل هاجسا جماعيا وقضية تهم جميع مكونات المجتمع المغربي".وذكر في هذا الصدد بانعقاد المنتدى الوطني للإصلاح بالرباط والذي شكل محطة مهمة في سياق مساءلة واقع وآفاق المنظومة التربوية والتعليمية و"لحظة رفيعة للمكاشفة والنقاش المفتوح بمشاركة كل الفعاليات والكفاءات والطاقات الوطنية المنشغلة بسؤال المدرسة ومستقبلها المنظور من أجل استشراف آفاق جديدة لمواصلة التعبئة والاشراك الموسع على أسس التعبئة والواقعية والحس لوطني".وارتباطا بشعار الدورة الرابعة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والذي تمحور حول موضوع "الجودة في تدبير الموارد البشرية" , شدد الوزير على الأهمية التي يكتسيها تفعيل هذا المفهوم ليس فقط داخل قطاع التربية والتعليم ولكن أيضا في كل مناحي الحياة العامة بما يجعله "سلوكا يوميا بل فلسفة تؤطر كل أفعالنا سواء داخل مجالات عملنا أو في تدبير شؤون حياتنا اليومية الخاصةوتسائل السيد المالكي في هذا السياق حول إمكانية تحقيق مطلب الجودة في غياب موارد بشرية مؤهلة وقادرة على تمثل وتفعيل شروط تحقيق هذا المطلب , معتبرا أن العنصر البشري من جهة والجودة من جهة ثانية أمران متلازمانومتكاملان.ودعا بأن لا تبقى حمولة هذا الشعار "مجرد أماني نرددها فيما بيننا لاستهلاك الوقت وجبر الخواطر وتهدئة النفوس".ومن جهة أخرى أكد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي على أن ميزانية الوزارة لسنة2006 بنيت على أساس "مقاربة تعاقدية قوامها الشفافية والنجاعة والحكامة المسؤولة, كما أنها استحضرت الجانب التنافسي بين مختلف الأكاديميات في إنجاز البرامج المسطرة والأهداف المرسوموة، وأشار إلى أن الغلاف المالي الاجمالي للقطاع الذي يضم الاستثمار والتسيير برسم ميزانية2006 عرف ارتفاعا بنسبة74 ر12 بالمائة مقارنة مع ميزانية2005 , كما عرفت ميزانية الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين هذه السنة زيادة مهمة بلغت نسبتها10 ر41 في المائة مقارنة مع سنة2005 .ونوه السيد المالكي بنهج الشراكة الذي تسلكه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة وانفتاحها على مختلف الفاعلين الأمر الذي تعكسه طبيعة وعدد الشراكات التي أبرمتها مع مؤسسات وهيئات التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف والمجالس المحلية والجهوية وممثلي المجتمع المدني , داعيا إلى دعم وترسيخ وتوسيع هذا التوجهومن جهته أكد السيد محمد الغربي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة في كلمة بالمناسبة , أن مخطط عمل الأكاديمية عمل على مسايرة المتغيرات وبادر إلى مأسسة التوجهات الحكومية وتعزيز اللامركزية واللاتمركز في الممارسة التدبيرية اليومية , داعيا إلى تجاوز الممارسات الإدارية التقليدية التي تعرقل سير العمل الادراي والتربوي وتعيق تحقيق البرامج الجهوية والاقليمية والمحلية .و ثمن السيد الغربي الزيادة في الاعتمادات المخصصة للأكاديميات عل الصعيد الوطني والتي حظيت جهة دكالة عبدة في إطارها بمبلغ32 مليون درهم , خصصت لدعم عدد من الاوراش المتعلقة بالتعليم الأولي وتحسين جودة الموارد البشرية من خلال التكوين الأساسي والمستمر للأطر التربوية والإدارية وتأهيل وترميم المؤسسات لتعليمية والارتقاء بالتعليم التقني.غير انه أقر بأن الجهود التي بذلتها الأكاديمية منذ تأسيسها سنة2003 من أجل تحقيق المشاريع المسطرة لم تفلح في استغلال كل قدرات الجهة وكل كفاءاتها ولم تستطع تعبئة الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين بالقدر الكافي للارتقاء بجودة التعليم بالجهة.كما أن المجهودات التي ثم تم بذلها بالجهة , يضيف السيد الغربي, "تظل دون الطموحات والمتطلبات وتستدعي تضحيات إضافية تتماشى مع التوجهات الملكية الرامية إلى بناء بلد حضاري وديمقراطي يتحدى بكل موارده المادية والبشرية الفقر والتهميش والأمية والتخلف".وقد لامست مداخلات أعضاء المجلس الاداري خلال هذه الدورة عددا من الإكراهات التي تعترض قطاع التربية والتكوين على مستوى الجهة من بينها ضعف التجهيزات والبنيات التحتية ببعض المناطق وكذا مشكل الهدر المدرسي والخصاص المسجل في بعض الاطر التربويةوفي ختام هذه الدورة التي حضرها على الخصوص والي جهة دكالة عبدة عامل اقليمآسفي السيد العربي الصباري حسني و عامل إقليمالجديدة السيد محمد يزيد زلو ورئيس مجلس الجهة والمنتخبون, صادق أعضاء المجلس الإداري بالإجماع على مخطط عمل الأكاديمية ومشروع ميزانية سنة2006.مصطفى بنسليمان