في ظل استمرار معاناة إخواننا في فلسطينالمحتلة يتبجح مسؤول إسرائيلي بكون المغرب يستقبل ملايين السلع الإسرائيلية بصفة شبه رسمية بالرغم من إغلاق مكتبي العلاقات في كل من تل أبيب والرباط، فيما يشير أن تجدر الحركة الإسلامية في المغرب يحول دون ربط أية علاقات رسمية في المستقبل القريب بين الطرفين.وإذا كان الجميع يعرف أن المغرب قطع رسميا كل العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الصهيونية بعد انتفاضة سنة 2000 ،أسابيع قليلة بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية ، وذلك عندما قرر ملك المغرب غلق مكتب تمثيل المغرب قي تل أبيب الذي فتح سنة 1993 في غمرة التوقيع على مشروع اتفاقية أوسلو، مما حذا بالمملكة المغربية أيضا إلى طلب غلق مكتب العلاقات مع الكيان الصهيوني بالرباط. "لكن الدولة العبرية استمرت بشكل شبه رسمي في تصدير ما يقارب 12 مليون دولارا أمريكيا في السنة إلى المغرب خاصة المواد الكيماوية والأدوية ومعدات طبية، في حين يصدر المغرب إلى الكيان الصهيوني 3 ملايين دولار أمريكي من السلع". ذلك ما أعلن عنه إيجال بالمور مدير مكتب المغرب العربي وسوريا ولبنان في وزارة الخارجية الإسرائيلية في حديث مع صحيفة كندية نهاية الأسبوع الماضي.وأكد هذا الدبلوماسي أثناء زيارة لكندا بدعوة من القنصل العام في مونتريال ، في لقاء مع الصحفيين أن العلاقة بين المغرب والدولة الصهيونية لم تنقطع تماما ، وأن المغاربة والإسرائيليين ما زالوا يتحاورون أثناء لقائهم في مقر الأممالمتحدة وفي اللقاءات الدولية عن طريق وسطاء. كما أن الآلاف من اليهود المغاربة يزورون المغرب كل سنة.وتأسف إيجال بالمور من كون تجدر الحركة الإسلامية الأصولية في المغرب يجعل الحوار المغربي الإسرائيلي صعب جدا ، ويحول دون إمكانية ربط علاقات دبلوماسية بين الطرفين في المستقبل، مضيفا "أن المغرب يسعى لاحتواء الأصولية الإسلامية التي انتشرت بين عدة فئات من المجتمع المغربي ، كما أن الضغط الذي يمارسه الإسلاميون الممثلون حاليا في البرلمان ، يفرض على سلطات الرباط مضاعفة الحذر فيما يخص أي ربط أي لقاء مع دولة إسرائيل، وهذا معطى جديد لا يمكن للمغاربة تجاهله"وقال بالمور أن إسرائيل لها أيضا علاقة مع تونس لكن بأهمية أقل من تلك التي تربطها مع المغرب ، في حين تسلك الجزائر ورئيسها عبد العزيز بوتفليقة سياسة صارمة في ربط أية علاقة مع دولة اسرئيل.